ليس هناك أي تأثيرات للجانب السياسي للشرعية على الجانب العسكري حتى يتحقق التقدم على الأرض أو الوقوف في المكان المحدد أو التراجع للخلف ليس هناك أي تأثيرات للجانب السياسي للشرعية على الجانب العسكري حتى يتحقق التقدم على الأرض أو الوقوف في المكان المحدد أو التراجع للخلف ، ولم تكن معركة تحرير اليمن من الانقلاب تمضي بالنفس الطويل، وإنما معركة التحرير تمر على مرحلتين ، الأولى: مرحلة الاستنزاف للانقلاب ويصاحبها في نفس الوقت مرحلة الإعداد القوي للجيش الوطني ، والمرحلة الثانية : مرحلة الحسم والتحريروالتي ستشهد تقدما سريعا على الأرض وعودة الدولة الشرعية لتبسط نفوذها على كل تراب اليمن.
كادت أن تبلغ مدة العام منذ تحرير فرضة نهم والمقاومة والجيش الوطني لا زالت حتى اليوم لم تصل نقيل بن غيلان، ولو كان هناك نملة لمشت خلال عام من هناك إلى صنعاء واتجهت ذمار ومرت بإب وتعز ووصلت عدن وخلعت ملابسها في الساحل الذهبي لتسبح في البحر، وهذا لا يعني أن الجيش الوطني عاجز عن التقدم نحو صنعاء رغم ما يملكه من قوة عسكرية وإسناد من طيران التحالف، ولكن الخطة العسكرية خصصت المكان الواقع بين فرضة نهم ونقيل بن غيلان لاستنزاف الانقلاب وإخراج قوته من ثكنات مدينة صنعاء ومخازنها ومعسكراتها والقضاء عليها في نهم.
أكثر من مدة عامين منذ تحرير عدن ولحج والعند ، وتعز حتى الآن لم تتحرر ، وكما هو معروف أن تحرير عدن والعند تم بطريقة سريعة، وهذا لا يعني أن دول التحالف والشرعية لا تريد تحرير تعز أو عاجزة عن تحريرها ، ولكن الخطة العسكرية اختارت محافظة تعز لكي تكون أكبر جبهة من جبهات الاستنزاف للانقلاب ، وبالفعل حققت جبهة تعز أكبر استنزاف حيث استزفت أكثر من سبعة آلاف قيادي حوثي لقوا حتفهم فيها ، بالإضافة إلى الآلاف الأخرى من العناصر المساندة للانقلاب التي نزلت تعز وعادت منها جثث هامدة.
هدفان رئيسيان لمرحلة الاستنزاف، الأول: استنزاف الموارد البشرية للانقلاب المتمثلة في الجيش الذي يقاتل واللجان الشعبية الحوثية.
والهدف الثاني: استزاف السلاح والعتاد العسكري الذي بحوزة الانقلاب من خلال إتلافه وإعطابه وتدميره واغتنامه ، ويتم ذلك عن طريق ضربات طيران دول التحالف وعن طريق مواجهة المقاومة والجيش الوطني، وأعتقد أنه إلى الآن تم استنزاف ثلثين من الموارد البشرية والعسكرية للانقلاب وتبقى ثلثا واحدا.
مرحلة الاستنزاف تحقق العديد من النتائج الايجابية ، أهمها القضاء على الخصم قضاءً تاماً، وجعل مرحلة الحسم والتحرير مرحلة سريعة، وتجعل الخصم غير قادر بعد إنجاز مرحلة التحرير على تنفيذ أي عمليات داخلية كالاغتيالات والتفجيرات والهجوم عن طريق العصابات المصغرة وإحداث زعزعة للامن والاستقرار وتعطيل وعرقلة أي مرفق من مرافق الدولة الشرعية والتأثير على سيرها، ولعل أهم ماتحققه مرحلة الاستنزاف هو جعل الخصم يستسلم وهو لازال في مدينة صنعاء ليجنبها أي دمار، أو تجعله يموت موت سريع فور الوصول إلى أبواب صنعاء وهذا الموت سيكون للأبد.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن، متى ستنتهي مرحلة الاستنزاف للانقلاب ، فإذا كادت المدة أن تبلغ العامين منذ انطلاق عاصفة الحزم ولم يتحقق الاستنزاف المطلوب للانقلاب حتى يستسلم ويرفع يديه مذعنا لأي صلح سياسي، فهل يعني ذلك أن هناك عام أو عامان أخريين حتى تتحرر اليمن تحرير كلي ، أليس المفروض ان لا تزيد مدة الحرب عن ثلاثة اعوام وان يكون نصف هذا العام 2017 هو آخر مرحلة الاستنزاف والنصف الآخر مرحلة التحرير والحسم، لكي تتم عملية الاستنزاف بشكل سريع يتوجب على الدولة الشرعية أن تقوم بفتح العديد من الجبهات وتجعلها ضعف ماهي عليه الآن فالجبهات الحالية لم تكن كافية، وأيضاً يجب عليها قطع كل طرق الامداد بالاسلحة للانقلاب التي تأتي إليهم عن طريق التهريب من إيران أو من أي دولة أخرى.