كتابات خاصة

مفتي الديار

د. علي الزبيدي

كإيقاع أفضل من مفتي الجمهورية لعلل وأسباب لعل أهمها أن الجمهورية تثير حساسية لدى البعض، وليس أي بعض، إنه البعض الحاكم للديار. كإيقاع أفضل من مفتي الجمهورية لعلل وأسباب لعل أهمها أن الجمهورية تثير حساسية لدى البعض، وليس أي بعض، إنه البعض الحاكم للديار.
ثم إن الديار توحي بالتنوع، دار كفر ودار إسلام، دار شيعة، دار سُنّة، دار ميه ودار عبلة ودار سلمى، والجمهورية لفظ مفرد بينما لفظ الديار لفظ جمع، ولا يخفى ما في الجمع من ايحاء البركة هذه اعتبارات الاسم.
أما اعتبارات التغيير فأولها منطقية أن الشيخ العمراني تبحر في الفتوى بشكل زائد وأصبح مستوعباً لقلق الفتيا اليمني وتاريخه، ما يجعل الفتوى سهلة المنال ويتمثل الطعم في مشقة الفتوى وصعوبتها..
ثم إن المفتي الجديد من حقه أن يمثل حكام الديار الجديدة حذوا بحذو كما كان  العمراني يمثل الشعب، فمن حقهم أن يمثلهم شخص منهم!
ويغفل الكثير عن أن الشيخ العمراني كان جبلاً أمام تهديدات القوم وايذاهم مستعصيا على التوجيهات؛ والفتوى لا تحتاج إلى قوة وصلابة وادراك لحيثيات الفتوى وظروفها الزمانية والمكانية بقدر ما تحتاج إلى الرقة والليونة والسمع والطاعة والمرونة ازاء التوجيهات..
ويتغافل البعض عن كون الشيخ العمراني لا خلفية له مع الام الرؤوم إيران كما هو الحال بالنسبة لمفتي الحوثي الصفوي.
ثم إنه ليس هاشمياً والمرحلة تقتضي عولمة الفكر الحوثي وفتواه وسيادة السلالة القابضة.
وثمة أمر آخر هو أن جمهور العمراني كبير، وهذه فيها خطورة على استراتيجية الجماعة التى تسعى إلى حوثنة الدولة، ابتداء من البردقان وانتهاء بعمامة الفتوى في خضم هذه مفتي الديار.
والشيخ العمراني عتيق في الفتوى وصدر له كتاب مجموعة الفتاوى وكتاب نيل الأماني وكتاب المقالات، وله العديد من البرامج التلفزيونية والمقابلات والحوارات في الصحف والمجلات، وهذا مما يضعف ذاكرته، أما مفتي الديار فهو نقي الذاكرة، ولم تشبها شائبة التأليف!
مفتي الحوثي له باع مالي كبير فهو جامع التبرعات إلى جيب لا ريب فيه، بينما الشيخ العمراني لا ناقة له فيه ولا جمل في ذلك.
في خضم هذه المسوغات يصر البعض على تحميل الموقف أكثر مما يحتمل وتلبيسه نوايا سيئة من طرف الطغمة المنقلبة الوديعة.
وبعيداً عن السخرية في اطار الهم الأكبر للحوثي العقدي فلا غرابة أن تترى سلوكياتهم الممسوخة..
“ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا”.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى