ارتباك وتناقض كبيران يخيمان على مواقف “الحوثي” و”صالح” في صنعاء
تسود حالة من الارتباك والتناقض معظم المواقف التي تصدر عن طرفي تحالف الحرب الداخلية، جماعة الحوثي المسلحة و”صالح”.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
تسود حالة من الارتباك والتناقض معظم المواقف التي تصدر عن طرفي تحالف الحرب الداخلية، جماعة الحوثي المسلحة وجناح الرئيس السابق “علي عبدالله صالح” في حزب المؤتمر الشعبي العام.
ففي حين يطالبون الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة الشرعية بدفع رواتب الموظفين، يعودون للحديث عن “انتهاء شرعية الرجل، ويسمون حكومته بحكومة “المنفى”؛ يهددون باستمرار الحرب الداخلية، وتلك التي تدور رحاها على الحدود مع المملكة العربية العربية السعودية، ثم يتراجعون عن ذلك ويؤكدون استعدادهم للحوار والحلول السلمية.
وبعد نحو ثلاثة أيام من دعوة ما يسمى “حكومة الانقاذ” المشكلة مناصفة بين الحوثي وحليفه صالح إلى تشكيل لجنة مشتركة من الطرفين، لحل أزمة رواتب الموظفين العموميين المتوقفة في البلاد منذ أشهر، عاد الحوثيون وصالح إلى “تخوين” الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي ومحاكمته، باعتباره “منتهي الشرعية”، في تناقض واضح بمواقفهم.
حالة الارتباك والتناقض هذه تكاد تكون هي السمة الأبرز لمواقف جماعة الحوثي المسلحة وحليفها “صالح”، فتارة يسمون التحالف العربي عدواناً، وتارة اخرى ينادون إلى تغليب لغة الحوار مع “الأشقاء”، واستعدادهم للحوار مع السعودية، التي تقود العملية العسكرية “عاصفة الحزم” ضدهم منذ نحو عامين، بطلب من الرئيس عبدربه منصور هادي لاستعادة شرعيته وانهاء الانقلاب.
صالح من جهته بدا مرتبكاً في خطابه الليلة الماضية، وفي الوقت الذي قال فيه إنهم “سيواصلون الحرب ضد قوات التحالف والقوات الحكومية، عاد للحديث عن السلام باعتباره “الخيار الوطني”.
ويرى المحلل السياسي “وضاح الجليل”، أن “هذا التناقض دليل واضح على حالة التخبط والعشوائية التي يعاني منها صالح والحوثي بعد عامين من الحرب عجزا خلالها عن الحصول على موقف سياسي دولي داعم لهما، وبعد الانكسارات الكبيرة التي تعرضت لها قواتهما في غالبية الجبهات، ونتيجة طبيعية لفشلهما في إدارة الملف الاقتصادي، وعجزهما عن تحمل المسؤولية في هذا الشأن بعد نهب المال العام لصالح المجهود الحربي.
وأضاف “الجليل” في تصريح لـ(يمن مونيتور) أن “طرفي تحالف الانقلاب يعجزان عن الظهور بموقف واحد كطرف واحد من ناحية نتيجة الخلافات العميقة بينهما، وحساسية تحالفها، ومن ناحية أخرى فإن لديهما الرغبة في التقاط أنفاسهما والقبول بالدخول في عملية حوار جديدة من أجل كسب المزيد من الوقت، وإعادة ترتيب صفوفهما في انتظار أي موقف دولي ينقذهما من الهزائم العسكرية والسياسية، وهو ما يتقاطع مع سعيهما الدائم لإقناع أنصارهما وأتباعهما باستمرارهما في الصمود والمواجهة، واستغفالهم بشأن نتائج الحرب على الصعيدين العسكري والسياسي”.
ومنذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014، اجتاح المسلحون الحوثيون بتواطؤ من قوات عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، العاصمة اليمنية صنعاء وبعض المدن الرئيسية، ما أضطر الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي وحكومته على مغادرة العاصمة، ومعها وصلت البلاد إلى انهيار شبه تام لمؤسسات الدولة التي يهيمن عليها المسلحون.
وبعد نحو ستة أشهر من سيطرة الحوثيين و”صالح” على مؤسسات الدولة، قادت السعودية تحالفاً عسكرياً عربياً بطلب من الرئيس هادي لاستعادة شرعيته وانهاء الانقلاب عليها.