اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

هادي والإمارات.. علاقات “فاترة” لا تنعشها الزيارات

أثارت الزيارة التي قام بها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس الاثنين، لدولة الامارات، وقوبلت باستقبال باهت، وأهملتها وسائل الإعلام الرسمية، موجة من التكهنات لدى الشارع اليمني، عززت الشكوك لديهم حول موقف سلبي تبديه أبو ظبي تجاه الرجل الذي يمثل رأس الشرعية في البلاد. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
أثارت الزيارة التي قام بها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس الاثنين، لدولة الامارات، وقوبلت باستقبال باهت، وأهملتها وسائل الإعلام الرسمية، موجة من التكهنات لدى الشارع اليمني، عززت الشكوك لديهم حول موقف سلبي تبديه أبو ظبي تجاه الرجل الذي يمثل رأس الشرعية في البلاد.
وبدأت الأزمة بالصعود إلى السطح منتصف فبراير/شباط الجاري عندما قامت وحدة عسكرية يمنية برفض قرار من الرئيس اليمني يقضي بتعيين بديل لقائدها وتدخلت مروحية تابعة للتحالف “الإمارات” بإطلاق النار على قوة الحماية الرئاسية قرب مطار عدن الدولي مساندةً “الوحدة المتمردة.
حينها، أوفد هادي قائد قوات الحرس الرئاسي ناصر عبدربه، ومدير مكتبه عبدالله العليمي، إلى أبوظبي لتفهم موقفها، ما عده مراقبون ضلوع إماراتي فيما يجري بالعاصمة المؤقتة عدن.
واتهم ائتلاف المقاومة الجنوبية (كيان جديد مساند للشرعية) الامارات صراحة بالوقوف وراء ذلك، مطالباً قيادتها بـ”محاسبة الضباط الذين يخدمون جهات تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتقويض السلطة الشرعية الممثلة برئيس الجمهورية”.
لكن آخرين، يرون أن زيارة هادي ايجابية بغض الطرف عن أي شيء آخر، وأن هذا يعني أن الإمارات عدلت من موقفها الذي تأسس على مبدا تحييد الرئيس هادي، كما كان واضحاً من خلال تأييدها لخطة كيري والأمم المتحدة.
ويعتقد المحلل والباحث اليمني، ياسين التميمي، أن زيارة هادي حققت أهدافها على ما يبدو، فقد ذهب في زيارة رسمية لدواعٍ ضرورية تتعلق بالوضع الخطير جدا في عدن، ونجحت الزيارة في إعادة تهيئة أرضية الشراكة وإعادة ترتيب الأولويات والأجندات وبالأخص الاماراتية”.
ويضيف لـ(يمن مونيتور)، أنه “من الواضح أن المرحلة القادمة تقتضي التعامل مع الرئيس كشريك، يقاتل في موقف صعب بشرعيته التي هي سلاح التحالف الأقوى أيضاً، وهو أمر يمكن فهمه من الدعم السعودي المعلن عنه، والذي جاء في سياق مرحلة جديدة هي مرحلة البناء وفقا للجانب السعودي”.
هذا الأمر، وفقاً للتميمي، أزعج الرئيس السابق علي صالح، وفي الوقت نفسه دفع الامارات إلى حسم الملفات العالقة مع الرئيس، واضطرها إلى تعديل موقفها الذي تأسس خلال الفترة الماضية على مبدأ تحييد الرئيس هادي، وقد اتضح ذلك من خلال تأييد أبوظبي لمبادرة كيري وخطة الامم المتحدة.
وتتعرض الإمارات بين حين وآخر لهجوم من قبل ناشطين محسوبين على الشرعية، لغموض أدوارها في بعض المواقف، على الرغم من تحقيقها حسما على العديد من جبهات القتال، خصوصاً الساحل الغربي وجبهة مأرب.
وتعتبر الامارات ثاني أكبر قوة عسكرية تقاتل ضمن قيادة المملكة العربية السعودية للتحالف العسكري العربي في اليمن لإعادة الشرعية وانهاء سيطرة الحوثيين وصالح على السلطة.
واعتبر مصدر بالرئاسة في تصريحات سابقة لـ”يمن مونيتور” أن الموضوع يتعلق بشرعية الرئيس وقدرته على ضبط الأمور وإذا ما تدخلت أي جهة ضد قراراته وشرعيته فإن الموضوع سيطول ويتوسع ليشمل محافظات أخرى بما فيها محافظة تعز التي تتحضر القوات الحكومية لتحريرها. وقال: “إن القوات اليمنية برئاسة هادي هي المعنية بقرارها والمسؤولة عن محاسبة الرافضين، والمخالفين”.
وذهبت حادثة المطار منتصف فبراير/شباط إلى بعد آخر يتعلق بالعلاقات التي تتشكل وولاء الحكومة والقوات اليمنية لصالح بلادها أو لصالح قوة تابعة للتحالف، ليضع عدة أسئلة تتعلق بحجم هذا الولاء الخارج وقدرته العسكرية ومهام المناطة بهم كلاً على حده. ويضع فرزاً جديداً للفوضى في اليمن بدلاً من موالين للشرعية وتابعين لتحالف الحرب الداخلية (الحوثي/علي عبدالله صالح) إلى فرز جديد يتعلق بتعريفات للشراكة في مواجهة الانقلاب وطبيعة الولاء الخارجي لبعض الفصائل.
وكان الرئيس اليمني قد غادر عدن إلى الرياض بعد عودة نجله ومدير مكتبه من الرياض عقب أحداث المطار، وكان من المقرر أن يلتقي هادي بـ”ولي عهد أبوظبي” لمناقشة الأزمة، لكن ذلك لم يحدث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى