البنتاغون تطالب بتدخل أمريكي أوسع في اليمن محوره “الحديدة”
نشرت الصحف الأمريكية، اليوم الاثنين، تقارير صحافية تؤكد طلب وزارة الدفاع (البنتاغون) من البيت الأبيض زيادة الدعم العسكري لقوات التحالف العربي من أجل مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن؛ وتبدو الحديدة محوراً لهذا التحول الأمريكي.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
نشرت الصحف الأمريكية، اليوم الاثنين، تقارير صحافية تؤكد طلب وزارة الدفاع (البنتاغون) من البيت الأبيض زيادة الدعم العسكري لقوات التحالف العربي من أجل مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن؛ وتبدو الحديدة محوراً لهذا التحول الأمريكي.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست”، إن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، طلب من البيت الأبيض رفع القيود المفروضة من عهد الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، على الدعم العسكري للدول التي تقاتل ضد الحركات الانقلابية المدعومة من إيران في اليمن، في إشارة إلى التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
وقال ماتيس، وفقاً لمسؤولين في الإدارة الأميركية، في مذكرة هذا الشهر لمستشار الأمن القومي، إتش. آر. ماكماستر، إن دعماً محدوداً لعمليات السعودية والإمارات، بما في ذلك الهجوم الإماراتي لاستعادة ميناء الحديدة، سيساعد على محاربة تهديد مشترك.
تحول في السياسة الأمريكية
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن من شأن الموافقة على هذا الطلب، أن تمثل تحولاً كبيراً في السياسة العامة للإدارة الأميركية. حيث اقتصر النشاط العسكري الأميركي في اليمن حتى الآن، على عمليات مكافحة الإرهاب ضد تنظيم “القاعدة” مع دعم محدود جداً لدول التحالف.
وتضيف: “إذا تمت الموافقة أيضاً، فستكون إشارة واضحة على نية الإدارة الأميركية التحرك بقوة أكبر ضد إيران. خاصة أن البيت الأبيض صار على قناعة ربما بأن إيران تساهم في تدريب المليشيات الشيعية التي تقاتل في اليمن وتوجهها من أجل تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة”.
وكانت القضية الأساسية التي تناولتها مذكرة ماتيس، والمقرر أن توضع أمام لجنة مختصة هذا الأسبوع، هو إذا كان سيتم تقديم الدعم للعملية التي تقودها الإمارات نحو ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه الحوثيون. ولا توصي المذكرة بالموافقة على كل الدعم المطلوب من الإمارات.
وبخصوص مشاركة قوات أميركية على الأرض، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، لصحيفة “واشنطن بوست”، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن تدعيم مشاركة قوات العمليات الخاصة الأميركية على ساحل البحر الأحمر ليس وارداً في المذكرة.
وسيكون من شأن إزالة الحظر الذي أقرته إدارة أوباما، تمكين الجيش من دعم العمليات ضد “الحوثيين” بكافة أشكاله، دون الحاجة إلى موافقة البيت الأبيض خطوة بخطوة.
وتعيد الإدارة الأميركية النظر حالياً في سياستها المتعلقة بما يجري في اليمن، ولن تنتهي على الأغلب من ذلك في الشهر المقبل. ويتعلق طلب ماتيس بتقديم الإمارات طلباً إلى الإدارة الأميركية للمساهمة في طرد الحوثيين من ميناء الحديدة.
اليمن المكان الأمثل
يأتي ذلك فيما كشفت مجلة “فورين بوليسي” أن هناك رغبة أمريكية متصاعدة في توجيه ضربة جديدة لإيران، من خلال جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، مشيرة إلى أن هذه الفكرة تخضع حاليًّا لمناقشات جادة من قبل عدد من المسؤولين بالبنتاجون.
ونقلت فورين بوليسي عن مسؤولين بالوزارة قولهم، إن الأصوات المؤيدة للمقترح ترى أن اليمن هي المكان الأمثل لتحقيق الأهداف الحالية للوزارة وهي مواجهة إيران، مشيرين إلى أن ذلك سيترتب عليه تحقيق الكثير من المكاسب التي من أهمها إنهاء الدور الذي تلعبه إيران في اليمن، وكذا تحسين العلاقات السعودية الأمريكية التي تدهورت كثيرًا خلال فترة تولي باراك أوباما للرئاسة.
وفي المقابل، أكدت المجلة وجود مناقشات “غير معلنة” بين مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية حول هذه الفكرة؛ نظرًا إلى أن بعض كبار مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرون أنه من الأفضل للإدارة الأمريكية أن تعمل على مواجهة إيران في مكان آخر غير اليمن.
كما ترى الوزارة أن دعم تحالف المملكة يشتمل على عدة أمور مهمة من شأنها تحسين الوضع الإنساني في اليمن، وتأمين دخول المزيد من المساعدات الإنسانية للمتضررين هناك.
في المقابل، تخشى الأصوات المعارضة للفكرة من لجوء لتنفيذ أعمال انتقامية ضد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، أو لتشكيل تهديد على الطريق التجاري الذي تمر من خلاله السفن، أو استهداف المستشارين العسكرين الأمريكيين في العراق.
خطة مشتركة
وأشارت فورين بوليسي إلى أن الدعم الأمريكي حال إقراره سيتمثل في العمل على تمرير جميع الشحنات العسكرية المؤجلة للمملكة، واستخدام طائرات بدون طيار لتحديد أماكن وجود أهداف تابعة للحوثي، والعمل على وضع خطة مشتركة للاستحواذ على مدينة الحديدة.
ونقلت المجلة عن مسؤول بالوزارة، طلب عدم الإفصاح عن هويته، قوله إن إخراج الحوثيين من مدينة “الحديدة” سيؤدي لقطع جميع الإمدادات الإيرانية للحوثيين في اليمن. موضحًا أن رفع الإمكانيات والقدرات العسكرية الخاصة بالمملكة يعد من أهم الأهداف الحالية للبنتاجون.
ولفتت إلى أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن قرار زيادة الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده المملكة ضد الحوثيين في اليمن يتماشى تمامًا مع الصورة العامة لطبيعة الصراع الذي تشهده المنطقة. وأشارت إلى أن إدارة ترامب لديها قناعة تامة بأن إيران تقوم بدور سلبي في الحرب التي تشهدها اليمن، وذلك نظرًا لرغبة الأخيرة في زعزعة أمن الخليج.