“معركة الحديدة”.. كسر الجمود في الحرب اليمنية
تحشد القوات الحكومية اليمنية جنودها وعتادها مسنودة بالتحالف العربي، استعداداً لخوض معركة فاصلة لتحرير ميناء ومدينة الحديدة الاستراتيجي من الحوثيين الذين أعلنوا التعبئة العامة للتصدي للهجوم. وتحاول القوات الحكومية كسر الجمود في الحرب الدائرة في البلاد بتحرير الميناء الاستراتيجي، وإجبار الحوثيين على الانكسار والجلوس في طاولة مفاوضات واحدة.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تحشد القوات الحكومية اليمنية جنودها وعتادها مسنودة بالتحالف العربي، استعداداً لخوض معركة فاصلة لتحرير ميناء ومدينة الحديدة الاستراتيجي من الحوثيين الذين أعلنوا التعبئة العامة للتصدي للهجوم. وتحاول القوات الحكومية كسر الجمود في الحرب الدائرة في البلاد بتحرير الميناء الاستراتيجي، وإجبار الحوثيين على الانكسار والجلوس في طاولة مفاوضات واحدة.
وقد انطلقت عملية الرّمح الذّهبي التي قادتها القوات الحكومية مدعومة من التحالف العربي إلى الأمام بطول السّاحل الغربي لليمن، حيث تحرّكت من مضيق باب المندب إلى وادي الضّباب وعبر مدينة المخا في تعز. وتعمل قوّات الحكومة حاليًا على السّيطرة على المراكز السكّانية مع الحرص على حماية أجنحتها. ومع استعادة الجزء الأكبر من ساحل تعز، فإنهم حقّقوا هدفهم تقريبًا. وتبتعد القوّات الحكومية الآن فقط بمسافة 80 إلى 90 ميلًا (129 إلى 145 كيلومترًا) جنوب مدينة الحديدة الساحلية، وهي واحدة من المناطق الأكثر أهمية تحت سيطرة الحوثيين.
وقالت مصادر عسكرية يمنية لـ”يمن مونيتور”، فضلت عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام، إن من المقرر انطلاق المعركة خلال أسبوع، وأن هناك عدة ألوية في طريقها إلى الوصول من أماكن التدريب التابعة للحكومة والتحالف العربي.
تعزيزات عسكرية
وزار نائب الرئيس اليمني الجنرال البارز علي محسن الأحمر مواقع قواته العسكرية غربي البلاد وقال إن النصر قريب. وأضاف الأحمر خلال زيارته الميدانية التي شملت تفقد سير العمليات العسكرية في ميدي وحرض واستغرقت 3 أيام إن «عودة الدولة هو الحل الوحيد لأزمة البلاد»، مؤكدا أن قوات الشرعية باتت على وشك الانتصار على الميليشيات الحوثية المتحالفة مع إيران.
وكانت مصادر محلية قالت الاثنين إن أربع طائرات شحن عسكرية محملة بمعدات وأسلحة حديثة، إلى المقر الرئيس لقوات التحالف غربي مدينة عدن وسط تحليق مكثف للطيران الحربي في أجواء المدينة الجنوبية الساحلية على البحر العربي.
إلى ذلك تحدثت مصادر عسكرية ومحلية، إن قوات التحالف دفعت خلال الأيام الأخيرة بتعزيزات جديدة إلى مدينة المخا الساحلية على البحر الأحمر انطلاقا من مدينة عدن جنوبي غرب البلاد. كما دفعت القوات الحكومية بتعزيزات أخرى إلى شمال محافظة الحديدة.
وقالت وكالة رويترز، اليوم الأربعاء، إن الحكومة دفعت بلواءين عسكريين تم تدريبهما حديثاً، ويتمركز أحد اللواءين على بعد 230 كيلومترا شمالي الحديدة بينما يتمركز الآخر على مسافة 130 كيلومترا إلى الجنوب وبالتالي سيضطر اللواءان لعبور مساحات واسعة من الأراضي الخاضعة لسيطرة الحوثيين إذا ما بدأت حملة السيطرة على الميناء.
تنسيق عالي
لكن يبدو أن هجوماً بحرياً تخطط له القوات الحكومية بمشاركة من قوات عربية انطلاقاً من قواعد عسكرية بحرية في ظل زيادة التنسيق بين التحالف العربي والجيش الأمريكي، والذي شمل طائرات استطلاع وتصوير فضائي لمواقع الحوثيين- كما تشير مصادر عسكرية تحدثت لـ”يمن مونيتور”.
وقال اثنين من سكان الحديدة في اتصال عبر الهاتف بـ”يمن مونيتور” إن طائرات الاستطلاع كثفت نشاطها الأيام الخمسة الماضي لتغطي مساحة واسعة من منطقة الميناء.
وباتت عملية تحرير الميناء وشيكة بحسب تصريحات المتحدث باسم التحالف العربي، اللواء أحمد عسيري، بعد تجاهل الأمم المتحدة طلب الإشراف على الميناء، وبعد أن تبين حجم الفائدة التي تجنيها الميليشيات المتمردة بما في ذلك التحكم بتدفق إمدادات الإغاثة الإنسانية وتغيير وجهتها لدعم التمرد ومنع وصولها للمتضررين.
ساعة الصفر
وقال مدير التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع اليمنية محسن خصروف لـ «رويترز»: «بعد أن رفضت الأمم المتحدة طلب الحكومة المدعومة من التحالف للإشراف على ميناء الحديدة لضمان عدم استخدامه لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، أصبح من الضروري أن تقوم الحكومة بإنهاء سيطرة هؤلاء عليه». وأضاف أن «القرار السياسي لتحرير الحديدة اتخذ والاستعدادات العسكرية اكتملت، ولم يبقَ إلا انتظار ساعة الصفر لتحرير الحديدة».
من جهة أخرى، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الكابتن جيف ديفيز ليل أول من أمس (الإثنين)، إن الولايات المتحدة نفذت أكثر من 70 ضربة إضافية ضد تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» باليمن منذ 28 فبراير/شباط الماضي.
ويعتمد تحرّك قوّات التّحالف للسيطرة على الحديدة قريبًا، في الحقيقة، على ما إذا كانت الولايات المتّحدة ستتبع سياسة استهداف الحوثيين الموالين لإيران في اليمن إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي. ويبدو أن معظم المؤشرات تقول ذلك. وكان التدخّل الأقرب في الخريف الماضي، عندما قصفت مواقع للرادارات الحوثية كانتقام مباشر لهجمات طالت سفنا بحرية أمريكية في مضيق باب المندب.
ويمثل ميناء الحديدة وميناء الصليف شرياناً حيوياً للعاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والمحافظات المجاورة لها، حيث تتدفق عبرهما نسبة 80 في المئة من حاجاتها من البضائع والسلع، واستعادة السيطرة عليه تنتزع من الحوثيين آخر أهم الموارد المالية لها بعد نقل البنك المركزي إلى عدن.