يصادف اليوم السبت، الذكرى السادسة لمجزرة جمعة الكرامة التي نفذها نظام “علي عبدالله صالح” بحق شباب الثورة الشبابية الشعبية السلمية في 2011م والتي راح ضحيتها العشرات من الشباب بين قتيل وجريح. يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص
يصادف اليوم السبت، الذكرى السادسة لمجزرة جمعة الكرامة التي نفذها نظام “علي عبدالله صالح” بحق شباب الثورة الشبابية الشعبية السلمية في 2011م والتي راح ضحيتها العشرات من الشباب بين قتيل وجريح.
كان المعتصمون يؤدون صلاة الجمعة، فيما اعتلى قناصة على أسطح المباني المجاورة للساحة ليعبثوا بأرواح ما يربو على 40 شاباً، كانوا يحملون الورود ويطالبون بدولة مدنية حديثه تكفل لهم حقوقهم ويعيشوا في ظلالها بحرية وسلام.
ويكرر شباب الثورة في ذكرى الكرامة من كل عام معاهدتهم لشهدائها بمواصلة النضال لتحقيق الحلم الذي خرجوا من أجله وأخذ العدالة والقصاص لهم لترتاح أرواحهم وينعم الشعب اليمني بدولة القانون والمساواة.
ويعلق شباب الثورة آمالهم في الحرب الدائرة اليوم ضد الحوثيين وقوات موالية لـ”صالح” بأن تنتهي بإلقاء القبض على من قتلوا شباب الثورة ومحاكمتهم.
قاتل بلا شرعية
تقول “توكل كرمان”، الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وإحدى قيادات ثورة فبراير، إنه “في مثل هذا اليوم، وجه نظام المخلوع علي عبدالله صالح رصاصاته تجاه الثوار بعد صلاة الجمعة في جريمة لا يقدم على ارتكابها إلا أشد المجرمين فظاعة وجنونا.
وأشارت “كرمان” في منشور بصفحتها على “فيس بوك”, إلى أن المخلوع أراد تخويف الناس واجهاض الثورة، فانتهى به المطاف قاتل بلا شرعية، ومنذ ذلك الحين يحاربنا كرئيس عصابة وحسب.
وأضافت: في الذكرى السادسة لمذبحة جمعة الكرامة، علينا أن نثق بأن تضحيات شعبنا سوف تصنع غد واعد بالخير والعدالة، ودولة تحترم مبادئ المواطنة والقانون.
وأكدت “كرمان” أن على الجميع أن يثق بأن كل مجرم بحق شعبنا سينال جزاءه العادل، يرونه بعيدا ونراه قريبا.
جريمة هزت اليمن
ويرى الناشط والقيادي في ثورة 11 فبراير “محمد المقبلي” إن جمعة الكرامة جريمة في عز الظهيرة والشمس في كبد السماء مرتفعة ارتفعت اصوات الرصاص وسيارات الاسعاف وعشرات الشباب أصبحوا محمولين على اكتاف رقاقهم في الثورة بين الحياة والموت في مشهد اقل ما يمكن وصفه بالمفزع والقاسي.
وأضاف “المقبلي” في تصريح لـ “يمن مونيتور”, إن لدخان الذي تصاعد من حريق الاطارات للتمويه على القناصة الذين اعتلوا أسطح البنايات مستخدمين اسلحة تم تخصيصها لمكافحة الارهاب ووجهت الى صدور شباب عزل يلوحون بالورد ويهتفون للحرية بلا توقف.
وأشار إلى أنه في نهار الـ 18 من مارس قبل ان ينفض الناس من صلاة الجمعة وقبل ان يتناول الشباب العزل وجبة الغداء تناولت اجسادهم الرصاص والمغذيات في المستشفى الميداني الوحيد الذي لم تيسع حينها لعشرات الاجساد المطروحة بين شهيد وجريح.
وأكد “المقبلي” أن اليمن اهتزت من اقصاها الى اقصاها في جريمة الكرامة دون غيرها باعتبارها الجريمة المنظمة التي نقلت على شاشات التلفزة وشاهد العالم اجمع جريمة ارتكبت بحق المدنيين في اليمن تم ارتكابها بشكل ممنهج ومخطط تم التحضير لها قبل الجريمة ونفذت بعنايه وتمويه كبير.
لاتزال حاضرة في ذاكرة ووجدان الشعب
من جانبه أكد مجلس شباب الثورة على بقاء ذكرى جمعة الكرامة حية في قلوب ووجدان الشعب اليمني كما لو أن لها روح حية تعيش وتكبر مع الوقت لتظل شاهدا على كرامة الشعب وحريته، كما هي شاهدا على وحشية التسلط وتردي الأنظمة القمعية والفاشلة وعدم تورعها عن ارتكاب كل جرم في سبيل التمسك بالسلطة والتسلط.
