الأخبار الرئيسيةتقاريرغير مصنف

“الطابور الخامس”.. عصا الحوثيين الغليظة للنيل من حزب “صالح”

مراقبون يرون أن الحوثي يستهدف هذه المرة حلفاءه في حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، تحت مبرر وجود “طابور خامس”. يمن مونيتور/ خاص/ من محمد الشبيري
لا يعدم المسلحون الحوثيون حيلة للنيل من مناوئيهم، تارة بالصاق تهم “العمالة”، وأخرى بأوصاف أخطر من قبيل “الدواعش والتكفيريين”، لكنهم هذه المرة عازمون على النيل من حلفائهم، وتحديداً جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام، الحليف الرئيس لهم في السياسة والحرب.
واليوم الأحد، دعت جماعة الحوثي المسلحة أنصارها إلى الاحتشاد في العاصمة صنعاء التي يهيمنون عليها منذ أواخر سبتمبر/ أيلول 2014، تحت شعار “ضد المنافقين من العملاء والطابور الخامس”، استجابة للدعوة التي وجهها زعيمها في آخر خطاب له إلى “تنظيف الساحة الداخلية منهم”، باعتبارهم “جبهة كبيرة جدا تشتغل بالإرجاف والتهويل والارهاب وزرع حالة اليأس والتحطيم المعنوي ودفع الناس الى الاستسلام”.
خطاب الحوثي الأخير جاء بعد حملة كبيرة خاضها نشطاء وصحفيون محسوبون على الرئيس السابق، تطرقوا فيها إلى فساد الحوثيين في إدارة المؤسسات التي يسيطرون عليها بقوة السلاح.
ويرى مراقبون أن الحوثي يستهدف هذه المرة حلفاءه في حزب صالح، الذين استثارهم خطاب “الحوثي” الأخير، وشنوا عليه حملة انتقادات واسعة أبرزها ما ورد على لسان القيادي في المؤتمر، “عادل الشجاع”، الذي وصف خطاب الحوثي بـ”العنصري والطائفي”.
ويذهب هؤلاء إلى القول إن الجماعة المسلحة تعتمد في عملية التحشيد النفخ في عدو، وإن كان وهمياً، لتستمر عملية إغواء الأتباع، من خلال تضخيم وجود عدو مشترك يهدد وجودهم.
 غير أن الواضح أن الحوثيين شعروا أن تهم “الدواعش والتكفيريين” قد باءت بالفشل، وأن اليمنيين الذين يناهضون تواجد الجماعة ينطلقون من هدف وطني ينشد استرداد الدولة وانهاء الانقلاب، وليس على أساس طائفي كما يريد الحوثيون أن يقولوا لأبتاعهم.
ويرى الكاتب الصحفي “همدان العليي” أنه “منذ اليوم الأول الذي دخلت فيه جماعة الحوثي المسلحة في تحالف مع جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح كانت تدرك أن فكر المؤتمريين الجمهوريين يقف عقبة في طريق مشروعها الإمامي وينبغي التخلص منه”.
ويعتقد “العليي” أن “عملية التخلص من المؤتمر تأجلت فقط بعد الحروب التي تصاعدت منذ 26 مارس/ آذار 2015، لكن الاحتقان بين الطرفين يزداد، خاصة بعد الاجراءات الأخيرة التي تتخدها جماعة الحوثي التي تستهدف ارهاب واسكات الجمهور المؤتمري المناوئ لتصرفاتها في الفساد والعبث وسوء الأوضاع المعيشية”.
شخصياً، يقول العليي، اعتقد أن “المسألة ليست تكتيك أو تمثيلية أو خديعة للمجتمع الدولي والشرعية، لأن الحوثي لا يجازف بسمعته لدى حلفائه، لكن الحقيقة أن هناك خلافات جذرية بين تحالف الحوثي/ صالح، وأعني تحديداً من حيث أن فكرة المؤتمر الشعبي تقوم أساساً على رفض الفكر الإمامي الذي يسوّق له الحوثيون”.
ويتحالف جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام مع جماعة الحوثي المسلحة التي استباحت مدناً يمنية بينها العاصمة صنعاء، بقوة السلاح، لتندلع بعدها حرب شرسة طرفها الآخر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مسنودة بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وأدت الحرب التي أشعلها الحوثيون و”صالح” إلى مقتل آلاف اليمنيين، وجرح آخرين، إضافة إلى موجات نزوح كبيرة للسكان ووضع اقتصادي بات على شفا الهاوية، وفقاً لتقارير دولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى