آراء ومواقف

أين ياسين سعيد نعمان؟!

همدان العليي

 في أشد الأوقات صعوبة، تم تعيين الدكتور ياسين سعيد نعمان سفيرا لليمن في بريطانيا وهي إحدى أكثر الدول تأثيرا في المجريات السياسية اليمنية. ومنذ تلك الفترة، لا ندري بالضبط ما الذي يقوم به الرجل في سبيل استعادة الدولة المغتصبة من قبل التحالف الانقلابي (الحوثي/صالح).

 في أشد الأوقات صعوبة، تم تعيين الدكتور ياسين سعيد نعمان سفيرا لليمن في بريطانيا وهي إحدى أكثر الدول تأثيرا في المجريات السياسية اليمنية. ومنذ تلك الفترة، لا ندري بالضبط ما الذي يقوم به الرجل في سبيل استعادة الدولة المغتصبة من قبل التحالف الانقلابي (الحوثي/صالح).
 لم نسمع عن تنظيم سفارتنا لأي ندوات أو مؤتمرات صحفية أو لقاءات تلفزيونية أو معارض الصور التي تُبين موقف الشرعية اليمنية وتظهر جرائم الحوثيين في حق المدنيين. بكل صراحة، ما الذي قام به من أجل إيضاح ما يحدث في اليمن للرأي العام البريطاني؟ 
 هل حدثهم نعمان عن أطفالنا الذين يُقتلون على يد مليشيات الحوثي وصالح؟ هل أخبرهم عن أموالنا التي يسرقها الحوثيون من مؤسسات الدولة؟ هل أطلعهم على عنصرية الحوثيين وافشالهم كل فرص السلام وانقلابهم على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني؟ 
 قد يقول قائل.. ياسين سعيد نعمان كتب في صفحته مرارا وأبدى موقفه الرافض للانقلاب..! وأقول، هذه ليست مهمته وإن كان ما كتبه ايجابيا.. لكن التغريدات يجب أن يتركهها لـ “المفسبكين”، وعليه أن يقوم بمهامه كسفير لدولة تعيش حربا وتحتاج دعما دبلوماسيا واسعاً في بريطانيا.. كما أن اليمنيين يعرفون جيدا ويعانون جرائم وذنوب الحوثيين، لكن نعمان ترك المجتمع البريطاني (جمهوره الأساسي) فريسة جهل دقة ما يحدث في اليمن. 
 في بريطانيا، ينشط عدد من المؤيدين للانقلاب بشكل كبير وتساعدهم في ذلك عدد من المنظمات على رأسها منظمة أوكسفام البريطانية وعدد من المنظمات التي نظمت في نهاية يناير الماضي مؤتمرا بعنوان “تعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن” في لندن، بمشاركة كثير من الشخصيات المهمة من بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى. وكان من المؤلم هو غياب سفير اليمن في هذه الفعالية الهامة وعدم القيام بواجبه في توضيح وجهة نظر الشرعية.
 تحدث كثير من المسؤولين الدوليين عن الشرعية بمعلومات خاطئة، كان منهم السفير الألماني والذي أكد بأن الشرعية ليس لها قبول شعبي في اليمن وسخر من الرئيس هادي عندما قال بأنه لا يوجد رئيس يقوم بزيارة وطنه، فالرؤساء يزورون الدول الأخرى وليس بلدانهم في اشارة إلى أن هادي يعيش خارج اليمن.
أيضا، لم يصدر عن سفيرنا في بريطانيا أي ردة فعل على مقال نشرته صحيفة  Middle East Eye بتاريخ 24 يناير لوزير وكالة التنمية الدولية البريطانية السابق وعضو مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين الحاكم “أندرو ميتشل” والذي أشار فيه إلى لقائه بقيادات الانقلاب (علي عبدالله صالح وصالح الصماد)، ودافع فيه بقوة عن جماعة الحوثي قائلا بأنهم كافحوا الفساد نافيا علاقتهم بايران ومطالبا بتغيير القرار الأممي 2216. كنا نتوقع الكثير من ياسين نعمان عقب كل تلك الأحداث المعادية لاستقرار اليمن وشرعيته، فميتشل ليس صحفياً أو مدوناً، بل برلماني ووزير سابق. 
 هي رسالة عتاب لأستاذنا العزيز ياسين نعمان، أين أنت؟ ولماذا لم تؤد مهمتك على أكمل وجه في أصعب لحظات اليمن؟ صمتك وعدم تحركك تقصير في وقت عصيب، وخذلان لتضحيات الأبطال في ميادين القتال في الجنوب وتعز ونهم والجوف وميدي والمخا وشبوة ومأرب.. صمتك خذلان لاؤلئك القابعين في سجون الحوثي لأنك تحمل قضيتهم وتطالب بالافراج عنهم.. نحن نخسر يوميا في الميدان الدبلوماسي في بعض الدول الغربية والعربية، وعلى رأس هذه الدول بريطانيا.
*من صفحة الكاتب على “فيس بوك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى