التعليم في اليمن.. الكارثة على بُعد خطوات
يقف التعليم العام باليمن، على بعد خطوات من الكارثة، نتيجة الحرب التي أوقد فتيلها الحوثيون منذ نحو عامين. يمن مونيتور/ خاص/ من هشام المحيا
على مقربة من الكارثة يقف التعليم العام باليمن، طالبا النجدة لإنقاذه من السقوط، بعد أن تعمقت مشاكله بسبب انقلاب الحوثيين على نظام الحكم في 21 سبتمبر/ أيلول من العام 2014م.
تشير التقديرات إلى أن حوالي 68 بالمائة من الطلاب خارج المدارس، كما تشير الاحصائيات إلى أن أكثر من 10 ألف مدرسة غير مكتملة، من أصل 16 ألف و116 مدرسة، وحوالي 36 ألف فصل دراسي غير صالح للاستخدام، إضافة إلى 3 آلاف مدرسة خرجت عن الخدمة، إما لتعرضها للتدمير الكلي والجزئي أو لتحولها إلى ثكنات عسكرية للحوثيين أو أماكن إيواء للنازحين.
يبلغ عدد سكان اليمن، حسب الاسقاطات السكانية الرسمية 27 مليون نسمة تقريبا، 71 بالمائة منهم يسكنون في الأرياف، و29 بالمائة في الحضر، ورغم ما يتمتع به اليمن من موقع استراتيجي هام يشرف على خط التجارة العالمية، إلى جانب امتلاكه لثروات متنوعة هائلة كالثروة السمكية والنفط والغاز والمعادن المختلفة إلا أنه يعاني من مشاكل جمة، في مقدمتها الفقر والجهل والبطالة.
وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن قرابة 80% من عدد السكان يقبعون تحت خط الفقر، وتؤكد التقارير الأممية الحديثة أن اليمن مهددة بالمجاعة، وهذه النسب ليست وليدة اللحظة بكاملها إذ تشير الاحصائيات الرسمية إلى أن أكثر من نصف السكان قبل الحرب كانوا تحت خط الفقر وارتفعت النسبة لتصل إلى 80% بسبب الحرب، وقد انعكس تردي الحالة المعيشية للسكان على مجالات الحياة كافة.
انهيار وشيك
أكثر من 7 ملايين و600 الف نسمة هم اجمالي عدد السكان ممن هم في سن التعليم العام، لم يلتحقوا كاملا بالتعليم؛ فقبل الحرب تذكر الاحصائيات الرسمية أن عدد طلاب التعليم الابتدائي والأساسي خارج التعليم يصل إلى 981 ألف و985 طالبا وطالبة من إجمالي سكان الفئة (6ـ14) وعددهم 5 ملايين و390 ألف وبهذا تكون نسبة من هم خارج المدارس هي 18% وفي التعليم الثانوي يبلغ عددهم (أي من هم خارج التعليم) مليون و250 ألف من إجمالي سكان الفئة (15ـ 17) والبالغ عددهم مليون و750 ألف نسمة تقريبا أي أن 71% خارج التعليم الثانوي، أكدت ذلك احصائية رسمية صادرة عن وزارة التربية والتعليم عام 2014م ذكرت أن نسبة الالتحاق الصافي بالتعليم الثانوي 29%، أما في الوقت الحالي بعد أن أقدم الحوثيون على اجتياح العاصمة واحتلال المحافظات وبسط سيطرتهم على جميع مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسة التعليمية، وتدمير آلاف المدارس بشكل مباشر وغير مباشر، فإن نسبة الذين هم خارج التعليم قد ارتفعت بصورة كبيرة للغاية، فبالإضافة إلى عدد الطلاب الذين هم خارج التعليم قبل الحرب، وفقا لوزارة التربية والتعليم والبالغ عددهم 2 مليون و231 ألف و985 طالب وطالبة، تشير التقارير الدولية ومنها تقرير البنك الدولي عن التعليم في اليمن إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل- أي من كانوا في المرحلة الابتدائية والاساسية- توقفوا عن مواصلة التعليم بسبب تدمير المليشيا لمدارسهم أو تسببها في ذلك أو تحويلها إلى مراكز ايواء للنازحين أو وقوع الكثير من المدارس في مربعات صراع بينها وبين الجيش الوطني الذي يسعى لتحرير كافة المناطق من سيطرتها.
وبهذا فإن عدد من هم خارج التعليم المدرسي بشكل عام وصل إلى 5 مليون و231 ألف 985 طالب وطالبة مقابل 2 مليون و368 الف و15 طالبا وطالبة ما يزالون في المدارس وبهذا تكون نسبة الذين هم خارج التعليم قد وصلت إلى 71.36% .
أسباب متراكمة
يعتبر اليمن من الدول الأقل التحاقا بالتعليم، وعلى مستوى دول الشرق الاوسط يأخذ اليمن موقعه في ذيل القائمة وذلك لعدة أسباب أبرزها غياب البنية التحتية للتعليم وقلة الكوادر المؤهلة.
وحسب الإحصائيات الرسمية تبلغ عدد المدارس في عموم المحافظات 16 ألف و116 مدرسة 11% منها تمتلك معامل مدرسية فقط، وهناك عشرة آلاف مدرسة غير كاملة و36 ألف فصل دراسي غير صالح للاستخدام كما يوجد أكثر من 300 مدرسة عبارة عن ( هنجر وعشة ومسجد وكهف)، وعند مقارنة عدد التجمعات السكانية بعدد المدارس يكون الحاصل أن لكل ستة تجمعات سكانية (قرى أو حارات) مدرسة واحدة.
أما بالنسبة للكادر البشري فتذكر الاحصائيات ذاتها أن حوالي 62 % من المعلمين مؤهلاتهم ما دون الجامعي.
وعمقت الحرب التي تخوضها جماعة الحوثي المسلحة من المشكلة، إذ تشير بعض التقارير الصادرة عن منظمات أممية أن أكثر من 3 آلاف مدرسة خرجت عن الخدمة مؤخراً، ويعود السبب إلى تعرضها للتدمير الكلي أو الجزئي من قبل المليشيا بشكل مباشر أو غير مباشر.
هذا الواقع التعليمي الذي يزداد تدهوراً يوماً بعد آهر، يحتم على قيادة الحكومة الشرعية ومعها دول التحالف العربي والمجتمع الدولي التحرك سريعا لإنقاذ التعليم في اليمن قبل أن تحل الكارثة، التي تطل براسها في أكثر من منطقة يمنية.