جهة من التحالف تنازع الرئيس اليمني صلاحياته.. ما الذي يجري في عدن؟
تذهب حادثة المطار إلى بعد آخر يتعلق بالعلاقات التي تتشكل و ولاء الحكومة والقوات اليمنية لصالح بلادها أو لصالح قوة تابعة للتحالف، ليضع عدة أسئلة تتعلق بحجم هذا الولاء الخارج وقدرته العسكرية ومهام المناطة بهم كلاً على حده. ويضع فرزاً جديداً للفوضى في اليمن بدلاً من موالين للشرعية وتابعين لتحالف الحرب الداخلية (الحوثي/علي عبدالله صالح) إلى فرز جديد يتعلق بتعريفات للشراكة في مواجهة الانقلاب وطبيعة الولاء الخارجي لبعض الفصائل.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تدور في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن أحداث تشير بوضوح إلى استمرار حالة الفوضى التي تعيشها المدينة سياسياً وعسكرياً، وقد يؤدي الوضع إلى التفجر من جديد؛ في وقت ينشأ حديث مستمر عن تنازع الصلاحيات بين السلطة اليمنية ودولة الإمارات أحد أعضاء التحالف العربي الداعم للشرعية الذي تقوده السعودية.
واندلعت في ساعة مبكرة صباح الأحد اشتباكات بين قوات الحماية الرئاسية وقوات تتبع صالح العميري (أبو قحطان) القائد السابق المسؤول على حماية مطار عدن، بعد قرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بتعيين قائد بديل عنه، ورفض (أبو قحطان) تسليم المطار للقوة الرئاسية.
وتشير المعلومات إلى أن طائرة تابعة للتحالف العربي (الإمارات العربية المتحدة) استهدفت مدرعة تابعة لقوات الحماية الرئاسية في عدن، وأصابت ثلاثة جنود بجروح، وهي المرة الأولى التي تتدخل فيها قوة إماراتية-تابعة للتحالف- في حوادث مماثلة جرت عدة مرات العام الماضي.
وتتضارب المعلومات الرسمية حالياً بشأن الأوضاع. وقالت مصادر أمنية لـ”يمن مونيتور” في ساعة متأخرة مساء الأحد، أن الوية الحماية الرئاسية انسحبت من محيط المطار فيما يستمر صالح العميري القائد السابق لحماية مطار عدن بالبقاء داخل المطار مع قوته العسكرية.
واكتفى الرئيس هادي بعقد اجتماع للقيادات الامنية والخروج بتشكيل غرفة عمليات مشتركة ﻹدارة المشهد الامني في عدن وضبط التعليمات والاوامر. وقالت مصادر قريبة من الرئاسة اليمنية لـ”يمن مونيتور” إن “هادي” بعث مدير مكتبه عبدالله العليمي ونجله ناصر هادي (الذي يقود قوات الحماية الرئاسية) إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي لبحث الأوضاع في عدن. ويبدو أنها لسبب تدخل القوات الإماراتية فيما وصف تمرد فصيل عسكري يمني يخضع لأوامر الرئيس اليمني. وسط اتهامات لـ”أبو قحطان” بتلقي دعمه وأوامره من أبوظبي.
وقال الضابط الخضر صالح كردة وهو الضابط الذي كلفه الرئيس هادي بتولي مهام قيادة القوة العسكرية المرابطة بمطار عدن الدولي يوم الاحد في تصريحات صحافية انه تسلم رسميا التوجيهات الرئاسية. لكن يبدو أنه لم يتسلم القوة العسكرية من “العميري” الذي نفى وجود اتفاق بينه وبين لجنة وساطة بتسليم مهامه إلى نائبه. مؤكدا ان الاتفاق الذي ابرم بين الرئيس هادي وقيادة قوات التحالف تضمن ابقاء الامور على ماهي عليه داخل المطار. ما يؤكد أن للتحالف العربي يداً طولى في الفوضى التي تدور.
