كتابات خاصة

جريمة التهجير

فكرية شحرة

حين تطارد ضباع البشر بني الإنسان وتشتتهم في الجبال. حين تطارد ضباع البشر بني الإنسان وتشتتهم في الجبال.
تنتزعهم من مساكنهم و ترميهم بلا مأوى أو غذاء، التهجير إنه القتل مرتين ظلماً وجورا.
سلاح يقتل روح الإنسان ويسلمه للوحشة والضياع والجوع والتشرد.
إنها سياسة التهجير القسري والإجرامي التي تمارسها الحوثية بأبشع صورها تاريخيا ضد أبناء هذا الوطن.
فمنذ تهجير أهالي دماج والصمت الجماعي المتواطئ الذي حدث حول الجريمة وقصص التهجير تتوالي تباعاً في مناطق كثيرة في اليمن وأشدها تنكيلا ما يحدث في مدينة تعز.
تعز حيث هجرت آلاف الأسر في مناطق عديدة كالوزاعية والأعبوس وأخيراً جبل حبشي بلاد الوافي حيث يستمر هذا المسلسل الإجرامي الممنهج ضد أبناء هذه المدينة الصامدة.
إنها التغريبة اليمنية على أيدي السلالة الحوثية الهاشمية التي فتح لها اليمنيون أبوابهم حين قدم الإمام الرسي مع حاشيته وأهله ليستعمر اليمن أرضا وإنسانا ليقوم بعدها بنزع جذور اليمنيين من مناطقهم في تهجير وسلب للحق، ومهانة وتشريد أشد فتكاً من الموت قتلاً والمرء مغروز في أرضه وبيته.
الإجلاء الذي كان بمثابة أبعاد للسكان في حال الحروب انقاذا للأرواح تمارسه الحوثية كنوع من العقاب وأسلوب حربي ذو أبعاد تدميرية نفسية ومادية مع ما يصاحبه من تفجير للبيوت ونهب للممتلكات لتركيع المناطق المستهدفة واحتلالها.
وفيما الحوثية ماضية في مخططها لتهشيم هوية الإنسان اليمني نفسيا ومعنويا، نجد فرقاء المقاومة يتفرقون حسب أهواءهم متناسين أن الآمال معقودة على تضامنهم وليس على من هو الأكثر “تفصيعا” في شوارع تعز.
إن المقهورين الذين تناثرت أكياس ثيابهم كما أرواحهم على مرتفعات جبل حبشي يشكون لله حالهم بعد أن خذلهم الأصدقاء وسطى عليهم الأعداء فكن لهم نصيرا وعونا يا الله.
هكذا هو الإنسان لا يدرك خطورة ما يحدث حوله إلا إذا هبط عليه في عقر داره، ولقد تفرج اليمن كله على تهجير أهالي دماج وها نحن نتفرج على جرائم تهجير أبناء تعز.. والقادم أسوأ.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى