ليس هناك مجال لأن تعبر عن نفسك ببساطة، لقد نصب المجتمع لنا محاكم وهو يحاكمنا ليل نهار، نحن متهمون ومدانون بشكل دائم دون أن نقترف شيئا، وحبل المشنقة قد أُعد لنا مسبقا. دعني أقدم لك بعض النصائح من واقع التجربة..
عندما تكون في حالة صفاء ذهني فلا تتحدث.. إن كمية الصراحة التي ستقولها ستُؤخذ كما لو أنها حياتك بكامل تفاصيلها.
ليس هناك مجال لأن تعبر عن نفسك ببساطة، لقد نصب المجتمع لنا محاكم وهو يحاكمنا ليل نهار، نحن متهمون ومدانون بشكل دائم دون أن نقترف شيئا، وحبل المشنقة قد أُعد لنا مسبقا.
نخاف، نرتبك، نرتجف ونقدم إلى محاكمات اعتباطية.
ولو كنتَ لأول مرة تجلس مع فتاة وحدثتها عن بعض المشاكل الاجتماعية التي يمكن أن يحلها تعدد الزواج، فإنك ستندم ألف مرة على ذلك.. دع هذه الفتاة التي يمكن أن تظلمك إلى الأبد، وتعتقد أنك لتوّك قاسي القلب وغير حالم..
قل لها إنك رومانسي جدا حتى ولو لم تكن كذلك.. قل لها فقط، قل لها إنك ستقبلها ألف قبلة يوميا حتى لو لم تفعل ذلك، وبتعبير درويش فكونك أنت شاعرها وهذا كل ما في الأَمرِ قد يضع نقطة إضاءة على هذه العلاقة الغامضة.
خذ هذا الكلام السابق على محمل الجد.
املأها بالوهم.. إنها كائن لطيف رقيق يحب الوهم.. قل لها إن حبها يكبر بداخلك كل يوم كبرج إيفل، إنها لن تنتبه إلى هذا الانحراف الخطير في الحقائق الطبيعية، فبرج إيفل منذ أن تم بناؤه لا يكبر.
قل لها إنك ترى في عينيها الماء والبحر والسماء والعصافير ونجم الليالي الجميلات وذلك المقوت الذي خدعك لمرات عديدة.. في غمرة النشوة لن تنتبه إلى قصة المقوت، ولن ترى أنك قد استخدمت صورة مخيفة للمرأة.
تخلَّ عن افكارك وإذا كنت متزوجا، اخلع أفكارك يوميا أمام الباب، ولو كنت روائيا فاحلف لها كل يوم أن المرأة التي كتبت عنها مغامرات لم تكن إلا هي فقط، وإن قالت إن اسم المرأة مختلف في الرواية، فابتسم ابتسامة عريضة أقرب إلى كونك أبلهاً، وقل لها يا حبيبتي إني أغار عليك من قرائي.
سيعجبها هذا التعبير وسترى حمرة الورد في خدودها وهذا ما كنت تبحث عنه.
إن كتاباتك بالنسبة للمرأة نافذة للتلصص على حياتك الشخصية، عندما كتبت نوال السعداوي عن هذه القضية قالت إنهم يصلون إلى حد التلصص من شقوق حمام الكاتبة للتأكد من كونها أنثى وليس ذكرا.
لقد كانت نوال تؤكد أن القراء لديهم شغف للتلصص على الحياة الشخصية للكاتب أو الكاتبة من خلال كتاباته.. من هنا نشأت النظريات الأدبية القائلة بموت المؤلف.
لست بصدد الحديث عن النظريات الأدبية الآن، سأعود إلى الموضوع الأول.
قل لها إنك مثالي جدا في حياتك، وإن سألتك هل تدخن الشيشة فقل لها: لااااا وشد من نظرات عينيك قليلا، دعها تحبك أولا ثم بإمكانك أن تتعاطى الحشيش أو حتى الهروين.
إن أردت أن تشكو طبع النساء فلا تتكلم، وقل لأصدقائك كل أفكارك بصوت مهموس كطلاب الإعدادية الذين يدخنون سرا في حمامات المدارس.
لقد ندمت على بعض الأفكار التي قلتها في حوارتي مع نساء، لكن الوقت الآن قد فات، وليس بوسعي أن أعض أصابع الندم.. لقد وضعت في طاولة الحوار ورقة الجوكر الأخيرة، وعلي الاستمرار في لعبة القمار هذه.
إن كل ما سيثبت صوابية هذه الأفكار أن المرأة سترى فيها كلمات إدانة بحقها، فيما هي انتصار آخر لهذا المخلوق الضعيف والجذاب.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.