الأخبار الرئيسيةغير مصنفكتابات خاصة

عن نفسية اليمانيين المُتعَبة

إفتخار عبده

جسدٌ مرهق، وقلبٌ يموت، وأعضاء  تتهالك؛ حتى العقل أصبح محدود التفكير! جسدٌ مرهق، وقلبٌ يموت، وأعضاء  تتهالك؛ حتى العقل أصبح محدود التفكير!
هكذا تغيرت نظرة الكثيرين من اليمانيين للحياة، وفلسفتهم في تقييم الواقع.. ينظرون لها من هذا المنطلق، وهو ما يجده أكثر الناس في تفكيرهم، خصوصا في ظل الوضع الحالي،  وربما هو المنطق الحقيقي لدى من يحمل برأسه عقلاً يعمل ولو قليلاً.
واقع مشحونٌ بالمآسي.. أصبح الناس فيه كما قال المتنبي: 
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم
وجدت الناس فريقين لا ثالث لهما؛ إما مفكرٌ يهمه أمر الوطن، وإما غافلٌ عن ذلك، يهيم بأمور أخرى وشهوات ساذجة؛  فوجدتُ الأول يعاني كثيراً، ويتعب أكثر حتى من مجرد تفكير، بل إن بعضهم أصبح يقلب كفيه على ما ينبغي عليه فعله.. يضرب كفاً بكف قلقاً وتوتراً، ويحاول بكل ما أوتي من قوة أن يبذل كل ما بوسعه من أجل تحقيق أهداف سامية.
 وأما الثاني فهو في ضلاله عامهٌ، لا يستطع أن يفرق بين حق وباطل؛ والضحية في المجتمع، هم الذين يموتون قتلاً وجوعاً؛ بل إن بعضهم من يموت قلقاً وخوفاً، وهذا هو مصير الأطفال الذين أصبح بعضهم رحالة في الشوارع يبحثون عن مأوى، ولم يجدوا إلا الرصيف فراشهم والبرد رداءهم والجوع والعطش أقرب صديقين لهم.
 ما الذي ينبغي أن ينظر الإنسان اليمني من خلاله للحياة، وكيف ينظر لها إذا كان الواقع قد أثخن بالمأساة، وجرح بالحزن، وأصبح الهم ينصب عليه من كل زاويه ومتجه؟!
أتراه يخترع له فكراً وخيالاًجديدين، أم تراه يستطيع أن يقلب نظرته للحياة كمسألة رياضية.. إذا لم تستطع حلها بهذه المعادلة تغير إلى معادلة أو طريقة أخرى؟
ليس الأمر كذلك، فالنفسية التي يحملها الإنسان اليمني؛ تختلف كثيراً عن باقي النفسيات الأخريات.. إنها نفسية مضطربة ومتوترة تظل في قلق وضيق، مع أن الشعب اليمني كان يوصف أنه من أكثر الناس مرحاً ودعابة؛ لكنه الآن أصبح لا يأمن حتى من قدميه.. لايود الحديث إلى أحد،  ولا يريد مشاركة الآخرين بالكلام كيف ما كان، حتى إذا كان الموضوع يخصه، وكل ذلك سببه تفشي المأساة جراء استمرار الحرب.
لقد دخل الشك وأفرد جناحيه مسيطراً على العقول، فترى الأخ يفسر كلام أخيه في الأسرة ذاتها ويفهمها سوءاً حتى إذا كانت النيات صالحة، وغير ذلك الكثيرورغم ذلك سنظل على أمل بتغيير الوضع العام المأساوي؛ عل نفسيات الجميع تتعدل ويصبح الوطن والمواطن أقرب إلى السعادة بعد أن غزو المأساة واجتياحها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى