غير مصنففنون

شاب يمني يطوع قوانين الجاذبية لصالح الفن

يمتلك الشاب اليمني عبدالرحمن الشعبي موهبة فريدة جعلته محط إعجاب الكثير من الذين يتابعون عروضه الممتعة في فن التوازن وتطويع قوانين الجاذبية من خلال قدرته على وضع الأشياء فوق بعضها بطريقة تبدو فوضوية ولكنها غاية في الدقة والإبداع.

يمن مونيتور/العرب اللندنية
يمتلك الشاب اليمني عبدالرحمن الشعبي موهبة فريدة جعلته محط إعجاب الكثير من الذين يتابعون عروضه الممتعة في فن التوازن وتطويع قوانين الجاذبية من خلال قدرته على وضع الأشياء فوق بعضها بطريقة تبدو فوضوية ولكنها غاية في الدقة والإبداع. ويقول عبدالرحمن لـ”العرب” إن علاقته بفن التوازن بدأت قبل ثلاث سنوات وبالصدفة عندما كان في إحدى ضواحي صنعاء ففكر بوضع الأحجار غير المستوية فوق بعضها البعض بطريقة متوازنة.
ويضيف “تذكرت أحد الأفلام التي شاهدتها في صغري وكانت إحدى لقطات الفيلم تعرض مشهد الأحجار مرتبة فوق بعضها البعض بشكل يجذب الأنظار وقلت لماذا لا أحاكي المشهد بهذه الأحجار؟ وقمت بعمل شكل يشبه ما رأيته في الفيلم والتقطت له بعض الصور وجعلتها خلفية لشاشة الكمبيوتر، بعد أن شعرت بسعادة بالغة بهذا الإنجاز”. ونمت تجربة عبدالرحمن التي بدأت ذات يوم بالصدفة واستطاع أن يتخطى العديد من التحديات التي وضعها لنفسه، حتى تمكن في نهاية المطاف من وضع 12 حجرا فوق بعضها البعض وفي نقاط توازن غاية في الدقة لا تتجاوز 2 مليمتر، كما بدأ بتجربة فن التوازن على أشياء أخرى غير الأحجار مثل موازنة بيضة على رأس القلم بنقطة ارتكاز لا تتجاوز مليمترا.
وتستقطب أعمال الشعبي الكثير من المعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا فيسبوك الذي قال إنه حول صفحته الخاصة فيه إلى منصة لعرض أعماله بشكل دوري. وعلى الرغم من نجاحه في تنمية موهبته وإنجاز العديد من تجارب التوازن المعقدة، إلا أنه يقول لـ”العرب” إنه “مازال يطمح إلى تحقيق أمور أخرى أكثر تعقيدا من خلال التعمق أكثر في هذا الفن الذي له أسراره الخاصة”.
ويعتبر الشعبي أن فن التوازن، إضافة إلى كونه فنا يقدم في العديد من دول العالم بهدف امتاع المشاهدين، يتضمن دلالات علمية وخصوصا في مجال علم السكون في الفيزياء وفي مجال الهندسة المدنية، حيث يمكن أن تستوحى منه بعض الأفكار غير التقليدية وتطبيقها في تشييد مبان كبيرة. ويحتاج عبدالرحمن الذي يرغب في مواصلة دراسته والتخصص في مجال الهندسة، إلى الهدوء والتركيز قبل الشروع في ترتيب الأحجار أو الأجسام الأخرى مثل العملات المعدنية أو أعواد الكبريت والأثاث والكؤوس، فوق بعضها البعض، حيث يستطيع تحديد أماكن التوازن عن طريق اكتشاف مركز الثقل الموجود في الأجسام المستخدمة بعد إيجاد شيء يشبه الحامل الثلاثي لتستند إليه، ثم يقوم بترتيبها بأشكال تبدو مستحيلة، في شكل يتحدى قوة الجاذبية الأرضية.
وعلى صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتويتر وفيسبوك يشارك عبدالرحمن متابعيه صورا وفيديوهات تصور أعماله الفنية المذهلة ويحظى بتشجيعات وإشادة كبيرة. وتعليقا على صورة نشرها على صفحته على فيسبوك وتوثق لحظة موازنة آلة الغيتار فوق طاولة صغيرة بطريقة مذهلة كتب عبدالرحمن تعليقا على العمل الفني جاء فيه “كنت أظن أن العزف به (الغيتار) سهل. حاولت وحاولت، فما نفع، فوازنته”.
ويحتاج الشاب اليمني البالغ من العمر 19 عاما، عدة أيام من أجل اختيار الأحجار كما يمكث ساعات طويلة لإنجاز رصة منها بشكل متوازن، ويوضح أن “فن التوازن يحتاج إلى الكثير من الصبر حيث يعتمد بشكل كبير على التحكم في الأعصاب”. وشارك عبدالرحمن في عدة فعاليات ومهرجانات في اليمن مثل الكرنفال الفني الجماهيري “كلنا اليمن” وفعالية “ريشة تحاكي السلام” ويأمل حاليا في المشاركة في معارض عربية ودولية. ولا يحتوي “فن موازنة الأحجار” الذي يتقنه عدد قليل من الموهوبين في العالم، على أي خدع بصرية أو حيل، ويعتبر فنا من الفنون الحديثة وظهر قبل 14 سنة تقريبا. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى