تحركات “ولد الشيخ” يصعد احتدام المعارك في معظم جبهات القتال اليمنية
اشتدت المعارك مع وصول إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الدولي لليمن إلى العاصمة المؤقتة عدن، بالتزامن مع اقتراب القوات الحكومية من ميناء المخا الاستراتيجي، وتحقيق تقدم في صعدة معقل الحوثيين ونهم شرقي صنعاء، وفي الجوف، وبيحان في محافظة شبوة.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
اشتدت المعارك مع وصول إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الدولي لليمن إلى العاصمة المؤقتة عدن، بالتزامن مع اقتراب القوات الحكومية من ميناء المخا الاستراتيجي، وتحقيق تقدم في صعدة معقل الحوثيين ونهم شرقي صنعاء، وفي الجوف، وبيحان في محافظة شبوة.
وتقدمت القوات الحكومية في منطقة الساحل الغربي لمحافظة تعز، بعد معارك عنيفة ومستمرة ضد الحوثيين حيث تمكنت من السيطرة على منطقة الجديد، وبدأت معركة تحرير مدينة وميناء المخا الاستراتيجي في غرب تعز، مسنودة بقوات التحالف العربي، كما تمكنت من تحرير مناطق استراتيجية.
وذكرت مصادر ميدانية في معسكر العمري، أن الجيش تمكن من تحرير قرية المعقر القريبة من المخا، ولقي قائد الحوثيين في منطقة الربيعي، في غرب تعز، المكنى بـ«الراشدي»، مصرعه، بالإضافة إلى عشرات من عناصره، في غارة جوية لمقاتلات التحالف استهدفت تجمعهم بجوار مصنع الرنج في المنطقة. وقال مصدر عسكري ميداني إن قوات الجيش تقدمت إلى المخا بعد أن كانت حررت في وقت مبكّر الأحد جبل الخزان الاستراتيجي، وصارت على بعد (30كم) من الميناء الاستراتيجي.
وفي السابع من يناير/كانون الثاني بدأت معركة تحرير المناطق الغربية لمحافظة تعز والساحل الغربي لليمن، بإشراف مباشر من الرئيس عبدربه منصور هادي، ونائبه علي محسن الأحمر، وبإسناد من قوات التحالف العربي وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة ومحافظ تعز وقائد محور المحافظة، تمكنت خلالها القوات الحكومية من السيطرة على منطقة “ذوباب” الساحلية، ومعسكر العمري ومناطق ومواقع أخرى غربي المحافظة.
وواصلت قوات الجيش والمقاومة في محافظة الجوف شمالي البلاد العمليات العسكرية ضد الحوثيين في بلدة المتون، غرب المحافظة، وتمكنت من تحرير ما نسبته 95% من أراضي البلدة من الحوثيين، ولم يتبقَّ إلا معسكر حام الذي تتمركز فيه قوات الحوثيين والرئيس اليمني السابق.
وزادت حدة الاشتباكات في منطقة «ثومة» في بلدة “نهم” على خلفية تبادل الاتهامات بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق بشأن التهاون أمام تقدم الشرعية في جبهات المنطقة. وقال المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية بصنعاء في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن قوات الجيش والمقاومة سيطرت على جبل رشح وتلتي التوجيه وجروف وعشر تلال جبلية أخرى، في مديرية نهم ، بعد معارك مع الحوثيين، مشيرا إلى أن قوات الجيش تخوض معارك مستمرة مع الميليشيات في جبال حلبان”.
وفي صعدة، معقل الحوثيين، تقدمت القوات الحكومية وسيطرت على منطقة “مخنق صلة” والتباب المجاورة في محور البقع في بلدة “كتاف” الحدودية مع السعودية، كما استكملت تطهير “جبل صلة” الاستراتيجي، الذي تم تحريره قبل أيام من الألغام.
وتجددت الاشتباكات في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين في بلدة بيحان في محافظة شبوة شرقي البلاد. وقال مصدر عسكري: “إن وحدات من الجيش والمقاومة الشعبية شنت هجوما عنيفا على مواقع الحوثيين وقوات صالح في منطقة عكدة صوفه وبير بهجر كحلان غرب مديرية بيحان”.
وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية قد أطلقت في 27 من ديسمبر/كانون الأول الماضي عملية عسكرية واسعة لتحرير ما تبقى من مواقع تحت سيطرة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق بمحافظة شبوة – جنوب شرق اليمن.
وفي مسار السلام المتعثر في اليمن أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي وصل إلى عدن اليوم الاثنين، أنّ سلطنة عُمان تدعم مقترحات الأمم المتحدة، وفي تغريدة مقتضبة على صفحته الشخصية على “تويتر”، أوضح ولد الشيخ أنّ وزير الخارجية في سلطنة عُمان يوسف بن علوي، أكّد “دعمه لمقترحات الأمم المتحدة، ومتابعة الجهود مع الأطراف لإنهاء النزاع في اليمن”.
وتتناول المحادثات استئناف عملية السلام المتعثرة منذ مشاورات الكويت في أغسطس/آب الماضي، في رابع محطة من جولته الإقليمية الحالية.
وتأتي زيارة المبعوث الأممي إلى عدن في إطار جولة زار خلالها الرياض ومسقط والدوحة، ومن المقرر أن يزور أيضا صنعاء للتحدث مع مسؤولين في جماعة الحوثي وحزب الرئيس اليمني السابق.
ودعما لجهود الموفد الدولي، تلقى الرئيس اليمني اتصالا من وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الاوسط وشمال افريقيا توبياس الوود، الذي “أكد رغبة بلاده في احلال السلام وفق المرجعيات المتمثلة بالمبادرة الخليجية والياتها التنفيذية ومقررات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الامن 2216″، حسب ما نقلت وكالة الانباء الحكومية.
ويستمر إسماعيل ولد الشيخ أحمد في تحركاته الدبلوماسية العربية والدولية في إطار جهوده لإيجاد حل سلمي للأزمة في البلاد، قبل تقديم افادته إلى مجلس الأمن الدولي حول تطورات الملف في 25 يناير/كانون الثاني الجاري.
وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قدمت الأمم المتحدة مقترحاً يشمل سبعة عناصر رئيسية هي: خطوات أمنية متسلسلة تلزم الانسحاب. تعيينات الانتقال السياسي. استئناف المشاورات مع الأمم المتحدة بناء على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار وقرار مجلس الأمن 2216 والقرارات الأخرى ذات الصلة. انسحابات جديدة. توقيع الاتفاقية. مؤتمر المانحين. تبدأ حكومة وحدة وطنية حوارا سياسيا من أجل وضع اللمسات الأخيرة لإنهاء خارطة طريق بالانتخابات ومسودة الدستور. ووافق عليها اجتماع الرباعية الدولية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، واشترطت التنازل على الصلاحيات الرئاسية-كان قد تقدم بها ولد الشيخ في نوفمبر/تشرين الثاني ورفضتها الحكومة اليمنية- حتى البدء بتنفيذ الأطراف كل الالتزامات عليها.
وشهدت اليمن منذ بدء الحرب ثلاث جولات من المفاوضات بين طرفي النزاع، في مدينتي جنيف وبيال بسويسرا، وفي دولة الكويت، غير أنها فشلت في التوصل إلى حل للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ قرابة عامين.