أول أوبرا باللغة العربية تنطلق من لبنان إلى البحرين
رغم مرور 7 أشهر على الانطلاق الفعلي لأول فرقة “أوبرا” ناطقة باللغة العربية، إلا أنها أصبحت هذه الأيام على موعد مع العالمية، حيث تجري تحضيرات فعلية وتدريبات مكثفة حاليا، استعدادا للسفر إلى البحرين، لإقامة أول عرض مسرحي خارج لبنان الذي انطلقت منه. وتأسست الفرقة في أواخر عام 2015، في سابقة هي الأولى من نوعها، وقدمت أول عروضها في لبنان خلال يوليو 2016، على مسرح “كازينو لبنان”.
يمن مونيتور /بيروت /العرب
رغم مرور 7 أشهر على الانطلاق الفعلي لأول فرقة “أوبرا” ناطقة باللغة العربية، إلا أنها أصبحت هذه الأيام على موعد مع العالمية، حيث تجري تحضيرات فعلية وتدريبات مكثفة حاليا، استعدادا للسفر إلى البحرين، لإقامة أول عرض مسرحي خارج لبنان الذي انطلقت منه. وتأسست الفرقة في أواخر عام 2015، في سابقة هي الأولى من نوعها، وقدمت أول عروضها في لبنان خلال يوليو 2016، على مسرح “كازينو لبنان”.
وقالت سمر معلوف نائبة رئيس الفرقة إن “ذلك المسرح شهد تقديم فرقة أوبرا لبنان، بمسرحية «عنتر وعبلة» التي حققت “نجاحا وقبولا كبيرين في الوسط الجماهيري والإعلامي والفنّي نظرا إلى حداثة الفكرة وصعوبتها في آن واحد، ولا سيما أن الجمهور المهتم بهذا النوع من الفنون قد اعتاد طوال السنوات السابقة على الأوبرا الغربية”. وتأتي مسرحية “عنتر وعبلة” ضمن سياق القصة الغرامية الأشهر في روايات الأدب العربي، ويقوم ببطولتها المغني اللبناني المسرحي غسان صليبا (وهو من خريجي مسرح الرحابنة)، وهو الوحيد من بين أعضاء الفرقة الذي لم يدرس الغناء الأوبرالي في معهد “الكنسرفاتوار” اللبناني.
ويجسد صليبا الذي عرفه اللبنانيون خصوصا في مسرحية “صيف 840” لمنصور الرحباني أواخر الثمانينات، في “عنتر وعبلة”، نضال ذلك “العبد الأسود” للحصول على حقه في الحرية، وفي أن يكون مساويا لأبناء قبيلته دون تمييز بسبب لونه الأسود. وتشارك صليبا في المسرحية، السوبرانو لارا جوخدار في دور عبلة، وآخرون من بينهم متخصصون في غناء الأوبرا بالعربية، علاوة على 30 طفلا، بالإضافة إلى فرقة رقص.
وترى معلوف أن “هناك مؤشرات إيجابية تحيط بهذا العمل، وقد بدأت التحضيرات الفعلية والتمرينات المكثفة للفرقة للسفر إلى البحرين، وستكون هناك عدّة عروض أخرى في دول عربية ثانية”. وتضيف “تكمن صعوبة الغناء الأوبرالي باللغة العربية الفُصحى لكونها من أصعب اللغات وتعتمد على مخارج الحروف الصحيحة، ما يتطلب جهدا إضافيا لتخرج الكلمات متناسقة وانسيابية مع اللحن”.
وتقول نائبة رئيس فرقة “أوبرا لبنان” إنه “رغم تردّي زمن الفن الجدي لكن تبقى هناك شريحة واسعة من النخب التي تقدر هذا الفن وتتعطش إليه”. وأضافت معلوف “في أول عرض لنا قمنا به في لبنان شاهده أكثر من 2000 شخص، وهذا دليل عافية، ففي حال أعطينا الجمهور فنا مميزا سيأتي إلينا ليشاهدنا، ولولا تقبل هؤلاء الناس لما أتتنا عروض للسفر إلى البحرين وغيرها”.
ووفق معلوف، فإن العالم العربي يعيش مرحلة انتقالية بين فن “الأوبريت” الذي ساد في القرن العشرين مع أمثال الموسيقار المصري الراحل محمد عبدالوهاب في مصر، والأخوين الرحباني في لبنان، وبين فن “الأوبرا”. وتتألف فرقة “أوبرا لبنان” من 150 عازفا ومغنيا إلى جانب مؤلفين وكتاب وتقنيين، وتحاول الفرقة أن تملأ الفراغ في دعم المشاريع المسرحية، وتتعاون مع القطاع العام، ولا سيما وزارة الثقافة اللبنانية في دفع عجلة التنمية الثقافية اللبنانية والعربية، بحسب القائمين على الفرقة.
ولم تكن التحضيرات لإنشاء أول فرقة أوبرا باللغة العربية بالأمر الحديث، ولكن كانت هناك محاولات كثيرة في السنوات الماضية، قام بها رئيس معهد الموسيقى في لبنان العازف الراحل وليد غلمية، لكن فكرة “الأوبرا العربية” لم تبدأ إلا مع مسرحية “عنتر وعبلة” للكاتب أنطوان معلوف والمؤلف الموسيقي والمايسترو مارون الراعي. يشار إلى أن العالم العربي شهد في وقت سابق قيام بعض الفرق الأوبرالية بتأدية أعمال باللغة العربية، غير أن “أوبرا” لبنان تعدّ أول فرقة في العالم متخصصة في العربية فقط، وفق القائمين عليها. ومع عدم وجود دار أوبرا رسمية في لبنان، تأمل “أوبرا لبنان” في أن تشكل مؤسسة حاضنة لهذا الفن الغنائي المسرحي.