كتابات خاصة

مشاهد أبطال الانسحاب (1)

سلمان الحميدي

ينتفخ الحوثي ملء قميصه وهو يستمع إلى زوامل النصر الذي لم يحدث. يطمئنون بعضهم بالأخبار الواهمة، وبعض الصور التي يلتقطها لهم بعض الصحفيين قبل سقوط المواقع.. هناك صحفية مقربة من المليشيا كانت تستهزئ بالأخبار التي تقول إن الجيش الوطني يتجه نحو المخا، هذا الأسبوع منشغلة بالكتابة عن “فالنتاين داي”، وكأنه واحد من السلالة. بقليل من التركيز، ستكتشف أن الواقع الذي تعيشه، ليس إلا انعكاسًا للواقع الذي عاشه جدك مع تغير بسيط في بعض التفاصيل.
أنت لا تحمل اسم جدك، وأصبح الإماميون حوثيون.
هنا لا نصنع مفارقة بين واقعين، ولا نتتبع الحياة القديمة لمقارنتها بالجديدة. هذه فقط بعض الأحداث التي تشابهت بتفاصيلها، أحداث وقعت في عهد الإمام يحيى ونجله أحمد، وتطابقت مع أحداث في عهد عبدالملك الحوثي وعلي صالح عم يحيى وأبو أحمد!
أساليب متشابهة في تزييف وعي أنصارهم، فظائع التخريب. هذا ليس كل شيء. هذا جزء بسيط ورد في بعض الكتب!
أبطال هزيمة الانسحاب
لنضع مدخلًا لفرح “أبطال الهزيمة”:
إذا ابتهجت لعريس فلا تطلب منه قيمة ما أنفقته في فرحه.. ستكون لئيمًا
إذا طلب منك العريس أن تبتهج بشيء أعطاك إياه.. فافعل..
وإذا طلب منك قيمة عطاياه التي أمرك أن تفرحه بها، فاعلم أن بهجته كاذبة ولا تأمنن لؤمه!
ينتفخ الحوثي ملء قميصه وهو يستمع إلى زوامل النصر الذي لم يحدث. يطمئنون بعضهم بالأخبار الواهمة، وبعض الصور التي يلتقطها لهم بعض الصحفيين قبل سقوط المواقع.. هناك صحفية مقربة من المليشيا كانت تستهزئ بالأخبار التي تقول إن الجيش الوطني يتجه نحو المخا، هذا الأسبوع منشغلة بالكتابة عن “فالنتاين داي”، وكأنه واحد من السلالة.
الفرح الكاذب يعقبه انتكاسة مذلة!
في ثلاثينيات القرن الماضي، وجّه جنود الإمام يحيى بن حميد الدين، بنادقهم العتيقة إلى الهواء، لقد أمرهم بذلك، وأطلق كل واحد منهم عيارين ناريين. لقد أمرهم الإمام أن يبتهجوا لأن قواته توغلت في العمق السعودي وتحرز انتصارات هناك. عقب ذلك خصم الإمام من رواتب الجنود الضئيلة قيمة الأعيرة النارية أضعافًا مضاعفة. هذا هو صاحب البهجة الكاذبة. في الأخير كانت القوات السعودية قد استولت على الحديدة غرب اليمن، وعلى ميدي أيضًا.
هذا الأحداث مدونة في كتب كثيرة، لكن خصم قيمة الأعيرة جاءت في كتاب “اليمن من الباب الخلفي” للألماني هانز هولفيرتز، الذي وضع بابًا لمملكة الامام أسماه “الأرض المحرمة”.
في رواية الرهينة، لزيد دماج، يعرج السارد على تلك الحرب على لسان “البورزان / ضارب النفير” بتهكم:
“ألم تسمع عن حرب الانسحاب”؟ انهزمنا من تهامة! فيما يحكي السارد: «صوت صديقي البورزان، أحد أبطال هزيمة الانسحاب، يعلو بنشيده المنادي للهجوم على الخصوم وبإشارة النصر الذي لم يحدث».
يشبه نشيد بورزان الإمام، زوامل الحوثي الآن.
يضخون لأنصارهم المحفزات المعنوية، يطمئنون بعضهم. أناشيد وأخبار، يجعلونهم يفرحون ويطلقون أعيرة الفرح. الأيام السابقة فقط، قال الحوثيون في بيان رسمي، إنهم أطلقوا صاروخاً بالستيًا إلى قلب قاعدة عسكرية في الرياض. السعودية هدفًا لرفع معنويات أفراد المليشيا. قالوا إنها تجربة ناجحة سددت هدفها بدقة. لكن لا أحد سمع الصاروخ، ليس من المعقول أنهم طوروه إلى درجة تحويله إلى صاروخ صامت. قالوا بأنهم استولوا على تباب في نجران، ليخرج زعيمهم عبدالملك الحوثي بخطاب تتطاير شرره من “قداحة”.
كانوا من قبل قد رضخوا لاتفاقية ظهران الجنوب، وقامت مليشيا الحوثي ذاتها بنزع الألغام التي زرعتها في الحدود مع السعودية. في نهاية مطاف البطل، بطل هزيمة الانسحاب؛ كان الإمام يحيى سابقًا، قد رضخ لاتفاقية مذلة.. عرفت باتفاقية الطائف.
هناك حكمة على “دف” امرأة تطبل في أعراس البلاد، تقول:
“الأفراح الكاذبة تنتهي ببتاسة”.
يتبع..
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى