كتابات خاصة

مغادرة مربعات الخوف واللايقين

فتحي أبو النصر

في اليمن كان الشعب تابعا ذليلا محبطا خلف نظام بلا إحساس سوى شغفه بتنمية مصالح القائمين عليه.. لعقود من الزمن استمر هذا النظام حتى صار بلا آفاق وطنية. في اليمن كان الشعب تابعا ذليلا محبطا خلف نظام بلا إحساس سوى شغفه بتنمية مصالح القائمين عليه.. لعقود من الزمن استمر هذا النظام حتى صار بلا آفاق وطنية.
راكم الخيبات بخدائعه واستمر ناشرا البؤس كهوية في الشمال والجنوب معا.. وحدها الثورة من أعادت الشعب إلى الريادة فقط باعتبارها لحظة إصلاح الروح الجمعية من خللها السلبي وهي أيضا جوهر المقاومة باعتبارها صوت العقل ممزوجا بصوت العاطفة الوطنية الرافضة للتجريف والاذعان والمحو؛ ولكن.. يحتاج الضمير الوطني اليمني إلى فحص شامل حتى لا تنهار الوطنية اليمنية.
نحتاج إلى فهم الضرر الطائفي والمناطقي وعدم التماهي معه كي لايقع الفأس في الرأس أكثر ولاينفع التحسر.. نحتاج إلى إدراك أن توسع العنف يغذي التفكير لدى بعض القطاعات بضرورة العنف المضاد.. كما نحتاج للتطهر من المنطق الميكافيللي الانتهازي الأناني في السياسة وللوعي الحثيث بأن اليمن الآن في منعطف مصيري على أن تكون الدولة المنشودة هي القائدة الحقيقية للمجتمع وليس الأشخاص.
فالحال أن كل أزلام الإستبداد لا يتفهمون احتياجات الشعب.. يصبون البلد في مصلحة جيوبهم.. كما يبررون لأنفسهم القهر والباطل.. كائنات شرهة بلا أخلاق.. وكلما زاد عمرهم زادت غطرستهم قساوة.. وأما حقيقتهم الوحيدة فهي إراقة الدماء كي يستمروا أطول وقت ممكن على رقاب الناس.بل لطالما عمل النظام على إدخال المواطنين في ضغوط معيشية ينسون معها إرادتهم المستلبة كما تجعلهم يدوخون في مربعات الخوف واللايقين الشعبي فلا ينجزون أي نقد ولا يأبهون بشأن المستقبل ثم بوحشية يتم إثبات أن الشعب لاشيء بدون الطاغية.. إلا ان الرفض الشعبي لابد منه كي يجد الشعب نفسه أعلى من نظام الفرد وارادته الكارثية.. وبالمحصلة أعلى من وعي المسيدة والمشيخة اللذان يريدان الإجهاز على روح الشعب اليمني وتضحياته العظيمة.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى