كتابات خاصة

قبل وقف الحرب

محمد الشبيري

لا أحد مع استمرار هذه الحرب الشعواء التي تعصف بالبلاد من 21 سبتمبر/ ايلول 2014، تاريخ اجتياح الجماعة المسلحة العمياء لمؤسسات الدولة وانقضاضها على حلم اليمنيين، لا أحد سوى شلة المنتفعين، وهي شبكة تتوسع يوميا على حساب حياتنا، بكل أسف. لا أحد مع استمرار هذه الحرب الشعواء التي تعصف بالبلاد من 21 سبتمبر/ ايلول 2014، تاريخ اجتياح الجماعة المسلحة العمياء لمؤسسات الدولة وانقضاضها على حلم اليمنيين، لا أحد سوى شلة المنتفعين، وهي شبكة تتوسع يوميا على حساب حياتنا، بكل أسف.
هذه قضية لا يمكن أن يزايد بها أحد على الآخر، إذْ لا يريد أي يمني صادق أن يبقى متفرجاً على النار وهي تلتهم بلاده.
الدعوة لوقف الحرب باطل مغلّف بالحق، إذْ أن وقف الحرب دون الشروع في ترتيب أولويات حالة السلم، هي خدعة كبيرة اخرى لنا، تشرعن للجماعات المسلحة وتفخخ المستقبل.
الشروع في إزالة مسببات الحرب هي خطوة اولى في سبيل حلحلة القضية اليمنية، لأن كل ما نراه هو مجرد نتائج جانبية لسبب رئيس واحد هو الانقلاب على الدولة.
المجموعات النفعية التي تتحرك في المساحات الرمادية، هي اسوأ ما أنتجته هذه الحرب اللعينة، وتحركها لا يخدم سوى الذين انقلبوا على السلطة بقوة الحديد والنار، في مقابل خذلان لفكرة الدولة التي يرفعون شعارها، خداعاً.
مجرد المساواة بين الدولة (على علاّتها) وبين المليشيا التي استباحت دماء ودولة وأموال الشعب، هو عمل منافٍ لكل أعراف الكون وللأخلاق، وإن تدثّر القائلون به برداء السلام ووقف العنف.
اليمنيون اليوم يخوضون حرب استعادة دولتهم من فكّ المسلحين، فيما المليشيا تقاتل متسلحةً بتاريخ طويل من الصراعات، تؤجج من خلاله مشاعر العامة من مناصريها، وتزرع في كل بيت، نبتة الكراهية والعنصرية، وتقوّض فكرة العدل والمساواة.
الحرب يجب أن تقف الآن قبل غدٍ، وبلا رجعة.. لكن وقوفها ينبغي أن يُبنى على الأسس والمرجعيات التي توافق عليها اليمنيون، وإلا فإنها ستكون مجرد استراحة محارب، ومحطة انطلاق لجولات قادمة من الصراع، ربما تكون أكثر شراسة من التي تشتعل الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى