الشعور بالظلم جرح يكاد يقضي على بني الإنسان؛ بل قد قضى على معنوياته كثيراً هضمها في كثر من الأوقات والمواقف المأساوية خصوصا في بلدي الحزين..وهاهو لازال يفرد جناحيه محلقاً فوق رؤوسنا يلتقطنا فريسةً فريسة! الشعور بالظلم جرح يكاد يقضي على بني الإنسان؛ بل قد قضى على معنوياته كثيراً هضمها في كثر من الأوقات والمواقف المأساوية خصوصا في بلدي الحزين..وهاهو لازال يفرد جناحيه محلقاً فوق رؤوسنا يلتقطنا فريسةً فريسة!
كثيرون هم المكبوتون الذين يُكبدون ظلماً، ويُحملون مظالم لا طاقة لهم بها على مر الزمن؛ ولكن رقعة الظلم ازدات هذه الأيام.. أيام الحرب التي يقضيها أغلب الناس على استغلال الآخرين ، فيزاد الغني فيها غنى والفقير فقراً؛ بل قد يُؤخذ عليه ماتبقى لديه من مقومات الحياة ظلماً وعدوانا تحت مسميات يطلقونها شريفةً في مبناها، قبيحة في الواقع والهدف.
إننا نلاحظ الظلم يستشري في جسد المجتمع من يوم إلى آخر، نعيش فيه ونكتوي بناره ، فالظالمون لم يتركوا مجالاً إلاَّ دسوا أنفسهم فيه، ولم يتركوا جسداً إلا ونشبوا أظفارهم فيه.
ومستويات الظلم تتعدد بتعدد طبقات المجتمع، فنلاحظ ظلماً يتلقاه الأب من ابنه، وظلما يتلقاه الإبن ممن حوله، من الأسرة…من المجتمع الصغير حوله أوالكبير، أو ممن يدعون أنهم الدولة.
وثمة ظلم يتلقاه المار في الطريق؛ فكثيرون هم الذين لقوا منيتهم في سبيلهم دون علم بسبب لذلك.
وإلى جانب ماذكر، هناك ظلم يتلقاه الطلبة من معلميهم سواء على مستوى إلقاء الدروس لهم أو التجاهل عنهم وعدم الشعور بالمسؤولية، وظلم يشعر به المعلم ذاته من قبل من يكبروهم في الدرجة الوظيفية وقد يكون ذلك في نهب مستحقاتهم أو على الأقل نهب قسطاً منها وإيصالها بعد طول انتظارا ناقصة العدد.
والظلم الكبير الذي نجده هو الصادر من الآيادي التي تدعي العدل.. الآيادي الحاكمة؛ وخذ على سبيل المثال: الذين يقضون للناس في أمورهم ؛ فيقضون عليهم ظلما وعدوانا في عديد من المرات والسبب عدم وجود الوساطة أو القوة لدى هؤلاء المظلومين.
نحن نلاحظ كثيرا هذا الأمر سواء لدى الحكم بالسرقات اليومية، ولا يخفى على أحد هذا الحكم الذي يقتضي أن يدفع السارق نصف المبلغ، وأن يدفع الشخص المسروق النصف الثاني؛ لكأنهم يقسمون بينم قطعة حلوى.
وهناك الكثير من القصص التي تؤكد ازدياد الظلم في بلدي، كاستمرار اختطاف المواطنين من الطرقات أو من قرب منازلهم، وإخفائهم دون أي وجه قانوني أو سبب يعرف، والسبب عدم وجود العدالة والمساواة وغياب الدولة.
نسأل الله العافية لنا والوطن أجمع، والجميع بعيدا عن الظلم والظالمين.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.