في موفنبيك _المحاولة الباهتة لرتق الشرج الذي انتثرت منه الحوثية بكل قبحها_ طالبت جماعة الحوثي كمكون باسم أبناء صعدة تقديم اعتذار من الدولة لهذه الجماعة الشيطانية كممثلة لمظلومية صعدة .. في موفنبيك _المحاولة الباهتة لرتق الشرج الذي انتثرت منه الحوثية بكل قبحها_ طالبت جماعة الحوثي كمكون باسم أبناء صعدة تقديم اعتذار من الدولة لهذه الجماعة الشيطانية كممثلة لمظلومية صعدة ..
يومها هطلت دموع الناشطات والناشطين تعاطفا مع هذا الموقف المؤثر، وتسارعت نبضات قلوب الشعب اليمني لشعورهم بقسوة الدولة خلال ست حروب كان فيها “الزعيم” يلعب بالبيضة والحجر، ليوازن بين قوتين كلتيهما تخيفه..
للأسف كان هذا هو التفكير الغالب أو المسيطر على غالبية الشعب اليمني .
إن الحوثيين هم صعدة، وأن صعدة هي الحوثي .
كثيرون لم يكونوا يعرفون ما هي الحوثية؟ وماذا فعلت خلال اثنى عشرة سنة في صعدة؟
الجرائم الفكرية لخطب حسين الحوثي لا تقل بشاعة وانتهاكا للعقول عن جرائم اغتصاب المزارع والأراضي وقتل كل من يفكر أو حتى يصل بقرابة لمن يفكر بمعارضة هذه الجماعة الفاشية .
عزل صعدة كمستوطنة لنمو السرطان لم يكن بمباركة أبنائها كما يخيل إلينا نحن الذين لا نعرف تضاريس قرى ولدنا فيها، أبناء صعدة عانوا كثيراً فيما نحن بانتظار دورنا .
لقد عاثت الحوثية فسادا لا يصدق داخل مدينة مطوقة بجهلنا بما يحدث هناك، مطوقة بست حروب صبت كالحمم على رؤوس الأبرياء والمجرمين على حد سواء .
وما حدث بعد دماج ليس سوى بداية العقاب .
الاعتذار المؤثر الذي كان اعترافا بشرعية جماعة مسلحة والذي طالبت به لا يثير السخرية فقط بل ويستجلب اللعنة على كل من اعتذر لها!
الآن على الشعب اليمني كله أن يقدم اعتذاراً لأبناء صعدة وليس لأقلية الحوثيين، وهو يقدمه كل يوم منذ عامين، ولكنه اعتذاراً معمداً بالدم والخزي، كون صعدة تركت كأبن تنكر له أهله وصار منبوذاً عن الرعاية لتستعبده جماعة محتلة .
إذا كان نظام صالح الفاسد قد حرص على شيطنة مأرب وقبائلها العظيمة، فإنه قد باع صعدة وأبنائها للشيطان، لقد سلمهم كراع ومسؤول عن رعيته وصاحب دولة لقمة سائغة لانتهاكات الحوثي من أول نقطة تفتيش وضعت ومنذ أول انتهاك صارخ لمفهوم الدولة .
وما الحروب الستة إلا وزر آخر في حق صعدة نفسها؛ فقد كانت سبباً جزئيا لقناعة بعض أبنائها بعدم عدالة الدولة معهم وانخراطهم لصف الحوثية.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.