منتصف أكتوبر من العام 2014 سيطرت جماعة الحوثي على الحديدة غربي اليمن وعلى اثر ذلك هيمنت الجماعة على كافة المؤسسات ومنها إذاعة الحديدة، إذ عمدت إلى إزاحة كوادرها
يمن مونيتور /البيان
منتصف أكتوبر من العام 2014 سيطرت جماعة الحوثي على الحديدة غربي اليمن وعلى اثر ذلك هيمنت الجماعة على كافة المؤسسات ومنها إذاعة الحديدة، إذ عمدت إلى إزاحة كوادرها واستبدلتهم بعناصرها وضيقت على حرية الصحافيين وطاردت عدداً كبيراً منهم واعتقلت آخرين، ليصبح وعي المواطن التهامي المتلقي رهناً للتزييف والتضليل بأخبار الجماعة وتحركاتها وانتصاراتها الوهمية.
فلم يعد هناك متسع للرأي الآخر المعارض بعد أن أغلقت كل الصحف والإذاعات والقنوات المناوئة، أما فيما يخص وسائل الإعلام الرسمية فقد سطت عليها الجماعة المتمردة وحولتها إلى ناطقة بإسمها ومروجة لأفكارها وسياساتها، فلا تكاد تسمع صوتاً ولا همساً في كل الإذاعات والقنوات التي تعتبر ملكاً للشعب والدولة سوى صوت الميليشيات وخطب قادتها وأخبار جبهاتها، وينسحب الأمر ذاته على الوسائل المقروءة، إذ ليست أفضل حالاً من نظيرتها المسموعة.
تكريس الصوت الواحد
الأقلام التي بقيت في البلاد ولم تطالها يد الجماعة الحوثية هي في الحقيقة أقلامها التي هللت لها ودعت لمشروعها منذ البداية، أما الكتاب الذين اعتادوا على كتابة ما تمليه ضمائرهم فلم يعد لهم مكان بالصحف الرسمية المحتلة، لذا لن يجد المواطن الذي اعتاد على مطالعة الصحف اليومية كل صباح ما يقرأه سوى صحف الميليشيات كما لن يكون بمقدوره قراءة مقال أو خبر يدعم توجهه ويوافق رأيه الخاص بعد مصادرة وإيقاف كافة الصحف وحجب المواقع الإلكترونية المعارضة للإنقلاب.
تضليل ممنهج
يعتمد المواطن اليمني في إقليم تهامة، وعاصمتها الحديدة، في تلقي المعلومة الخبرية على الإذاعة بصورة كبيرة في ظل عدم توفر الكهرباء في الأرياف وانقطاعها التام في المدن، وبسيطرة الميليشيات على الإذاعات المحلية يصبح التأثير في وعي المتلقي العادي أمراً سهلاً.
يتأتى من خلال توجيه رسائل خاصة وبرامج يوميه ونشرات وأخبار مغلوطة وكاذبة تهدف إلى تجييش الرأي العام لصالح فرض رؤية الأمر الواقع ودفع العامة للإنحياز الى صف الانقلابيين ورفد جبهاتهم بالمقاتلين على اعتبار أنهم يقفون في مهمة الدفاع عن الوطن.
تضييق لا محدود
فاشية الجماعة الدينية المسلحة ووحشيتها في التضييق على الرأي المخالف لم تتوقف على وسائل الإعلام والتواصل فحسب بل تذهب إلى منحى بعيد في تكريس ممنهج لرأيها الشمولي الأوحد وفرض هيمنتها ورؤيتها الخاصة للأمور بطريقة همجية.
حيث من المعلوم عن بعض اليمنيين حرصهم على ارتياد مقايل (جلسات) القات كفرصة للإلتقاء ومناقشة المواضيع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بعفوية وبساطة سواء في المدينة أو الريف، بيد أن هذه المقايل لم تسلم أيضا من أذى ومضايقة الحوثيين، فقد أعدوا أفراداً لمثل هذه المهمة يتمثل دورهم في حضور المقايل كأبواق لنشر الشائعات وتضليل الرأي العام وأحيانا للمراقبة والترصد لكل رأي مناوئ لهم.
رقابة شاملة
لوسائل التواصل الاجتماعي أيضاً نصيبها من الرقابة والملاحقة، فكل مدون تحمله الشجاعة على انتقاد جرائم الميليشيات وطاغوتها يكون السجن مصيره، وفي الأيام الأخيرة لجأ الحوثيون الى ابتزاز المدونين المقيمين خارج البلاد بتهديد أسرهم ومداهمة بيوتهم كواحدة من أقذر تصرفاتهم اللا أخلاقية.