تخاذل دولي في قضية رجل الحوار اليمني “محمد قحطان” المعتقل لدى الحوثيين
يرزح محمد قحطان القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح في سجون الحوثيين منذ عامين، إلى جانب سياسيين وقادة عسكريين وصحافيين بسبب مواقفه المناهضة للجماعة المسلحة، في ظل موقف دولي إقليمي متخاذل.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
يرزح محمد قحطان القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح في سجون الحوثيين منذ عامين، إلى جانب سياسيين وقادة عسكريين وصحافيين بسبب مواقفه المناهضة للجماعة المسلحة، في ظل موقف دولي إقليمي متخاذل.
وترفض جماعة الحوثي حتى اليوم الإفراج عن أي معلومات حول صحته أو مكان اعتقاله منذ اختطافه في ابريل/نيسان 2015م، بعد أن وضعته قيد الإقامة الجبرية منذ فبراير/شباط نفس العام، وطالب قرار مجلس الأمن (2216) بالإفراج الفوري عنه إلى جانب وزير الدفاع محمد محمود الصبيحي، والقائد العسكري فيصل رجب، وناصر منصور شقيق الرئيس اليمني.
إخفاء المعلومات
وقال محمد عسكر نائب وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية لـ”يمن مونيتور” إن المسلحين الحوثيين يواصلون إخفاء أي معلومات تتعلق بـ”محمد قحطان” ليس فقط على الجانب الحكومي ولكن أيضاً على الصليب الأحمر والمفوضية العليا لحقوق الإنسان.
وأشار محمد عسكر إلى أن: “هناك تعنت كبير من جانب الحوثيين الذين يستخدمون المعتقلين السياسيين كرهائن”.
واختطف الحوثيون محمد قحطان في الرابع من أبريل/نيسان 2015م من منزله إلى جهة مجهولة، ولا توجد أي معلومات حول مكان اختطافه حتى اللحظة أو عن حالته الصحية.
موقف دولي متخاذل
من جانبها رأت حورية مشهور وزيرة حقوق الإنسان السابقة أن الموقف الدولي والأممي متخاذل وضعيف في قضية “رجل السلام والحوار الأول محمد قحطان”.
وقالت لـ”يمن مونيتور” إن: “الأمم المتحدة بكل ثقلها والمبعوث الدولي لم يضعوا المعتقلين وكبار السياسيين الذين كانوا في مؤتمر الحوار الوطني في أول القضايا فهم لم يحملوا سلاح ومع ذلك الانقلابيين يستخدمونهم كرهائن، وهذا مرفوض الحقيقة من قبل المواثيق الدولية، اليمن موقعة على العهد الدولي للحقوق المدنية فهذه جرائم كبيرة”.
موقف حزب الإصلاح
من ناحيته جدد عبدالملك شمسان المتحدث باسم حزب الإصلاح مطالبة حزبه للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بإعادة النظر في طريقة التعاطي السياسي مع استمرار جرائم من وصفهم: “طرفي الانقلاب بحق الإنسانية واختراقهم السافر لكل العهود والعقود والمواثيق التي تجرم المساس بحرية الإنسان وتقييدها بأي شكل من الأشكال أو التعدي عليها”.
وقال شمسان في تعليقه إن “الحوثيين اختطفوا محمد قحطان وسجنوه لكنهم تأخروا كثيرا حيث لم يفعلوا ذلك إلا بعد أن أصبح فكر قحطان في قلب كل يمني حر، وأصبح عقله في رأس كل يمني حر، وأن هؤلاء اليمنيين من مختلف الانتماءات السياسية هم الذين يحاصرون اليوم الانقلاب المسلح والمشروع الإمامي الكهنوتي، وأنهم –حسب قوله- “من يحسم الموقف بما تشبعوا به من قيم الحرية والعدالة والديمقراطية والإرادة للانطلاق إلى المستقبل المفتوح والمنفتح”.
عن محمد قحطان
وكتب السفير اليمني في لندن ياسين سعيد نعمان: ” كان اختطاف المليشيات لقحطان بمثابة قمع لهذه المقدمات التي أخذت تتبلور في الحياة السياسية، وعنواناً لما مثله من موقف سياسي مقاوم للتسلط، وموقف من المنهج السياسي الذي مثله الحوار والذي كان تجسيداً للتطور العام الذي شهدته الحياة السياسية اليمنية وكان قحطان أحد رموزه”.
فيما كتب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي على “تويتر”: “محمد قحطان رمز لمقاومة الانقلاب ورمز لاجرام الحوثي صالح في حق المدنيين واعتقالهم واخفائهم قسريا، في سجنه ينتصر و(الانتفاشة) كما سماها تتلاشى”.
وقال الدكتور محمد سعيد السعدي -وزير التخطيط والتعاون الدولي إن “غياب محمد قحطان خلال عامين أدى إلى خلل ونقص في الرؤى والآراء السياسية”.
وأشاد بمناقب السياسي محمد قحطان، واصفا إياه بأنه “قامة وطنية، واسع المدارك والرؤى، متميز في أفكاره ومتمسك بالقيم العليا منذ أن عرفناه وهو مضحي في سبيل وطنه، جاذب في طباعه، مرن في مواقفه، يقنع من يحاوره بما يمتلك من استدلالات وتجارب وخبرات ومواقف تاريخية، مؤسس رئيسي لتحالف اللقاء المشترك، مستمع متميز لأفكار وآراء الآخرين”.
وينفذ سياسيون وحقوقيون وناشطون حملة تضامنية مع السياسي محمد قحطان في الذكرى الثانية لإخفائه قسرا من قبل الحوثيين.