مؤشرات الاستقرار في محافظات اليمن الجنوبية تنعش الاقتصاد (حصري)
رغم طول أمد الحرب، إلا أن علامات الاستقرار الأمني والثقة الاقتصادية تظهر بشكل واضح في المحافظات اليمنية الجنوبية. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
بالرغم من طول مدة الحرب في اليمن خاصةً في المحافظات الجبلية شمالاً والساحل الغربي للبلاد، إلا أن علامات الاستقرار الأمني والثقة الاقتصادية تظهر بشكل واضح في المحافظات اليمنية الجنوبية.
وظلت المحافظات الواقعة جنوبي البلاد والتي تم تحريرها من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في حالة من الانفلات الأمني الذي يتدهور من يوم إلى آخر، حتى 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حين عاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في إقامة مستمرة حتى اليوم ولحقته الحكومة اليمنية.
وأشاد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بالاستقرار الأمني في عدن خلال لقاءه هادي في عدن أمس الاثنين، وأكد الأخير استقرار المكلا عاصمة حضرموت بزيارة استمرت أيام في 25 ديسمبر/كانون الثاني بعد دحر تنظيم القاعدة منها قبل عدة أشهر في أغسطس/ آب.
مؤشرات أمنية
ومقارنة 17 يوماً الأولى من العام الجديد فإن الهجمات الإرهابية التي استهدفت مسؤولين في عدن تصل إلى “الصفر” مقارنة بأكثر من 10 هجمات خلال نفس الفترة العام الماضي 2016م، حسب إحصاءات لـ”يمن مونيتور”. أبرز تلك الهجمات: ” هجوم 17 يناير/ كانون الثاني 2016على منزل مدير أمن المدينة، العميد شلال علي شائع، وأسفر عن سقوط 20 قتيلاً وجريحاً، معظمهم من المدنيين. هجوم 13 يناير/ كانون الثاني 2016 قام به مسلحين مجهولين على قسم شرطة دار سعد، وأصيب عدد من الجنود بجراح.
وهجوم 10 يناير/ كانون الثاني عندما استهدف العقيد” علي صالح اليافعي” برصاص كاتم للصوت. 10 يناير/ كانون الثاني 2016 اغتال مجهولون عقيد المخابرات في أمن مطار عدن عبد الله الناخبي. 12 يناير/كانون الثاني 2016: اغتال مسلحون مجهولون أمين شايف ضابط أمن تحريات في مطار عدن الدولي. وهجوم 5 من يناير/كانون الثاني بسيارة مفخخة استهدف موكب محافظ عدن عيدروس الزبيدي ومدير الأمن شائع.
هجمات 3 يناير/كانون الثاني والتي استهدفت مبنى محافظة عدن والبوابة الرئيسية لميناء عدن الدولي في مديرية المعلا، وقتل عدد من المهاجمين إضافة إلى اثنين من جنود الأمن، كما قتل في نفس اليوم قائد الأمن في الضالع بزرع عبوة ناسفة في سيارته بعدن. وجاء الهجوم الثالث في نفس اليوم حين حاول مسلحون اقتحام مبنى الأمن في التواهي. وعلى إثر ذلك أعلنت الحكومة اليمنية فرض حالة الطوارئ في عدن. وأعلن مايطلق على نفسه “تنظيم الدولة” هذه العمليات.
وكان حدثٌ استعادة مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت في ابريل/ نيسان من قبضة تنظيم القاعدة، منعطفا هاما في مسار حرب دولية ضد الإرهاب، تبدو طويلة. وفي محافظة أبين، القريبة من العاصمة المؤقتة عدن قادت القوات الحكومية اليمنية المسنودة من التحالف في 14 أغسطس/ آب حملة لتحرير المحافظة ونجحت فيها، في وقت قالت مصادر إن التحالف استهدف التنظيم بما يزيد عن 28 غارة، وعدد غارات «الدرون الأمريكية» التي أمكن رصدها من قبل عسكريين بالمحافظة بين 13 إلى 17 غارة جوية.
وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأول شهد تطورات أمنية عززت من المخاوف الإقليمية والدولية بتحول الحوثيين لخطر يهدد سلامة الملاحة البحرية في مضيق «باب المندب» بالبحر الأحمر، وهو ما برز بجلاء عندما استهدف الحوثيون سفينة نقل مساعدات إنسانية إماراتية، وبعدها بأيام استهدف الحوثيون بصواريخ “نور” الإيرانية مدمرة عسكرية أميركية ثلاث مرات.
وبتأمين منطقة باب المندب بسيطرة القوات الحكومية على “ذوباب” مع بداية هذا العام يكون الممر الدولي آمناً.
وفي ديسمبر/ كانون الثاني أكملت الحكومة اليمنية تأمين سواحل بحر العرب، جنوبي البلاد، التي تمثل نقاط استراتيجية لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، وتنظيم القاعدة، ببسط نفوذها على ساحل محافظة شبوة.
مؤشرات اقتصادية
ويعطي تأمين سواحل محافظة شبوة شرقي البلاد، خطوة جديدة للحكومة لاستئناف تصدير النفط بعد تأمين الميناء النفطي وتحرير القطاعات النفطية في مأرب وشبوة.
ويظهر أن أبرز مؤشر لعودة الاستقرار إلى محافظات اليمن الجنوبية، قيام شركة جلينكور العملاقة العالمية، منتصف هذا الشهر بنقل 2ملايين برميل من النفط الخام اليمني من أحد الموانئ اليمنية الواقعة جنوبي البلاد للمرة الأولى بهذه الكمية منذ عامين.
يشير استمرار هذه الصادرات النفطية على الرغم من قلتها إلى أن هناك بعض الثقة في الاستقرار في محافظة حضرموت، حيث يعتقد بأن جلينكور قامت بنقل النفط من ميناء المكلا، إضافة إلى بقية المحافظات الجنوبية.
أعلنت الحكومة اليمنية في مايو/ آيار استعدادها لبدء تصدير النفط.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي بدأت أعمال الصيانة للمنشآت النفطية التي تضررت بفعل الحرب. فيما قال وكيل وزارة النفط والمعادن اليمني، شوقي المخلافي، هذا الأسبوع إن الوزارة تعمل حاليا لإعادة النشاط البترولي والمعدني، واستئناف التصدير من قطاعات «صافر وجنة هنت والعقلة» في مأرب، وشبوة شرقي البلاد.
وأعلن محافظ محافظة شبوة أحمد حامد لملس، امس الاثنين عن استكمال الدراسات الخاصة بإنشاء أول ميناء بحري بالمحافظة.
ودعا رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر المنظمات الدولية إلى فتح أبوابها، في عدن في مؤشر لعودة الاستقرار إلى المحافظة الجنوبية الرئيسية. كما دعت الحكومة شركات الطيران الدولية إلى بدء تسيير رحلاتها من وإلى المطارات الجنوبية مؤكدةً أنها أصبحت آمنة من أي احتمال لهجوم.
ويعّد صمود الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والحكومة في العاصمة المؤقتة عدن أبرز المؤشرات على استعادة الاستقرار في المحافظة والمحافظات المجاورة ما يبعث على الأمن وعودة الاقتصاد إلى طبيعته.