كتابات خاصة

حطب أخضر

د. علي الزبيدي

اجعلها حطبا أو خطبا فكلاهما مصيبة تصنع مفارقة في السلوك الدولي والعالمي إزاء ما يحدث في اليمن، وما يمارسه الأرعن المأجور في حق اليمن وأطفاله ومادة مستقبله الحية الخضراء النضرة؛ حين يزج بهم في أتون المحرقة؛ ارضاء لغروره وصلفه ووهمه بالنصر.
اجعلها حطبا أو خطبا فكلاهما مصيبة تصنع مفارقة في السلوك الدولي والعالمي إزاء ما يحدث في اليمن، وما يمارسه الأرعن المأجور في حق اليمن وأطفاله ومادة مستقبله الحية الخضراء النضرة؛ حين يزج بهم في أتون المحرقة؛ ارضاء لغروره وصلفه ووهمه بالنصر.
حطب أخضر لا تنهض به معركة ولا يسلم هو من التلف، وليس من غريب في سلوك هذا الذي لا يألو على شيء ولا يرده في الانتهاك والفساد في الأرض وازع من دين أو خلق أو وطنية؛ لأنه أثبت -دون جدال- أنه لا يمتلك منها شروى نقير؛ بل إنه جاء على مسرح الانقلاب والردة السياسيه والاخلاقيه ليقوضها.
لكن الأمر الغريب العجيب هو في هذا الصمت الدولي الذي أصم أسماعنا وأحرق تلافيف أعصابنا في شعاراته المزعومة والصفوية ؛صفوية الحوثي واشكالية سلوكه..
حقوق الإنسان وحقوق الحيوان وحقوق الطفل.. ومنظمات قائمة عليها.. يُقتل كلب في أمريكا فتقوم الدنيا ولا تقعد ويحرك قومه الساكن ويسكنون المتحرك؛ ويموت آلاف الأطفال في كل مكان، ويًجند من لم يبلغ سن النطق في اليمن، ولا يعرف نوعه اذكر أم أنثى هو. ولا من مستنكر أو مندد في ظل معايير دولية مزدوجة، وممالأة سياسية مفضوحة لهذا المأفون الذي يشعل معاركه بحطب أخضر لا يشعل النار بقدر ما يتلف الحطب.
حطب أخضر لشعار أخضر كلاهما لا يمت إلى لونه بصلة، وردة فعل سوداء قاتمة كتقامة هذه الشعارات والسباسات الانتقائية التي تهلك أهم موارد الشعوب وقودا لمصالح عنصرية مفضوحة.
حطب أخضر يحرقه مزدوج الطاعة والخضوع بين قم ومران، وشديد الفظاعة بين اسرائيل والأمريكان، وهو يدرك أنه يقتل جيلا قبل أن يبدأ في الدبيب على سطح البسيطة ليحكم بعد ذلك هو -لا سواه- في عالم من أشباح.
 لا ضير فهو لا يحمل غير مشروع الموت وسواء أكان الحطب أخضر أو أحمر فلا بد من وقود تحت دعوى السيادة للوطن وهو ينتهك أبسط الابجديات فيه فيحرق الوطن بنباته ويغلف ذلك بنياته.. ضد عدوان الغير، أما عدوانه فغير.
ترهات ومسوغات يعصرها لبنا أسود ليسقي به المسطحين من القطعان المنقادة إلا من إحساس يسير بحق الحياة حتى وان لم يكن فيها حرية حتى وإن هلك فيها النسل.
وهنا ييرز سؤال إنساني صرف لا يتكئ على دين أو سياسة: هل إنسانية اليمني مشروطة كي لا ينظر إليها؟ وهل أطفاله أهون من كلاب أمريكا وجرائها؟.. أم أنه يناسبهم -على أي نحو كان- أن يكونوا حطبا حتى وإن كان أخضر؛ فالمرحلة تقتضي الوقود، والمهزلة تقتضي الغطيط والرقود.
حطب أخضر حتى وإن لم يبقي في الشعب أثر
ما يريده سيد البيت الأبيض، أو مدعي آل البيت الأخضر حطبا أخضر.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى