ما زالت تداعيات تعرض مطار الشعيرات لغارة أميركية عبر 59 صاروخاً من نوع توماهوك فجر الجمعة الماضي، تشغل حيز نقاشات أهم محافل التقدير الاستراتيجي، ورغم عدم وجود دور خليجي فيها، فإن الخلاصات من تلك «الضربة» ليست عديمة الفائدة خليجياً، وقد يكون منها: ما زالت تداعيات تعرض مطار الشعيرات لغارة أميركية عبر 59 صاروخاً من نوع توماهوك فجر الجمعة الماضي، تشغل حيز نقاشات أهم محافل التقدير الاستراتيجي، ورغم عدم وجود دور خليجي فيها، فإن الخلاصات من تلك «الضربة» ليست عديمة الفائدة خليجياً، وقد يكون منها:
– خدمت الضربة الشكل الإعلامي ولم تخدم المضمون العسكري، بسبب غياب الانقلاب الذي أحدثته في المشهد التعبوي السوري. فهل خلقت واشنطن نهج عمليات رفع اللوم، وسنعاني منها في الخليج لكوننا زبوناً أمنياً دائماً!
-هل استعارت أميركا أسلوب تصدير الأزمات للخارج من أنظمة العالم الثالث، وهل ستكون استجابة واشنطن لطلبات العون الخليجية مستقبلاً مرهونة بحجم ما تتهم به من قصور داخلياً!
-نستذكر الضربات الإسرائيلية على سوريا، ونكاد نجزم بارتباطها بالضربات الأميركية كبروفة واختبار. فهل ستضرب إسرائيل إيران قبل أن تضربها أميركا، دون حساب لانتقام أتباع إيران لمصالحها في الخليج، ودون حساب للتعاطف الإسلامي، نكاية بالصهاينة!
–تتفق مصادر عدة على أن نظام الأسد تلقى 59 صاروخ كروز، فيما تصر سوريا وروسيا أن الأهداف المقصوفة تلقت 23 صاروخاً فقط، فأين ذهب 36 صاروخاً؟ هل أسقطها السوريون بدفاعاتهم المتواضعة. أم انتبه الروس متأخرين فأسقطوا الموجة الثانية من المدمرة الثانية USS ROSS بعد انتهاء قصف المدمرة USS PORTER، أم سقطت لعدم كفاءتها. ففي ذلك تشكيك للجاهزية الصاروخية الأميركية التي هي جزء مكلف معنوياً ومادياً من نظام أمن الخليج.
-تملك طهران وهي المنازع المفترض لدول الخليج نظامS300، الند الأشرس للسيادة الجوية الخليجية، والذي لم يتصد نفسه لـ59 صاروخاً جوالاً في سوريا، بمسوغات تحلي العسكر الروس بضبط النفس لإبعاد حرب نووية. مما يعني إمكانية اختراق ذلك النظام في إيران، إن لم يكن فنياً فبشرياً، فسور الصين العظيم لم يخترق بالهدم بل دخل العدو من الأبواب بموافقه الحرس.
-بلغت تكلفة الهجوم الأميركي على سوريا ما بين 30 مليون ومليار دولار. وكلفة إطلاق صاروخ كروز واحد 1.5 مليون دولار، فإذا أخذنا بالاعتبار وطأة تأثير المتغيرات الاقتصادية على تسلح الخليج، فما كلفة كل طلب إسناد غربي أو أميركي نحتاجه في المستقبل!
-عودة الفرقاطة «الأميرال غريغوروفتش» المزودة بصواريخ «كاليبر» المجنحة للبحر المتوسط يعني أن الضربة الأميركية أدخلت الإقليم في حرب صواريخ جوالة، لا يغطي مداها مسرح العمليات السوري، بل والخليج العربي أيضاً.
-تعليق العمل بمذكرة ضمان سلامة التحليقات، يجيز لموسكو الرد على مختلف عمليات تحليق قوات التحالف الدولي ضد داعش، ولعل إسقاط طائرة خليجية خير لموسكو من إسقاط طائرة أميركية، وأقل كلفة سياسية.
بالعجمي الفصيح
أميركا مجبرة على أن تعيد إنتاج مشروع تدخلها في سوريا بالكامل، فتبني خيار السطحية في معالجة قضاياه البنيوية سيجلب تبعات عسيرة ليست عليها فحسب، بل وعلى حلفائها في الخليج.;
نقلا عن العرب القطرية