وأوضح المجلس في بيان حصل “يمن مونيتور” على نسخة منه أن شهداء جمعة الكرامة، هم أيضا، ما زالوا أحياء عند ربهم يرزقون، وعند شعبهم يُذكرون ويذكِّرون بعظمة التضحية والاستبسال من أجل قيم الحرية والعدالة والعيش الكريم.
وأكد المجلس على حق شهداء جمعة الكرامة علينا جميعا في أن نحافظ على الإيمان بالثورة حتى ننتصر لها، وتحقق أحلام أولئك الشباب الذي أسقطوا القناع عن الجريمة المتجسدة في شخص المخلوع صالح، وذلك حينما تصدوا بصدورهم العارية وأصواتهم العالية لعنجهية الرصاص والنار ليبدأ من حيث صعدت أرواحهم، سقوط ذلك النظام القمعي والفاسد رغم الترسانة التي يتمترس خلفها والجهل الذي يتكئ عليه، إلا أن الشباب، شهداء وثوارا، استطاعوا بوعيهم المتجاوز، خط مسار جديد للحياة بدأ بالهتافات ولن ينتهي أبدا حتى تحقيق الأمنيات والخلاص من رواسب الماضي ومخلفاته و أدواته من ظلم وتخلف وجهل وخوف وانهيار لمقومات الحياة ومقدرات الدولة التي سعى المخلوع لاحتكارها في العائلة ومن دار في فلكها وسبح بحمدها.
وأفاد: إننا اليوم ونحن نتذكر تلك الجريمة التي ظن منفذوها أنهم سيخمدون بها إرادة شعب، لنعبر عن عظيم فخرنا بأولئك الأبطال الذين أعادوا الاعتبار للوطنية كانتماء.
وتابع: نعاهد الله والوطن، الشهداء والجرحى، الثورة والثوار، الأيتام والثكالى والأرامل، أن نبقى على العهد حتى قيام دولة العدل والقانون والكرامة والمساواة والمواطنة التي حلمنا بها معهم، وحتى القصاص العادل من مرتكبي هذه الجريمة وغيرها ضد شعبنا الصابر والمكافح.
جريمة الكرامة لا تسقط بالتقادم
وقالت الكاتبة والأديبة “فكرية شحرة” في مقالا لها بعنوان “جريمة الكرامة لا تسقط بالتقادم” كنا أيام ثورة 11 فبراير قد تعودنا آلاف من الأرواح في أرجاء الوطن متابعة ذلك النقل المباشر لصلاة الجمعة من ساحة الحرية في العاصمة صنعاء، ولم يخطر على قلوبنا المعلقة بما تحمله تلك الساحة أن فاجعة ذبح مروعة ستكون عقب الصلاة على مرأى ومسمع من كل تلك العيون والقلوب المحدقة.
وأشارت إلى أن وقعها علينا لا ينسى ولن ينسى أبداً، ارتجفت أرواحنا صدمة وسقطت دموعنا مدراراً قبل أن تصل دماء الشباب لتسقى أرضاً خشعت عليها جباههم أولا.
وأضافت: كأن ثرى الوطن قبل جمعة الكرامة ما عرف انسكاباً أو مذاقاً للدم ولا أرتوى منه أبداً، فلما سفك في صلاة تلك الجموع طاهرا على وضوء ارتوى الوطن حتى الثمالة.
وأكدت أن كل دم يراق بعد جمعة الكرامة ما هو إلا لاستعادة هذه الكرامة بعد أن استباحها المخلوع.
وأوضحت أن الجريمة كانت تصريح مروع من قبل المخلوع كتبه بالدم أنه سيقوم بفعل أي شيء وما لا يخطر على ذهن الإنسانية من جرائم لا يقوم بها من كان له عقل وقلب سليم كي لا يتنحى عن ظهر الوطن الذي تحمله ثلاثا وثلاثين عاماً.
كانت تصريحاً مفعولاً وليس مقروء فلما توالت الأيام ترجمته أفعاله الشاذة بتحالفه مع الإمامة عدوة الجمهورية الكبرى، وما فعله من بعد جريمته الشنعاء تلك ما هو إلا تأكيد وتوثيق لإجرامه العميق.
وأفادت إن تلك المذبحة المروعة ايقظتنا من سبات السلمية الخادع وأدركنا أن الحق ينتزع انتزاعا من أفواه الثعابين ولا يفاوض عليه ولا من أجله ولا تعقد له المؤتمرات الفندقية.
ولفتت إلى أن ما اوصلنا إلى هذا الحال ولجريان نهر الدم في الوطن إلا السكوت عن جريمة أول قطرة دم سفكت والسكوت عن المطالبة بقتلة شهداء جمعة الكرامة الأبرياء.
وتابعت: النتيجة أن تقتيل الشعب مستمر من قبل المخلوع وحلفائه الذين تقوى بهمجيتهم وتقووا هم بترسانة السلاح التي نهبها من الدولة لتصبح كل أيام الوطن جمعة كرامة مستمرة حتى يحق الله الحق بنصر الشرعية وشروق يوم نقتص فيه لقتلة شباب وأطفال الوطن.