من يعرف نوعية الصابون الذي تتم به غسيل الأموال؟ كلما سمعت عن المال المغسول يؤرقني هذا السؤال، أتخيل شكل الفقاقيع بألوان قزحية تكبر فوق الأوراق النقدية ثم تنفجر. من يعرف نوعية الصابون الذي تتم به غسيل الأموال؟ كلما سمعت عن المال المغسول يؤرقني هذا السؤال، أتخيل شكل الفقاقيع بألوان قزحية تكبر فوق الأوراق النقدية ثم تنفجر.
المال الوسخ بحاجة إلى تنظيف؛ الماء يمزق الأوراق العادية، لكن الأوراق النقدية ينقذها من الهلكة. ورقة نقدية فئة خمسون ريالًا، تصلح لتكون اقتضابَا لحقبة بلد في قبضة الطاغية الجشع، رثاثتها تقول ذلك. رفضها البقالون، كنت أنقلها من جيب إلى جيب، عندما نسيتها في جيب البنطلون وغسلته أمي، كنت كمن فقد زاده في قفر، البلاد قفرًا، اخضًرَّت فجأة يدي، الخمسون البالية كانت جديدة، الأغرب أنه صار لها صوت خشخشة يغري الباعة لسرقتها من الجيب!
ليبقى هذا السر مكتومًا..
هذه المقدمة مدونة في نوتة الذكريات..
أبناء الرئيس لا ذكريات لهم، جرائمهم تقودك إلى ماضيك الضاحك، التسلية مهمة لمغالبة الظرف العصيب.
خالد، الابن الصغير للرئيس المخلوع علي صالح، قام بغسيل 84 مليون دولار في أربعة أسابيع، حوالات مشبوهة وتبييض أموال، والده وشقيقه الأكبر أحمد، يقفان في الخلف، هكذا تؤكد لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن.
في المجالس، وهذا المتن من الذكريات، كان طالب الاقتصاد يتحدث بمصطلحات اقتصادية غير مفهومة، يفعل ذلك لغرض صناعة الوعي الذي يعارض نظام صالح، كان يقول إن علي صالح يعمل على تبييض الأموال وغسيلها، الوعي صفرَا والواقع مسخرة يجعل المصطلحات تذوي إلى تحت الصفر، أحد المؤتمريين المحبين لصالح كان يدافع: احمدوا الله انو يصبن لكم البيس!
كان صالح هو المخول باستيراد الصابون، صابون النقود. ولأن الاقتصادي مبتلى بالسكر وارتفاع الضغط في الغالب، كان طالب الاقتصاد يغضب من السخرة ويعم الناس بلعنة الجهل. فيما بعد، عرفنا أن الأموال المشبوهة ولإضفاء عليها ختم الـ”حلال”، تمر عبر دوائر مصممة بدقة لهذا الغرض، قد تكون جمعيات خيرية مثل جمعية الصالح، أو بناء جامع كبير على أرض منهوبة، كما فعل “الزعيم” نفسه.
الشيء الذي لم يدخل في نوتة الذكريات، الولد الصغير لعلي صالح.
حتمًا ستتذمر حين تلقى مصيرًا يُدمغ مستقبلك بوصم الإجرام. قدم الصغير “خالد” اسمه في مسيرة والده الماجدة، وعلى طريقة والده في الكفاح، تم إدخاله إلى مجلس الأمن. لقد قام، وبأربعة أسابيع فقط، بغسل أربعة وثمانين مليون دولار فقط، فيما اليمنيون عاشوا ستة أشهر بنصف راتب وبأوراق رثة بحاجة إلى غسيل، أوراق ممزقة تفوح منها رائحة الورس الأصفر والأيادي المعروقة، البارود القاسي ودم الضحايا، عفونة الخرافة وعطن الجثث.
عندما كنا صغارًا كانت الضجة تسكت بحبة مليم، هذه ذكريات الشعب بالطبع.
ومدهش المسقوع واحد من الشعب، يسأل: سعما هي التبسي حق غسيل البيس؟
وترجمة المعنى: ما هو حجم صحن غسيل أموال علي عبدالله صالح؟
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.