بدأ الحوثيون صرختهم في صعدة بإيعاز من إيران التي كرست منطق “الشيطان الأكبر”، في خطاباها السياسي والإعلامي وفي سلوك أتباعها الذين يتوزعون في خارطة انتشار الأقليات الشيعية في بلداننا العربة، بعد أن نجحت في إيهام الأذرع التي بنتها في المنطقة أنهم في مواجهة أمريكا، في حين مارست تحت هذه المظلة نشاطاً مختلفاً تماماً، يتوزع ما بين التشييع وبث الكراهية واستقطاب الأقليات الشيعية في البلدان العربية لصالح مشروعها الطائفي التوسعي.
بدأ الحوثيون صرختهم في صعدة بإيعاز من إيران التي كرست منطق “الشيطان الأكبر”، في خطاباها السياسي والإعلامي وفي سلوك أتباعها الذين يتوزعون في خارطة انتشار الأقليات الشيعية في بلداننا العربة، بعد أن نجحت في إيهام الأذرع التي بنتها في المنطقة أنهم في مواجهة أمريكا، في حين مارست تحت هذه المظلة نشاطاً مختلفاً تماماً، يتوزع ما بين التشييع وبث الكراهية واستقطاب الأقليات الشيعية في البلدان العربية لصالح مشروعها الطائفي التوسعي.
ومن زاوية مختلفة تماماً جاءت نظرة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، لإيرانالذي بدأ يحسب مواقف أمريكا بالأرقام، وبدأ بالإقرار بأن إيران أخذت مبالغ كبيرة من وراء توقيعها على الاتفاق النووي.
تبدو اليوم فرص إيران في مواصلة أدائها الاستعراضي محدودة، في ظل التوجه الواضح للرئيس ترامب نحو الحد من تأثير إيران وأذرعها الطائفية والعسكرية في المنطقة.
من وحي هذه التطورات بدأت المعلومات تتسرب إلى الفضاء الإعلامي، بشأن إمكانية تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، وهو تحول إلى الضد في الموقف الأمريكي الذي لطالما قدم الرعاية للحوثيين وتعهدهم منذ نشأتهم وحتى اليوم، بفضل الدور الذي لعبه الجيل الثاني والثالث من الطبقة الإمامية التي استقرت في أمريكا والغرب وتسللت إلى العقل الأمريكي أكثر المنافذ تأثيراً.
ثمة نهايةٌ حتميةٌ للصرخة المدللة التي ظل الحوثيون يرددونها في وجه أمريكا، ويوسعونها لعنانة وتمنيات سوداء بالموت، في حين ينصرفون بعد ذلك لتفجير وهدم منازل اليمنيين لمجرد أنهم لا يتفقون في التوجه السياسي مع هذه العصبة الطائفية الموتورة.
من السابق لأوانه اليقين بإمكانية أن تمضي خطوات استهداف الحوثيين ووصمهم بالإرهاب وفقاً للمعايير الأمريكية، لكن ثمة مؤشرات على عزم واشنطن المضي قدماً في تقليم أظافر إيران وإنهاء المزايا التي حصلت عليها في فترة الرئيس أوباما، التي زج بها لاعباً إقليمياً استناداً إلى أجندتها الطائفية الموتورة.
استهداف إيران أمريكياً سيتبعه بالضرورة استهداف لتوابعهافي المنطقة، وهذا ما سوف ينطبق حتماً على وضع الحوثيين في اليمن، الذين سيتعين عليهم من الآن فصاعداً إما أن يكون جزء من الأجندة الإيرانية أو أحد الأدوات الأمريكية، وهذا تكتنفه صعوبات عديدة لأسباب لها علاقة بالبنية الأيديولوجية للميلشيا التي استندت إلى الإرث المتشنج للثورة الإيرانية الشيعية.
الهروب من القارب الإيراني، أمر قد تتقنه جماعات سياسية ارتبطت بإيران بتحالفات سياسية وتمويلية ولم تندمج معها عقائدياً ومصيرياً، وأبرز مثال لهذه الجماعات، الحراك الجنوبي الانفصالي.
وفي هذا السياق تأتي تصريحات علي سالم البيض الذي تزعم طيلة الفترة الماضية حركة انفصالية نشطة في الجنوب، بإقراره بأنه كان وزملاؤه يبيعون الوهم، عندما دفعوهم إلى المطالبة بالانفصال الفوري عن الدولة اليمنية.
لذا دعا البيض إلى التريث في اتخاذ قرار الانفصال تجنباً للنتائج الكارثية التي حصدها عندما استعجل في الذهاب إلى الوحدة.
علي سالم البيض، ذهب إلى ابعد من ذلك عندما نصح الحراكيين، بالتفاهم مع الرجل القوي في الحكومة الشرعية الفريق علي محسن الأحمر.
وعلى الرغم مما ينطوي عليه توصيف كهذا من محاولة صريحة للإيقاع بين الرئيس ونائبه، فإن مواقف علي سالم البيض، تأثرت بالضرورة بالمناخ الإقليمي والدولي الذي أخرج إيران من دائرة اللعب بتقرير مصائر دول وشعوب المنطقة، كما كان مقرر لها أن تفعل استناداً إلى الملاحق السرية للاتفاق النووي.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.