في ارتداد شبه تاريخي تحمله الأسماء وارتداد أخلاقي تحمله النفوس الضعيفة تأخذنا ثنائية بن غزوان وأبو العباس في تعز وكأننا في صراع في ارتداد شبه تاريخي تحمله الأسماء وارتداد أخلاقي تحمله النفوس الضعيفة تأخذنا ثنائية بن غزوان وأبو العباس في تعز وكأننا في صراع درامي مأهول بأسباب حقيقية وظروف لم تفرد إلا له، ويطفو على السطح ليقول شيئا واحدا هؤلاء هم المقاومون وهذه نوعياتهم وهذه تصرفاتهم حينما تمنحهم الظروف الفرصة، وفي الحقيقة هذا ما أراده كاتب الحبكة ليصل إلى البؤرة المرجوة وإن لم تصل إلى عقدة الأحداث؛ كونها قابلة للتفكك الحدثي تلقائيا.
إنهم يدفعون بدفة الأحداث إلى الواجهة في الوقت الذي يريدون، وليست تلك مشكلة أمام عصابات تمتلك المال والحقد الكافي لاستثماره، وأمام بقايا نظام لا زال ينخر في تلافيف الجسد، ولكن المشكلة تكمن في القدرة على امتلاك حواسنا وتوجيه بوصلاتنا إليها وشغلنا بها والحصول على ردة فعل هي جوهر المطلوب، وفي الوقت ذاته التسويق السلبي إلى العالم عن طبيعة المقاومة وعن أسطورة الصمود تعز، ولا بأس في خضم هذا التحريك المشبوه من ذر الرماد على العيون عما يحاك في الكواليس، او تأخير عجلة النصر التي قدر لها في الآونة الأخيرة أن تمشي وإن كانت تمشي الهوينا.
ولأننا صدعنا العالم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) فإن إدارتنا لمثل هذه الغوغائيات لم تكن عند مستوى منطوق هذا النص النبوي ابتداء من الشخصيات التي حملت على أكتافها تنفيذ مشروع التقسيم والشقاق في تعز وانتهاء برأس الدولة وهي يكلف بإنهاء المشكلة بأسلوب اختيار يأخذ المشكلة إلى أبعاد أخرى ولا يحلها، وكأنه كان ينقصنا في هذا الظرف أن ندخل في أنفاق مظلمة جديدة؛ فهي لا تبعد عنا صفة الحكمة بل تجعلنا سذجا لا نفقه، وعميا لا نرى، وقليلي الخبرة.
ولا مشكلة في الاختلاف حتى وإن كان على فوهة بركان، وإن كان كذلك في صفوف المقاتلين الذين يؤمل عليهم شعب أن يخرجوه من محنته، ووطن ينتظر الفكاك؛ فقد وقع الاختلاف بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم غير أن المخيف هو ما تكشف عنه هذه الاختلافات من أجندات تحملها هذه الأطراف وغايات قد تقلب المعادلة لصالح الجهود الكهنوتية التي تتأبط شرا بالمقاومة وتعزف آمالا على أوتار النكوص.