(انفراد) امريكا تعود إلى “اليمن” بمعركتين
إدارة ترامب بدأت بالفعل زيادة الدعم اللوجستي والاستخباراتي للقوات السعودية والإماراتية فيما يخص اليمن هي ساحة مُغرية لوقف تنظيم القاعدة الذي يهدد المواطن الأمريكي، إلى جانب مواجهة التمدد الإيراني، وفق الأهداف الطموحة للإدارة الحالية للدفاع والأمن القومي الأمريكي. وعُززت هذه النظرة -التي قد تتحول إلى استراتيجية- استهداف الحوثيين لفرقاطة “سعودية” في يناير/كانون الثاني الماضي عبر قوارب متفجرة بدون قائد (يتم التحكم بها عن بعد) -تعتقد البنتاغون أنها ان هذه التكنلوجيا إيرانية وكان الحوثيون يعتقدون أنها أمريكية- إضافة إلى استهداف مدمرة أمريكية عدة مرات في أكتوبر/تشرين الأول إلى جانب سفينة شحن تعمل لصالح البحرية الإماراتية. وفي معظم تلك العمليات تم استخدام ميناء الحديدة كنقطة انطلاق للمسلحين الحوثيين لتنفيذ العملية. وأعقب ذلك سيل من الهجوم الأمريكي على الحوثيين ووصفت الجماعة بكونها “إرهابية تعمل كأداة بيد الإيرانيين”، كما باعتبارهم تهديداً على الملاحة الدولية في البحر الأحمر عبر مؤسسات دولية معنية بمراقبة التهديدات الملاحية؛ ودفعت الولايات المتحدة الأمريكية بالمدمرة “يو اس اس كول” إلى البحر الأحمر مع صلاحيات كاملة باستهداف مطلقي الصواريخ على السفن الأمريكية. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
سلطت الولايات المتحدة الأمريكية في جلسات بالكونجرس ومجلس الشيوخ والبنتاغون على معركتين كبيرتين في اليمن باعتبارها أرض الطموحات لتحقيق إنجازات ضد العدوين الرئيسين للإدارة الجديدة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وجماعة الحوثي المسلحة المتهمة بكونها نفوذ إيراني قرب واحد من أخطر منافذ الملاحة في العالم (باب المندب).
وتحولت الإدارة الأمريكية الحالية عن نظيرتها السابقة فيما يتعلق بالملف اليمني، ويأتي هذا التحول في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة “العودة إلى اللعبة” في اليمن، وفقا لمسؤول أمريكي تحدث لـ”وول استريت جورنال” (يمكن الحصول على ترجمة للتقرير هنـــا)، بعد أن تم تقليص عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية عام 2015 في أعقاب انهيار الحكومة اليمنية. وفي حين أن تركيز واشنطن الفوري على مكافحة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومثيلاته فإن دعم دول الخليج في اليمن قد يسحب الولايات المتحدة بالانخراط أعمق في مواجهة الحوثيين في البلاد، كما أن الدعم الأمريكي يخلق توازنا مع النفوذ الإيراني، ويمكن أن يضع الولايات المتحدة في صراع مباشر أكثر مع طهران.
إدارة ترامب قد بدأت بالفعل زيادة الدعم اللوجستي والاستخباراتي للقوات السعودية والإماراتية فيما يخص اليمن هي ساحة مُغرية لوقف تنظيم القاعدة الذي يهدد المواطن الأمريكي، إلى جانب مواجهة التمدد الإيراني، وفق الأهداف الطموحة للإدارة الحالية للدفاع والأمن القومي الأمريكي. وعُززت هذه النظرة -التي قد تتحول إلى استراتيجية- استهداف الحوثيين لفرقاطة “سعودية” في يناير/كانون الثاني الماضي عبر قوارب متفجرة بدون قائد (يتم التحكم بها عن بعد) -تعتقد البنتاغون أنها ان هذه التكنلوجيا إيرانية وكان الحوثيون يعتقدون أنها أمريكية- إضافة إلى استهداف مدمرة أمريكية عدة مرات في أكتوبر/تشرين الأول إلى جانب سفينة شحن تعمل لصالح البحرية الإماراتية. وفي معظم تلك العمليات تم استخدام ميناء الحديدة كنقطة انطلاق للمسلحين الحوثيين لتنفيذ العملية. وأعقب ذلك سيل من الهجوم الأمريكي على الحوثيين ووصفت الجماعة بكونها “إرهابية تعمل كأداة بيد الإيرانيين”، كما باعتبارهم تهديداً على الملاحة الدولية في البحر الأحمر عبر مؤسسات دولية معنية بمراقبة التهديدات الملاحية؛ ودفعت الولايات المتحدة الأمريكية بالمدمرة “يو اس اس كول” إلى البحر الأحمر مع صلاحيات كاملة باستهداف مطلقي الصواريخ على السفن الأمريكية.
الموقف من الحوثيين
وفي جلسة حاسمة يوم أمس في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي، قال قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جو فوتل إن لدى الحوثيين قدرات عسكرية متطورة بمساعدة من إيران “تهدد” حرية الملاحة في مضيق باب المندب الاستراتيجي. مشيراً إلى أن إيران عبر الحوثيين حولت مضيق باب المندب مثل مضيق هرمز حيث نشرت: “صواريخ للدفاع عن الساحل، ومنظومة رادارات، فضلا عن الغام وقوارب متفجرات تم جلبها من مضيق هرمز”.
فيما قال بول رايان رئيس مجلس النواب خلال مؤتمر (إيباك) -عقد في نفس اليوم-: “إن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني إرهابية تدعم إرهاب الميليشيا في اليمن وبغداد وبيروت إلى جانب الدكتاتور الأسد”. وشهدت الأسابيع الأخيرة فرضت الولايات المتحدة عقوبات عديدة على شركات ومؤسسات تابعة للجمهورية الإيرانية تصل إلى قُرابة 40 مؤسسة وشخص.
خلال جلسة أخرى في مجلس الشيوخ الأمريكي، الثلاثاء الماضي، أشار خبراء إلى أنه من الصعب الحديث عن خروج للولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني، لكن بإمكانها تقليم أظافرها في المحيط الدولي والعربي وعزلها دولياً.
في الأسابيع المقبلة من المرجح أن تنمو شراكة الولايات المتحدة الأمريكية بشکل أعمق بحیث تتعھد بمزید من الدعم، کما یتعلم مسؤولو الدفاع في الولايات المتحدة الأمريكية المزید عن کیفیة استهداف عناصر القاعدة في شبه الجزیرة العربیة.
محافظة الحديدة
ويبدو أن محافظة الحديدة هي المحور الجديد لقياس درجة التغير الأمريكي فيما يخص الملف اليمني، وقالت صحيفة “واشنطن بوست”، هذا الأسبوع، إن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، طلب من البيت الأبيض رفع القيود المفروضة من عهد الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، على الدعم العسكري للدول التي تقاتل ضد الحركات الانقلابية المدعومة من إيران في اليمن، في إشارة إلى التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية. وقال ماتيس، وفقاً لمسؤولين في الإدارة الأميركية، في مذكرة هذا الشهر لمستشار الأمن القومي، إتش. آر. ماكماستر، إن دعماً محدوداً لعمليات السعودية والإمارات، بما في ذلك الهجوم الإماراتي لاستعادة ميناء الحديدة، سيساعد على محاربة تهديد مشترك.
من شأن الموافقة على هذا الطلب، أن تمثل تحولاً كبيراً في السياسة العامة للإدارة الأميركية. حيث اقتصر النشاط العسكري الأميركي في اليمن حتى الآن، على عمليات مكافحة الإرهاب ضد تنظيم “القاعدة” مع دعم محدود جداً لدول التحالف.
فيما أشارت فورين بوليسي إلى أن الدعم الأمريكي حال إقراره سيتمثل في العمل على تمرير جميع الشحنات العسكرية المؤجلة للمملكة، واستخدام طائرات بدون طيار لتحديد أماكن وجود أهداف تابعة للحوثي، والعمل على وضع خطة مشتركة للاستحواذ على مدينة الحديدة.
ولفتت إلى أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن قرار زيادة الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده المملكة ضد الحوثيين في اليمن يتماشى تمامًا مع الصورة العامة لطبيعة الصراع الذي تشهده المنطقة. وأشارت إلى أن إدارة ترامب لديها قناعة تامة بأن إيران تقوم بدور سلبي في الحرب التي تشهدها اليمن، وذلك نظرًا لرغبة الأخيرة في زعزعة أمن الخليج.
مواجهة القاعدة
انخرطت الولايات المتحدة منذ الساعات الأولى لتنصيب دونالد ترامب رئيساً للبلاد، في عمليات برية مصحوبة بإمطار مواقع التنظيم بصواريخ من طائرات دون طيار، وكانت أشد تلك الحملات يوم 29 يناير/كانون الثاني عندما استهدفت عملية انزال أمريكية قرية “يكلا” بمحافظة البيضاء وسط البلاد، في عملية يقول المحللون العسكريون الأمريكيون إنها ما تزال غامضة، فقد قُتل في العملية جندي أمريكي وأصيب ثلاثة أخرين، وتم تدمير طائرة نقل جنود قيمتها أكثر من 75 مليون دولار، إلى جانب مقتل عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال.
ونشرت نيويورك تايمز شهر مارس/آذار الجاري أن ترامب أعطى صلاحيات واسعة للبنتاغون من أجل توسيع العمليات العسكرية في اليمن دون أخذ الإذن منه. ما يعني القليل من الاهتمام بسلامة المدنيين في البلاد. كما أن إدارة ترامب تريد إزاحة القيود التي فرضتها إدارة أوباما على العمليات العسكرية وفق ما نشر تلفزيون (NBS) الأمريكي، ما يعني توسيع الضربات الجوية الأمريكية على مواقع محتملة ضد التنظيم في البلاد.