فتحت ثورة 11 فبراير 2011 الطريق أمام اليمنيين لبناء يمن جديد وشراكة بالسلطة والثروة، عندما خلصتهم من نظام استبد وأفسد لثلاثة عقود، وكان قاب قوسين أو أدنى من توريث الحكم، حتى انفجر غضب الشعب وكانت فبراير امتدادا لثورة 26 سبتمبر 1962.
فتحت ثورة 11 فبراير 2011 الطريق أمام اليمنيين لبناء يمن جديد وشراكة بالسلطة والثروة، عندما خلصتهم من نظام استبد وأفسد لثلاثة عقود، وكان قاب قوسين أو أدنى من توريث الحكم، حتى انفجر غضب الشعب وكانت فبراير امتدادا لثورة 26 سبتمبر 1962.
قبل الثورة كانت الأوضاع قد وصلت إلى مرحلة الانفجار، تمديد للبرلمان والرئيس والمحليات، وفقر مدقع وبطالة متنامية وفساد ينخر مؤسسات الدولة، وحريات تتآكل وتتراجع يوما بعد آخر، وشهادات دولية متتالية تضع اليمن في مؤخرة التصنيفات كدولة فاشلة.
كل شيء في البلد كان يؤشر لتغيير ما، لكن لا أحد يعرف كيف سيحدث وبأي ثمن وسقفه المتوقع بمن فيهم تكتل المعارضة المعروف باللقاء المشترك، حتى وجدت قيادات هذه الأحزاب نفسها أمام واقع ليس فيه مجال للتفكير أو الحسابات، بعدما سبقتها قواعدها للنزول للشوارع، لتلتحق بالميادين التي امتلأت مع مرور الأيام بمختلف فئات الشعب وأطيافه.
ولم تكن المطالب المرفوعة تختلف كثيرا عن مطالب أحرار ثورة 26 سبتمبر، ذلك أن ثورة فبراير هي امتداد لها، وجاءت لتحقيق أهدافها، وهي القضاء على الاستبداد بإسقاط النظام وتحديدا رأسه وقد تحقق وإن كان بتسوية فرضتها توازنات ومصالح الإقليم، وإعادة الاعتبار للشعب في اختيار من يحكمه بالانتخابات الحرة، وبناء جيش وطني لدولة المواطنة المتساوية.
إن أهم مكسب حققته الثورة هو الحرية الذي ارتفع سقفها إلى عنان السماء سواء في حرية الصحافة والتظاهر أو حق الموظفين في الاحتجاج دون خوف كما كان من قبل، وانتخب اليمنيون لأول مرة بحرية ودون إكراه الرئيس هادي مرشحا توافقيا ووحيدا رئيسا للبلاد لفترة انتقالية لعامين، تمددت حتى اليوم بفعل الانقلاب والحرب.
وفي إطار الإنصاف لشركاء الوطن في الجنوب، بات الرئيس جنوبيا ومثله رئيس الحكومة، وتلا ذلك جملة من الخطوات لتضميد الجراح والمعالجات سواء بإعادة الموظفين المفصولين والمسرحين قسريا تدريجيا أو بالتعيينات في المناصب العليا المختلفة، فضلا عما لحق ذلك من تمثيل بنسبة %50 في مؤتمر الحوار الوطني.
هذا المؤتمر أفضى بتوافق مختلف اليمنيين المشاركين فيه إلى مخرجات تعالج مشكلات الماضي مثل القضية الجنوبية بمنحها حلولا عادلة أو قضية بناء الدولة على أسس اتحادية، وبغض النظر عن المآخذ عليه، إلا أننا كنا على وشك طي صفحة المرحلة الانتقالية ولم يتبق سوى استكمال إعداد مسودة الدستور بالتوافق وطرحها للاستفتاء ثم الذهاب لانتخابات شاملة.
لكن حدث الانقلاب الذي قاده الحوثي وصالح وقطع الطريق على اليمنيين لمواصلة التغيير وقضوا على التوافق الوطني واختاروا الحرب للحكم بالقوة، فكانت المقاومة المسلحة، والتدخل العربي بقيادة السعودية بناء على طلب الرئيس لدعم سلطته وإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة.
ثورة فبراير هي الطريق الوحيد لبناء اليمن والقطيعة مع الماضي، وهي الفرصة الحقيقية ومصدر القوة لتحقيق الأحلام المؤجلة.;
نقلا عن العرب القطرية