«متنا من الجوع ولم تمت أميركا».. هذه العبارة مكتوبة في أحد جدران شوارع العاصمة صنعاء، لا أحد يعرف اسم كاتبها، لكنه شخص حقيقي يعبر عن حاله وسكان العاصمة المنكوبة من كابوس انقلاب الحوثي.
«متنا من الجوع ولم تمت أميركا».. هذه العبارة مكتوبة في أحد جدران شوارع العاصمة صنعاء، لا أحد يعرف اسم كاتبها، لكنه شخص حقيقي يعبر عن حاله وسكان العاصمة المنكوبة من كابوس انقلاب الحوثي.
تلخص العبارة حال المتضورين جوعاً ممن كانوا قبل الانقلاب وما نتج عنه من تداعيات سلبية يعيشون بحال جيدة، وأصبحوا اليوم يعانون من عسرين لا يجتمعان، هما الجوع والخوف.
أما الجوع فهو لا يقتصر على سكان صنعاء، وإنما يتعداهم إلى 18 مليون شخص من سكان البلاد البالغ عددهم حوالي 27 مليون نسمة، بحاجة إلى التأمين الغذائي، بحسب أحدث تقرير للأمم المتحدة.
التقرير الأممي رسم صورة قاتمة للأوضاع الإنسانية والصحية في اليمن، بل وأكثر سوداوية للمستقبل القريب ما لم يكن هناك حل سياسي قريب، وهذا ما ليس ممكناً في ظل المؤشرات الحالية على كافة المستويات.
بلغة الأرقام، ارتفع عدد العاطلين عن العمل إلى 8 ملايين شخص، ويعاني أكثر من 14 مليون يمني من الحصول على مياه شرب سليمة، ويحتاج نحو سبعة ملايين طفل يمني للرعاية الصحية، ويدخل ضمن سوء التغذية حوالي 2 مليون طفل، بينهم 462 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
بعد هذه الصورة السوداء، تكون رسالة الجدران أكثر وضوحاً وقوة في مواجهة زيف وكذب الحوثيين الذين يحاربون اليمنيين منذ عامين وينهبون موارد الدولة ويوقفون رواتب الموظفين باسم محاربة أميركا، وعلاقتهم معها سمن على عسل، ولم يمسوا أحداً من مواطنيها بأذى حتى من خطفوهم أطلقوا سراحهم وأبقوا على اليمنيين.
صنعاء أسيرة مثل سكانها، وكل من يفكر بالجهر بحقوقه المشروعة يواجه بالتخوين والاتهام بالعمالة، مروراً بالملاحقة والمطاردة والاختطاف، وانتهاء بالقتل إن تجرأ وخرج للشارع، عوضاً عن الفصل الوظيفي، وكل هذه الأساليب يتبعها الحوثيون لإرهاب من يحاول الخروج ضدهم.
لذلك ليس غريباً أو مفاجئاً أن تتصدر صنعاء قائمة المحافظات الأكثر تعرضاً للاختطافات في العام الماضي بـ 694 حالة اختطاف، بحسب تقرير التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان المعروف اختصاراً باسم «رصد».
في ظروف الخوف والقمع الشديد، تكون الجدران هي لسان حال الناس الذين يعبرون لها بكلماتهم عما يعانون ويريدون أن تجهر به، ولا تخشى الاختطاف أو الانتقام، على أنهم يختارون بعناية الجدران التي لا تلتصق بالمنازل كي لا يُعاقب أهلها بجريرة عبارة مكتوبة تنتقد سوء أحوالهم.
لسال حال سكان صنعاء اليوم ما قاله شاعر اليمن الراحل عبدالله البردوني:
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي؟
مليحة عاشقاها: السل والجربُ;
نقلا عن العرب القطرية