دراسة أوروبية تكشف دور الحرس الثوري الإيرانية في إثارة حرب اليمن
ترجمة خاصة:
كشفت دراسة للجنة تابعة للبرلمان الأوروبي -غير رسمية- دور الحرس الثوري الإيراني في إثارة الحرب اليمنية ودعم الحوثيين، ضمن تدخلها في بلدان الشرق الأوسط.
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
كشفت دراسة للجنة تابعة للبرلمان الأوروبي -غير رسمية- دور الحرس الثوري الإيراني في إثارة الحرب اليمنية ودعم الحوثيين، ضمن تدخلها في بلدان الشرق الأوسط.
وتسلط الدراسة الضوء على التدخل الإيراني وحجمه وأدواته في أكثر من 14 بلداً، وخُصِص ضمن الدراسة جزءً واسعاً عن اليمن، ينقله “يمن مونيتور” إلى اللغة العربية.
وجاء ما كشفته الدراسة اللجنة الدولية للبحث عن العدالة تحت عنوان: “إثارة الحرس الثوري الإيراني للحرب في اليمن”.
وقالت: “منذ أن قرر آية الله خامنئي الدخول في مفاوضات سرية مع الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في عام 2013 حتى إزداد التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة كوسيلة لتغطية ضعف النظام الإيراني في المجال النووي. وعلى عكس ممارسته السابقة فقد صنع النظام الإيراني الحرس الثوري في المنطقة-كتلك الأنشطة التي يقوم بها قاسم سليماني-، حيث كانت إيران واثقة بأن المفاوضات النووية وسياسة الرئيس باراك أوباما لن تصنع أية ردة فعل تجاهها، وعلى هذا الأساس فقد تسبب الحرس الثوري الإيراني منذ منتصف 2014 في إثارة الحرب في اليمن”.
ووفقاً لمصادر المقاومة الإيرانية في إيران فإن النظام الإيراني كان يأمل في الحصول على تنازلات أكثر في المفاوضات النووية بعد التقدمات الأخيرة فيه، حيث خطط النظام الإيراني بعد إثارة الحرب في اليمن على قلب نظام الحكم في البحرين وتحريض المواطنين الشيعة في المملكة العربية السعودية.
تاريخ تدخل الحرس الثوري الإيراني في اليمن
باستخدام نموذج حزب الله في لبنان، فقد أنشاء الحرس الثوري الإيراني مجموعة أخرى في اليمن من خلال استغلاله للنزاعات القبلية والأقلية الشيعية في ذلك البلد وأصبحت قبيلة الحوثي هي الممثل لهذه الحركة، حيث قضى كلاً من حسين الحوثي وشقيقة عبد الملك ووالدهم بدرالدين الحوثي في إيران خلال ثمانينات القرن الماضي لأكثر من عام، وتلقوا التعليم الديني والسياسي والأمني وأيضاً تدريب الإرهابيين في مدينة قم، وتم زيارة إيران بعد ذلك بانتظام. وترك حسين الحوثي حزب الحق في عام 1997 وشكل مجموعة تسمى باسم ” حركة الشباب المؤمن” بأمر من النظام الإيراني وهي ما تسمى الآن باسم جماعة أنصار الله واستخدم حزب الله اللبناني كنموذج يحتذى به.
وتقول الدراسة: “بذل النظام الإيراني خلال انتفاضة الربيع العربي في يناير عام 2011 في اليمن كل ما بوسعه لتدريب وتسليح جماعة أنصار الله في ذلك البلد، بل ذهب بعضهم إلى إيران لتلقي التدريب في مراكز قوات فيلق القدس”.
الحرب اليمنية بإشراف قادة الحرس الثوري الإيراني
أعلن نائب قائد فيلق القدس العميد “إسماعيل قائاني” أثناء اجتماع له مع مجموعة من قادته عن بدء حقبة جديدة من عمليات أنصار الله في اليمن من شأنها أن تضع النظام السعودي في موقف ضعيف وهش.
في سبتمبر 2014 كشف العضو في البرلمان الإيراني والحرس الثوري “علي زكاني” النقاب عن الدور الإيراني في الأحداث اليمنية وخطة النظام الإيراني في تصدير التطرف والإرهاب لكافة بلدان المنطقة تحت مسمى نظام الثورة الإسلامية في توحيد المسلمين.
وقال زكاني أن التطورات في اليمن جرت أكثر مما هي علية في لبنان، فهناك 14 محافظة يمنية من أصل 22 و %90 من العاصمة صنعاء يسيطر عليها المتمردين الحوثيين، ومضى في القول بأنه وبعد تحقيق النصر في اليمن، فبتأكيد ستكون المملكة العربية السعودية هي الهدف القادم خاصة مع 2000 كم من الحدود المشتركة بين البلدين ووجود حوالي 2 مليون شخص مسلح في اليمن. وأضاف بأن الثورة الإسلامية الإيرانية تسيطر اليوم على ثلاث عواصم عربية وستكون صنعاء العاصمة الرابعة قريباً.
