التناقض الرئيسي، والصراع الذي يحتل الأولوية لدى اليمنيين شعبا وجيشا، حكومة وشرعية هو مواجهة الانقلاب، الذي يمثله صالح والحوثي التناقض الرئيسي، والصراع الذي يحتل الأولوية لدى اليمنيين شعبا وجيشا، حكومة وشرعية هو مواجهة الانقلاب، الذي يمثله صالح والحوثي، بحيث استولى على كل الأولويات، وقلل من قدرة اليمن على مواجهة الارهاب الذي تمثله القاعدة وداعش، إذ من الصعب على بلد كاليمن في وضعه الراهن مواجهة خصمين، كلاهما يشكل خطرا على الداخل والخارج، ويريد أن يستولي على مقدرات الدولة، ويعتمد على العنف وقوة السلاح في الوصول إلى السلطة.
لقد وجدت الجماعات المسلحة التابعة للقاعدة وداعش بسبب الإنقلاب مساحة للتحرك، وحضورا أكبر في الكثير من انحاء البلاد، بل وقبولا مجتمعيا في بعض المناطق التي تشهد صراعا مع مليشيات الحوثي والرئيس السابق صالح، نظرا لكونها أي القاعدة وداعش جماعات مقاتلة تشارك السكان المحليون العداء للحوثي..
لقد بات الانقلاب يمثل الرئة التي يتنفس منها الارهاب، ويتمدد في كثير من مناطق البلاد، وحين ينتهي وتزول أسباب التناقض الرئيسي في اليمن، ستتقلص المساحة التي تتحرك فيها جماعات القاعدة وداعش!!
إن محاولة الزيدية فرض هيمنتها على بقية المناطق في البلد عبر القوة، وطغيانها السياسي، ظل خلال فترات طويلة يدفع القطاعات العريضة والواسعة من السكان، لتبني التيار المعارض والمعادي لها سياسيا.
فقد تقبل اليمنيون سيطرة الاسماعيلية في الماضي، وتولي امراة لحكمهم، كان بسبب رفضهم للإمامة القائمة على التفضيل والاصطفاء.
وفي نهاية سبعينيات القرن المنصرم، كان بزوغ السلفية في صعدة، المركز التاريخي للزيدية، على يد الشيخ مقبل الوادعي، يعود في اسبابه إلى المنظومة الاجتماعية التي ظلت الزيدية تعمل على ترسيخها بين ابناء المجتمع – كما ألمح إلى ذلك فرانسوا بورغا-، فكان اعتناق الوادعي للسلفية هو اعلان تمرد على الايديولوجية الزيدية، ولم يتوقف تأثيره على صعدة واليمن، وحسب، بل خرج إلى العالمية.
ويمكن أن نلمح في احياء اليمنيين لذكرى جمال عبد الناصر، بعد مرور نصف قرن على وفاته، حتى من قبل التيارات القريبة من الإخوان المسلمين في اليمن، اعترافا منهم بفضله لأنه ساندهم، وساعدهم في القضاء على الإمامة البغيضة والمنبوذة في الوجدان اليمني، التي وجدت العون والدعم من الاستعمار، وليس لأنه كان بطلا قوميا، كما أن مواجهة صدام حسين لإيران هو الذي منحه الحضور في أوساط المجتمع، ورفض اليمنيين للحوثي هو الذي جعلهم يقبلون التدخل السعودي في اليمن منذ قرابة العامين.
كما يتم اليوم من قبل العديد من الناشطين والكتاب الشباب بعث الشخصيات التاريخية في اليمن، والمختلف على دورها في التاريخ اليمني الإسلامي، أمثال الأسود العنسي، وذلك في سياق مواجهة الحوثي الذي يعد ذراع إيران في اليمن، نظرا لما قام به العنسي من دور في مقارعة الابناء من الفرس الذين كانوا متواجدين آنذاك في اليمن، ومثله ايضا علي بن الفضل..
إن رفض اليمنيين للحوثي وطغيانه، هو الذي سيتيح الفرصة للقاعدة أن تجد لها بعض الحواضن والتمدد في بعض المناطق، لا ايمانا بمعتقداتها من قبل السكان، بل استفادة من قدراتها القتالية..
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.