“تعذيب” و “سجون سرية”.. وقائع محاكمة في صنعاء لـ36 من الموالين للحكومة الشرعية
“أنتم لا تعرفون ما حدث لي، لقد عُذبت في كل مكان في جسدي وتم انتزاع أظافري وأنا دكتور لي مؤلفاتي وأبحاثي” وكشف الدكتور يوسف البواب عن قميصه فظهرت كدمات حارقة بجلدٍ مقطع ومضروب بضرباتٍ متجاورة وقريبة من بعضها، حتى العملية الجراحية فُتحت.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
“أنتم لا تعرفون ما حدث لي، لقد عُذبت في كل مكان في جسدي وتم انتزاع أظافري وأنا دكتور لي مؤلفاتي وأبحاثي” وكشف الدكتور يوسف البواب عن قميصه فظهرت كدمات حارقة بجلدٍ مقطع ومضروب بضرباتٍ متجاورة وقريبة من بعضها، حتى العملية الجراحية فُتحت.
“البواب” هو واحد من 36 شخصاً من المؤيدين للحكومة المعترف بها دولياً، بدأ الحوثيون أمس السبت محاكمتهم بتهم تتعلق بكونهم يخططون لأعمال تخريبية في البلاد؛ لكن القاضي الذي أسكت “البواب” مراراً كما أسكت رفاقه رفض تقديم ملف الاتهامات للمحامين، في إجراء يثبت زيف المحاكمة العابثة والجرائم بحق الإنسانية التي ارتكبها الحوثيون.
دأبت جماعة الحوثي المسلحة على تعذيب المعتقلين السياسيين، كانت تلك المحاكمة أول ما يرى المعتقلون من الشمس طوال عامين مضت، مُنعت عنهم الزيارات العائلية طوال فترة احتجازهم في مبنى “الأمن السياسي” (جهاز المخابرات)، وهو سجن غير قانوني، فيما كانت المحاكمة في ذات المبنى. والمحكمة متخصصة في قضايا “أمن الدولة”.
حسب مقاطع فيديو نُشرت على الانترنت يظهر المعتقلين السياسيين في قفص حديدي (36) شخصاً في مساحة مترين طولاً ونصف متر على الأكثر عرضاً، بعضهم جالساً على الأرض والآخر واقف يريد الحديث.
تشير مصادر حضرت الجلسة، أن القاضي كان متحاملاً، لم يعد بالتحقيق في جرائم التعذيب البشعة التي ظهرت في أجساد هؤلاء الشُبان، كما أن القاضي كان منفعلاً ومتوعداً.
ظهر ممثل النيابة العامة ينفث حقداً باتهامات كثيرة، يقول المعتقلون إن النيابة حذفت من المحاضر كل إشارة إلى تعرضهم للتعذيب؛ كان القاضي والنيابة والجماعة المسلحة متواطئون لمنتهى درجات الإسفاف القانوني، كما أخبر أحد محامي الدفاع “يمن مونيتور” مفضلاً عدم الكشف عن اسمه خشية الانتقام.
يشير المحامي إلى موجة من الانتهاكات التي مارسها المحققون التابعون للجماعة، “طوال عامين من الاعتقال التعسفي بحقهم في سجون أكثر قذارة من السجون الرسمية، لم تحدد تهم معينة. عرفنا عند الإعلان عن إحالتهم إلى المحكمة الأسبوع الماضي فجأة لم يشعرونا، وكانت الجلسة الأولى موجعة فملف القضية لم يكن بأيدينا ورفض القاضي تسليمه لنا”.
وقالت الحكومة اليمنية في بيان سابق هذا الأسبوع، إن الحوثيين اختطفوا قرابة14 ألفاً من معارضيهم السياسيين، وقتل 76 منهم تحت التعذيب.
ومن بين المختطفين صحافيين وقادة سياسيين ومسؤولين حكوميين أبرزهم الصحافي عبدالخالق عمران الذي تعرض-وما زال- للتعذيب والقيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان، ومحمد محمود الصبيحي وزير الدفاع في حكومة الرئيس اليمني والقائد العسكري فيصل رجب، وشقيق الرئيس ناصر هادي.