استطاع المتمردون الحوثيون السيطرة على أغلب مناطق المحافظات الشمالية عبر الدعم المفتوح من النظام الإيراني والتنسيق مع الرئيس السابق للبلاد “علي عبدالله صالح”. وفي 21 سبتمبر من عام 2014 تمت السيطرة على العاصمة صنعاء من قِبل الحوثيين، وبعد السيطرة على القصر الرئاسي في صنعاء، ذهب وفد من قيادة جماعة الحوثيين في يناير 2015 إلى إيران واجتمعوا مع مكتب خامنئي وفيلق القدس وغيرها من المؤسسات الإيرانية، حيث أكد فيلق القدس بعد هذه الاجتماعات بأن قوة جماعة الحوثيين جاءت من خلال الجهود الإيرانية، حيث قضوا العديد من السنوات في إيران التي عملت معهم بشكل مستمر منذ أكثر من 15 سنة.
عن التقرير
ويعتبر التقرير أن تنظيم الحرس الثوري أقوى جسم عسكري في إيران متخصص بالأعمال الإرهابية الخارجية مدعوما بما يملك من قدرات مالية هائلة حيث يسيطر هذا التنظيم على أهم الموارد المالية والاقتصادية للبلاد ويتحكم بها خارج ميزانية الدولة بتفويض من المرشد الأعلى.
وبالإضافة إلى هذه الامبراطورية المالية، يتم اقتطاع جزء من ميزانية الدولة تحت بند دعم الدستور الذي يدعو إلى تصدير “الثورة الإيرانية” خارج الحدود وهي صيغة تعني بشكل عملي فرض نفوذ إيران على مناطق خارج حدودها بالقيام بأعمال مباشرة أو تشكيل ميليشيات محلية ودعمها ماليا وعسكريا وتدريبها لتفرض هيمنتها على البلدان، كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق والميليشيات المدافعة عن الأسد في سوريا.
كما يتم إرسال ميليشيات مرتزقة خارجية إلى دول الجوار كما هو الحال في سوريا التي استقبلت العديد من الميليشيات الأفغانية الممولة والمسيرة مباشرة من الحرس الثوري.
ويركز التقرير على الدور التخريبي للحرس الثوري بنشر الإرهاب في اليمن عبر دعم جماعة الحوثي ماليا وعسكريا وتهريب الأموال والأسلحة وإرسال المدربين.
ويشدد التقرير على هيمنة الحرس الثوري على الاستيراد والتصدير حيث يشرف على حوالي 45 بالمئة من الموانئ في البلاد بحدود 90 من أصل 212 ميناء ومرفأ، وذلك وفق معلومات استخباراتية تم تسريبها لصالح مجاهدي خلق من قبل شخصيات داخل النظام الإيراني، حسب التقرير.
وسبب هيمنة تنظيم الحرس الثوري على المرافق الاقتصادية، وفق التقرير ذاته، أبعد من مجرد تأمين التمويل ولا سيما أنّ المرشد الأعلى قادر على توجيه أمر للحكومة بتوفير كل ما يحتاجه الحرس الثوري.
والسبب الأساسي والحقيقي لدعوة خامنئي تنظيم الحرس الثوري للدخول في القطاع الاقتصادي يعود إلى توفير سبل لتهريب بضائع وأسلحة من السوق السوداء خارج المراقبة الدولية والعقوبات الدولية الصارمة على كل من يصدّر أو يستورد من إيران، بينما الحرس الثوري عمد إلى لعب دور المهرب والمتهرب من هذه العقوبات عبر الموانئ الخاصة به.
وتتمتع هذه الموانئ بحرية مطلقة بعيدا عن أي ضرائب أو مراقبة داخلية، بالإضافة إلى كون التهريب يجعلها خارج سياق الرقابة الدولية أيضا.
وتقدر قيمة المواد المهربة عبر تلك الموانئ بحوالي 12 مليار دولار سنويا متضمنة بعض الشحنات غير القانونية من النفط والغاز والمواد الكيميائية وبعض المنتجات التكنولوجية، ولا يتضمن هذا المبلغ قيمة السلاح والعتاد العسكري.
ويؤكد التقرير أن تهريب المال والسلاح إلى اليمن بدأ منذ فترة أطول بكثير من بدء الحرب الدائرة حاليا في البلد.
واستخدم الحرس الثوري شركات وهمية مسجلة خارج البلاد لتساعد على تهريب المال والبضائع بعيدا عن الرقابة الدولية وخصوصا العقوبات الدولية.
واستخدم الحرس الثوري هذه الموانئ لتهريب السلاح والمال إلى اليمن، إذ يقوم بإرسال شحنات صغيرة إلى الحوثيين بشكل متكرر بحيث لو كشفت أي من هذه الشحنات تكون الخسارة محدودة وتخفي الحجم الحقيقي للدعم العسكري والمالي المقدم للمتمرّدين.
وتكشف المعلومات المسرّبة التي اعتمدها التقرير أن الكميات التي تم تهريبها إلى الحوثيين في شكل شحنات صغيرة ومتكررة تعادل مئات المرات ما تم كشفه من المواد المهرّبة إلى اليمن.
ويشير التقرير إلى أنه مع تزايد صعوبة التهريب المباشر من إيران إلى اليمن، قام الحرس الثوري عبر شركات وهمية بتهريب المال والسلاح إلى موانئ بحرية في دول قريبة من اليمن.
المصدر الرئيس:
ISJ & EIFA report: “Destructive role of Iran’s Islamic Revolutionary Guard Corps (IRGC) in the Middle East”