وتظهر الحادثة فوضى تتعلق بتنازع صلاحيات الرئيس اليمني مع دولة الإمارات، التي تحاول بسط نفوذها وهيمنتها على الأوضاع في عدن وبقية المحافظات الجنوبية، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها هذا التنازع إلى السطح.
ويعزو الصحافي والمحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني الفوضى التي تدور في محافظة عدن، إلى أنه “في كل مرة يعود فيها الرئيس هادي من الخارج تجد الحماية الرئاسية اشكالات كثيرة في مطار عدن لترتيب استقباله أمنيا ويصل الامر الى خلافات مع سلطات المطار بقيادة ابي قحطان”. مشيراً في تصريح لـ”يمن مونيتور” إلى أن هادي عاد من الرياض إلى سقطرى بسبب منع طائرته من الهبوط في مطار عدن الدولي.
ويضيف الهدياني: “هناك قوى طفيلية افرزتها الحرب وتمتص خيرات عدن وتعبث بمواردها منذ التحرير وتحتل مؤسساتها الحيوية باسم المقاومة بدعم طرف من التحالف (الإمارات) يهمه ان تبقى عدن في الحضيض وقد حصل الرئيس هادي في لقاءه الاخير بمحمد سلمان على ضوء اخضر للحسم وفرض الشرعية”.
ولم يستطع “يمن مونيتور” التأكد من المعلومات التي ذكرها الهدياني، وحاولت الشبكة الحصول على معلومات من رئاسة الجمهورية أو الحكومة لكن معظمهم رفضوا التعليق على الموضوع. لكن مصدراً برئاسة الجمهورية فضل عدم الكشف عن هويته لـ”يمن مونيتور” أن الموضوع يتعلق بشرعية الرئيس وقدرته على ضبط الأمور وإذا ما تدخلت أي جهة ضد قراراته وشرعيته فإن الموضوع سيطول ويتوسع ليشمل محافظات أخرى بما فيها محافظة تعز التي تتحضر القوات الحكومية لتحريرها. وقال: “إن القوات اليمنية برئاسة هادي هي المعنية بقرارها والمسؤولة عن محاسبة الرافضين، والمخالفين”.
تذهب حادثة المطار إلى بعد آخر يتعلق بالعلاقات التي تتشكل و ولاء الحكومة والقوات اليمنية لصالح بلادها أو لصالح قوة تابعة للتحالف، ليضع عدة أسئلة تتعلق بحجم هذا الولاء الخارج وقدرته العسكرية ومهام المناطة بهم كلاً على حده. ويضع فرزاً جديداً للفوضى في اليمن بدلاً من موالين للشرعية وتابعين لتحالف الحرب الداخلية (الحوثي/علي عبدالله صالح) إلى فرز جديد يتعلق بتعريفات للشراكة في مواجهة الانقلاب وطبيعة الولاء الخارجي لبعض الفصائل.
وكتب ياسين سعيد نعمان وهو سياسي يمني وسفير لبلاده في لندن: “نحن امام وضع لا يحتمل أن نثير من داخله او حواليه غبار الحسابات السياسية الغبية التي لا ترى أبعد من أنفها فالوضع مترابط الحلقات ولا يستفيد منه غير الانقلابيين وخاصة بعد ان كسر مشروعهم في المخا ليفتح الطريق امام انتصارات أكبر”.
وأضاف نعمان في منشور على صفحته الرسمية في فيسبوك: “أن الطريقة التي سيعالج بها الوضع الاداري والتنظيمي (في عدن) على مستقبل عملية استعادة الدولة؛ فإما التمسك بمكاسب صغيرة سيتم معها بدون أدنى شك التضحية بالمشروع الأكبر الذي قدمت هذه التضحيات من اجله، وإما التنازل عن هذه المكاسب الصغيرة لتصبح استعادة الدولة ودحر الانقلاب هي المكسب الذي يهون كل شيء من أجله”.