“القدس” في مهب ريح “ترامب”
ما إن غادرت إدارة الرئيس لأمريكي باراك أوباما، البيت الأبيض حتى بدأت الحكومة الإسرائيلية بنفض الغبار عن مشاريع استيطانية ضخمة، ترسخ ما يسمى إسرائيليا بـ”القدس الكبرى”، وتجعل إقامة عاصمة للدولة الفلسطينية في المدينة “مجرد حلم
يمن مونيتور/القدس/الاناضول
ما إن غادرت إدارة الرئيس لأمريكي باراك أوباما، البيت الأبيض حتى بدأت الحكومة الإسرائيلية بنفض الغبار عن مشاريع استيطانية ضخمة، ترسخ ما يسمى إسرائيليا بـ”القدس الكبرى”، وتجعل إقامة عاصمة للدولة الفلسطينية في المدينة “مجرد حلم”.
وحاولت الحكومة الإسرائيلية على مدى سنوات تنفيذ 9 مشاريع استيطانية كبرى في المدينة، غير أن إدارة أوباما تصدت لها، وانتقدتها في السر والعلن.
غير أن وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والتزامه الصمت إزاء مشاريع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، بعد إحاطة نفسه بمستشارين مؤيدين للاستيطان، أحيا آمال اليمين الإسرائيلي بتنفيذ هذه المشاريع.
وقالت منظمة “عير عاميم” (الترجمة بالعربية: مدينة الشعوب) الحقوقية الإسرائيلية، في ورقة موقف، وصلت نسخة منها لوكالة الأناضول:” إحدى النتائج المتوقعة للمواقف الصادرة عن البيت الأبيض بإدارة الرئيس ترامب بشأن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني هي تخفيف زمام القيود التي منعت إلى حد ما الدفع الجامح لمشاريع البناء في القدس”.
وأضافت:” بهذه الروحية فقد أعلن رئيس الوزراء نتنياهو، أنه يعتزم إزالة القيود على دفع مشاريع البناء في المدينة”.
ويتفق الفلسطينيون مع ما ذهبت اليه المنظمة الإسرائيلية المعنية بشؤون القدس من تقدير بشأن إدارة ترامب.
وقال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في ورقة موقف وصلت نسخة منها لوكالة الأناضول:” الرئيس الأمريكي هدد بنقل سفارة بلاده إلى القدس، وعيّن أكثر من مسؤول بمن فيهم سفير أمريكا في إسرائيل ومبعوث لعملية السلام وآخرين يؤيدون الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، ويرفضون مبدأ الدولتين على حدود 1967″.
وأشار إلى أن ترامب عيّن المستوطن ديفيد فريدمان سفيراً لأمريكا في إسرائيل، ويصر على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ويرفض اعتبار الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي غير شرعي، بالإضافة رفضه لقرار مجلس الأمن (2334)، ورفضه المطلق لبيان مؤتمر باريس.
وقال:” إن إدارة الرئيس ترامب قد تغير مواقف الادارات الأمريكية المتعاقبة منذ عام 1967 والتي رفضت قرار إسرائيل بضم القدس الشرقية، واعتبرت الاستيطان غير شرعي ومخالف للقانون الدولي، وأكدت على خيار الدولتين على حدود 1967″.
واستعرضت “عير عاميم” قائمة من 9 مشاريع قالت إنها توقفت لعدة سنوات.
وأضافت:” إعلان نتنياهو يشير إلى إعطاء الضوء الأخضر للمضي قدما في هذه المخططات التي من المرجح أن يكون لها تأثير مدمر على إمكانية إقامة عاصمة فلسطينية مستقبلا في القدس وعلى الحفاظ على التواصل الجغرافي بين القدس والضفة الغربية”.
وتابعت:” لذا فإن دفع هذه المشاريع سيشكل تهديدا خطيرا للتوصل إلى حل الدولتين”.
وشملت المشاريع التي حددتها “عير عاميم” التالي:
1-جفعات همتوس “أ”: وهي خطة لإقامة مستوطنة جديدة في داخل القدس ستكون الأولى منذ إقامة مستوطنة “هار حوماه” في العام 1997.
تتضمن الخطة إقامة 2600 وحدة استيطانية ومن شأن إقامتها إلى الشرق من حي بيت صفافا (جنوبي القدس) واستكمال حزام بناء إسرائيلي يمتد من “هار حوماه” إلى “جفعات همتوس” إلى “غيلو” جنوبي القدس الشرقية، بما يعزلها عن بيت لحم وجنوبي الضفة الغربية.
وسيكون من شأن بناء هذه المستوطنة إحاطة حي بيت صفافا الفلسطيني بالمستوطنات الإسرائيلية من جميع جهاتها.
2-مشروع (E1): يتضمن المشروع الربط ما بين “معاليه ادوميم” (شرق القدس) وبين القدس من خلال ما لا يقل عن 3700 وحدة استيطانية و2100 غرفة فندقية على أرض تمتد على مسافة 2185 دونما.
وسيكون من شأن بناء مشروع (E1) إيجاد تواصل جغرافي إسرائيل من القدس الشرقية إلى مستوطنة “معاليه ادوميم” وهو ما سيفصل بين شمالي وجنوبي الضفة الغربية وعزل القدس عن الضفة الغربية من ناحية الشرق.
3-جفعات همتوس “د”: من المزمع تنفيذ هذا المشروع إلى جانب جفعات همتوس”أ” من ناحية الشرق ويشمل بناء 1100 غرفة فندقية من الممكن تحويلها إلى شقق سكنية.
4-هار حوماه “غرب”: وهو مخطط لتوسيع مستوطنة “هار حوماه”، المقامة على أراضي جبل ابو غنيم جنوبي القدس، باتجاه الشمال الغربي لترتبط مع مستوطنة جفعات همتوس بما يؤدي إلى عزل القدس الشرقية عن جنوبي الضفة الغربية.
وقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية مطلع العام 2015 عن نيتها تقديم مخطط يشمل 1500 وحدة استيطانية.
5-كدمات صهيون: هو مشروع بادرت إليه البلدية الإسرائيلية في القدس لإقامة 230 وحدة استيطانية بالقرب من جدار الفصل الذي أقامته إسرائيل منذ سنوات بين حي رأس العامود في القدس الشرقية وبلدة أبو ديس في محافظة القدس.
6-باب الساهرة: وهو مشروع بادرت اليه وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية على أرض مساحتها 3 دونمات في داخل الحي الإسلامي في البلدة القديمة في القدس بالقرب من باب الساهرة.
ويتضمن المشروع إقامة 21 وحدة سكنية استيطانية وكنيس ومبان عامة.
7-رامات شلومو: وهو مشروع لإقامة 500 وحدة سكنية استيطانية توسع مستوطنة “رامات شلومو” باتجاه الشمال ناحية بلدة بيت حنينا (شمالي القدس الشرقية).
8-غيلو جنوب غرب: وهو مشروع لإقامة 2100 وحدة سكنية استيطانية ستوسع مستوطنة “غيلو” (جنوبي القدس)، باتجاه مدينة بيت جالا (جنوبي الضفة الغربية).
9-حي استيطاني للمتدينين في عطاروت (شمالي القدس): وهو مشروع قالت البلدية الإسرائيلية في القدس أكثر من مرة إنها تنوي دفعه لإقامة الآلاف الوحدات السكنية الاستيطانية في المنطقة شمالي بيت حنينا (شمالي القدس).
وسيكون من شأن تنفيذ هذا المشروع أن يشكّل “إسفين” إسرائيلي بين بيت حنينا وشعفاط وبين القرى الفلسطيني في شمالي القدس.
ويقول الفلسطينيون إنهم يريدون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
وبدورها أعلنت إسرائيل ضم القدس الشرقية بعيد احتلالها في العام 1967 وتعتبرها عاصمتها الأبدية.
وحتى وصول ترامب إلى البيت الأبيض، كانت الإدارة الأمريكية تعتبر الضم الإسرائيلي للقدس الشرقية غير شرعي.