اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

هل تنجح محاولات “ولد الشيخ” في إنعاش الحل السلمي باليمن؟

يكثف المبعوث الأممي إلى اليمن جهوده بُغية إنعاش الحل السلمي في البلاد التي تشهد حرباً منذ نحو عامين. يمن مونيتور/ خاص/ من محمد الشبيري
يكثف المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، جهوده من جديد، بُغية إنعاش الحل السلمي في اليمن، بعد رفع مشاورات الكويت في أغسطس/ آب الماضي.
ويقلل مراقبون من أهمية تحركات ولد الشيخ الأخيرة ويستبعدون نجاحه في التوصل لأي حلول سلمية، بعد أن أصبح يفتقد لدعم الرباعية الذي اعتمد عليه سابقاً.
ويستند المراقبون في رؤيتهم هذه إلى أن الرجل ما يزال “يسوّق” لخطته السابقة التي رفضتها الحكومة الشرعية، ومن ورائها التحالف العربي، والتي اعتبروها “شرعنة للانقلاب وتقليل من شرعية الحكومة”؛ لذا فإن نجاحها يبدو صعيباً.   
وأمس الاثنين، التقى ولد الشيخ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في عاصمة البلاد المؤقتة معبراً عن “تطلعه إلى تحقيق السلام لمصلحة اليمن وحقن الدماء عبر التحضير لعمل اللجان التهدئة ومباشرة المهام الموكلة إليها”.
“ولد الشيخ” الذي بدأ ما يشبه التحضير لجولة رابعة من المشاورات، جدد التأكيد على “حرص” المجتمع الدولي على تحقيق السلام في اليمن وفقا والمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة ومنها القرار2216.
وظهر المبعوث الأممي في العاصمة الأردنية “عمّان”، اليوم الثلاثاء، خلال لقاء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في خطوة تمهد للتحضير لمشاروات يمنية قادمة، رغم نفي سابق أن تكون هناك نية لاطلاق مشاورات في الأردن، وإنما اجتماعات لجنة التهدئة لمراقبة وقف إطلاق النار.
الوزير الأردني أكد، خلال اللقاء، دعم بلاده لـ”الجهود المستهدفة حل الصراع وتحقيق السلام وفق المرجعيات الدولية، وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، بما يحقق أمن واستقرار اليمن ويضمن أمن دول الخليج العربي”.
وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة ولد الشيخ للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن أمس الاثنين، وتسليم خارطة طريق مُعدلة للرئيس اليمني، ومن المقرر أن يزور صنعاء للقاء وفد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق.
ويعتقد المحلل السياسي “ياسين التميمي”، أن “ولد الشيخ لن ينجح في مهمة فشل فيها وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته جون كيري”.
وأضاف في حديث لـ(يمن مونيتور)، أن “ولد الشيخ كما هو سلفه بنعمر عملا طيلة الفترة الماضية بضوء أخضر من عواصم القرار الكبرى منذ أن قررت هذه العواصم أخذ اليمن بعيدا عن خط الوفاق الوطني الذي استند إلى اجماع دولي وإقليمي غير مسبوق”.
ويتابع، “ولد الشيخ صاغ خطته الأخيرة المثيرة للجدل باملاء واضح من الوزير كيري، وهو اليوم يفتقد للدعم الذي حصل عليه في اجتماع الرباعية بلندن الذي انتقل بعده على الفور إلى صنعاء لعرض هذه الخطة  حتى قبل عرضها على الحكومة الشرعية”.
ويختم بالقول، إن “المبعوث الأممي غادر عدن في زيارته الأخيرة بالخطة المرفوضة نفسها من قبل الرئيس هادي وحكومته، ولهذا أرى أن مساعي ولد الشيخ دخلت في مأزق حقيقي، ما لم تحدث ليونة في موقف الرياض قبل موقف عدن”.
وفشلت ثلاث جولات من المشاورات في جنيف وبيال والكويت في رأب الصدع وايقاف نزيف الحرب التي اندلعت منذ أكثر من عامين في اليمن على خلفية اجتياح الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح للعاصمة صنعاء وعدد من المدن منذ أواخر سبتمبر/ أيلول 2014.
وأدى هذا الوضع “الشاذ” إلى تدهور الأوضاع على كافة الصعد، ووفقاً لآخر احصائية أممية فإن حصيلة قتلى المدنيين وصلت إلى عشرة آلاف قتيل، إضافة إلى أربعين ألف مصاب، فضلاً عن أوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة توقف معها صرف رواتب الموظفين منذ أربعة أشهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى