الحوثيون يتسببون في جرعة سعرية جديدة تهدد حياة الملايين بصنعاء
جرعة سعرية جديدة في ظل انهيار غير مسبوق في قيمة الريال مقابل العملات الأجنبية. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
تسببت الإدراة التي تفرضها جماعة الحوثي المسلحة على العاصمة اليمنية صنعاء منذ أواخر سبتمبر/ أيلول 2014 بجرعة جديدة في أسعار السلع الغذائية، ما يهدد حياة الملايين من المواطنين.
وشهدت الأسواق، اليوم الاثنين، جرعة جديدة من الارتفاع بأسعار السلع الأساسية على وقع التراجع الكبير الذي مُنيت به العملية المحلية، الريال اليمني مقابل الدولار والعملات الأجنبية الاخرى.
وقال أحد الصيارفة بالمدينة صنعاء، إن “الدولار سجل اليوم 360 ريالاً، ويواصل الصعود إلى 365 وسط توقعات باستمرار التراجع إلى 400 ريال للدولار الواحد الواحد.
وأضاف في حديث خاص لـ”يمن مونيتور”، “تتم المضاربة بالعملة عن طريق تجار محسوبين على تحالف الحرب الداخلية (الحوثي/ صالح) الذين يقومون بشراء العملة من “السوق السوداء” بأسعار مرتفعة، حتى يتمكنوا من شراء بضائع بالعملة الصعبة (الدولار) في ظل وجود شلل شبه تام بمحلات الصرافة وعجز الحوثيين الذين يسيطرون على الوضع هنا عن وقف الانهيار المتسارع للريال اليمني”.
وأدى انهيار قيمة الريال إلى جرعة جديدة على أسعار السلع الأساسية والغذائية، إذْ يفيد صلاح الورافي، وهو “كاشير” بمحل تجاري أن “هناك زيادة ملحوظة في كافة السلع الغذائية، منها ارتفاع كيس السكر إلى 12500 للخمسين الكيلو، وارتفاع قيمة كيس الأرز البسمتي إلى 17 ألف للخمسين الكيلو، وكذلك ارتفاع سعر جالون زيت الطبخ إلى 10 آلاف ريال للعشرين اللتر وقسْ على ذلك بقية المواد الغذائية”.
وتابع، “الأسعار في ارتفاع مستمر بسبب ارتفاع الدولار وانهيار الريال اليمني، وما نقوم ببيعه الآن هو من المخزون الاحتياطي لأن هناك مشاكل في عملية الحصول على البضائع”.
وعلم (يمن مونيتور) من مصادر خاصة، قيام وزارة الصناعة والتجارة (الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي) بتهديد 3510 تاجر جملة بالسجن في حالة استمرارهم مخالفة الأسعار، ما دفع تجار الجملة والتجزئة للمواد الغذائية بالتهديد بإغلاق محلاتهم التجارية ووقف عملية البيع والشراء في حالة استمرار مطالبتها بتحديد تسعيرة ثابتة في ظل توقف عملية الاستيراد، نتيجة الحرب التي فرضتها الجماعة على البلاد.
وقال “عبدالله”، أحد تجار المدينة، لـ”يمن مونيتور”، “لا نستطيع أن نقوم بتثبت الأسعار لأننا نعمل في سوق حر تنتشر فيه جميع السلع التجارية فضلاً عن دخول بضائع عن طريق التهريب لا تخضع للضرائب أو لتعرفة الجمركية، ما يؤدي إلى الإضرار بالمنتج المحلي بشكل كبير، والقاعدة الاقتصادية المتمثلة في العرض والطلب”.
ومنذ سيطرة الحوثيين ومحسوبين على جناح الرئيس السابق في حزب المؤتمر الشعبي العام، على العاصمة وبعض المدن اليمنية الاخرى أواخر العام 2014، شهدت البلاد تدهوراً كبيراً في الأوضاع الإنسانية واتسعت دائرة الفقر والبطالة وانهارت الخدمات الأساسية، إضافة إلى انقطاع رواتب موظفي الدولة لعدة أشهر.
ويعيش الريال اليمني تدهوراً مستمراً غير مسبوق منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول عام 2014، حيث كان (215 ريال للدولار الواحد)، وتوقف تصدير النفط، الذي تشكل إيراداته 70% من دخل البلاد، مع توقف المساعدات الخارجية والاستثمارات الأجنبية والسياحة.