مئات الهاربين من الحرب يعيشون بين الاطارات في مخيم غربي اليمن
بين الاطارات المستهلكة، وتحت اسقف من القماش، يعيش مئات اليمنيين في الهواء الطلق بعدما اجبرتهم معارك ساحل البحر الاحمر بين الحوثيين والقوات الحكومية على النزوح شمالا تاركين وراءهم حياة سابقة تغيرت الى الاسوأ بين ليلة وضحاها.
يمن مونيتور/ الجراحي/ الفرنسية:
بين الاطارات المستهلكة، وتحت اسقف من القماش، يعيش مئات اليمنيين في الهواء الطلق بعدما اجبرتهم معارك ساحل البحر الاحمر بين الحوثيين والقوات الحكومية على النزوح شمالا تاركين وراءهم حياة سابقة تغيرت الى الاسوأ بين ليلة وضحاها.
زهرة عقلان هربت من منزلها في المخا مع اولادها الخمسة في كانون الثاني/يناير بعدما قتل زوجها في قصف صاروخي في احد شوارع المدينة الواقعة في جنوب غرب البلد الفقير على ساحل البحر الاحمر.
ومنذ وصولها الى مخيم في الجراحي في محافظة الحديدة على بعد نحو 100 كلم شمال المخا، تواجه الوالدة الخمسينية صعوبات في تامين الغذاء لاولادها.
وتقول زهرة لوكالة فرانس برس “كنا نعيش في ظروف جيدة في بيتنا وارضنا، لكن غارة جوية اجبرتنا على المغادرة. لا يوجد شيء هنا، لا ماء نشربه، ولا غذاء. اصبحنا ننتظر المساعدات لنبقي اطفالنا على قيد الحياة”.
وتشن القوات الحكومية منذ السابع من كانون الثاني/يناير هجوما قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي، في عملية أطلق عليها اسم “الرمح الذهبي”. وهدف العملية طرد المتمردين الحوثيين من المناطق المطلة على البحر الاحمر على ساحل يمتد على نحو 450 كلم، وهي المخا والحديدة ومنطقة ميدي القريبة من الحدود السعودية.
وفي العاشر من شباط/فبراير، احكمت القوات الحكومية اليمنية مدعومة بغطاء جوي من طائرات التحالف العسكري العربي بقيادة المملكة السعودية، سيطرتها بالكامل على مدينة المخا بعد اسابيع من المعارك مع المتمردين الحوثيين قتل واصيب فيها المئات من الطرفين.
وحذرت المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين من ان المعارك عند ساحل البحر الاحمر تتسبب في نزوح الاف الاشخاص من مدنهم، مشيرة الى ان نحو 30 الف شخص فروا من مدينة المخا وحدها.
وفي المخيم حيث تقيم زهرة، تعاني نحو 1500 عائلة هاربة من نقص في مستلزمات رئيسية، رغم ان المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين قدمت لعدد من هذه العائلات خيما واغطية للوقاية من البرد.
ولم تجد بعض العائلات سوى اطارات مستهلكة لتبني منها مساحة صغيرة للعيش فيها تحت اسقف مصنوعة من قطع من القماش والبلاستيك والكرتون، بينما لم يجد اخرون مهربا من ان يبيتوا في الهواء الطلق في ظل تدني درجات الحرارة.
عبدالله محمد اضطر ايضا الى ان يغادر منزله في المخا فجأة، تاركا خلفه ما تبقى من ممتلكاته ومن حياة سابقة تغيرت ظروفها نحو الاسوأ بين ليلة وضحاها.
“دمرت ممتلكاتنا، وهدم منزلي. لم نعد نملك اي شيء، وحتى الغذاء فهو غير متوفر هنا”، يقول بحرقة عبدالله الذي نزح ايضا الى مخيم الجراحي.
– ظروف مأساوية –
يشير اصف عيدروس وهو مسؤول في الحديدة الى ان نحو 1500 عائلة لجأت الى مدينة الجراحي، لكن الاعداد في تزايد مستمر مع تواصل المعارك في محيط مدينة المخا وصولا الى محافظة الحديدة شمالا.
ومن بين هؤلاء، محمد سالم، العامل في ميناء المخا.
ويروي سالم “هربنا من المخا وتركنا خلفنا كل شيء بسبب القصف”، مضيفا انه يعيش “ظروفا ماساوية” في الجراحي حيث يتم ابعاد النساء عن الرجال، بحسب ما يقول.
بدأ النزاع الاخير في اليمن في 2014، وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع بدء التدخل السعودي على رأس تحالف عسكري في النزاع في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على اجزاء كبيرة من البلد الفقير.
وساعد هذا التدخل القوات الحكومية في طرد المتمردين من مناطق عدة بينها مدينة عدن في الجنوب التي تحولت الى عاصمة مؤقتة.
وقتل منذ بدء التدخل السعودي اكثر من 7400 شخص بينهم 1400 طفل، واصيب نحو 40 الف شخص اخر بجروح على خلفية أزمة انسانية خطيرة، بحسب الامم المتحدة.
وحذر منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في اليمن جيمي مكغولدريك الاسبوع الماضي من ان سبعة ملايين يمني اصبحوا اقرب الى المجاعة من اي وقت مضى، هم من بين 17 مليون شخص غير قادرين على اطعام انفسهم بشكل كاف.
كما حذر مسؤول العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين من “خطر مجاعة كبير” يهدد هذا البلد.
وقال اوبراين في عدن في جنوب اليمن الاحد “نواجه الان خطر مجاعة كبيرا اذا لم يسرع المجتمع الدولي تمويل” برنامج المساعدة الانسانية في اليمن و”اذا واصل اطراف النزاع التضييق على ايصال المساعدة الانسانية”.
واضاف في مؤتمر صحافي ان ما بين 19 و26 مليونا من سكان اليمن يحتاجون الى مساعدة غذائية لافتا الى ان “سبعة ملايين يمني يجهلون من سيؤمن لهم وجبتهم الغذائية المقبلة”.
وطلبت الامم المتحدة 2,1 مليار دولار لمساعدة المتضررين من النزاع في اليمن هذا العام.