كتابات خاصة

محاصرة نشاط إيران في اليمن

ياسين التميمي

لا يوجد في هذا العالم من هو أكثر وقاحة من النظام الإيراني، هذا النظام الذي غرسه في بلد كبير مثل إيران، الملالي المسكونون بالحقد الطائفي وبالثأر التاريخي، ليحولوه للأسف، إلى مصدر لتغذية الفوضى والحروب والنزاعات الطائفية. لا يوجد في هذا العالم من هو أكثر وقاحة من النظام الإيراني، هذا النظام الذي غرسه في بلد كبير مثل إيران، الملالي المسكونون بالحقد الطائفي وبالثأر التاريخي، ليحولوه للأسف، إلى مصدر لتغذية الفوضى والحروب والنزاعات الطائفية.
إيران تبدو اليوم هدفاً لتحرك دولي تقوده بريطانيا، يسعى إلى حصار الدور الإيراني في اليمن على وجه الخصوص، في تحول يبدو أنه بات راسخاً في مزاج المجتمع الدولي فيما توشك إدارة أوباما على الرحيل.
الوقائع تثبت إلى أي مدى تورط النظام الإيراني في إيذاء اليمنيين وفي إطالة أمد الحرب في هذا البلد، وإغراقه في الفوضى، عبر الاستمرار في دعم “الحوثيين” ذراعه الطائفي، والاستعراض الوقح لهذا الدور الذي ينتهك كل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية والقواعد المعتبرة في العلاقات الدولية.
أحد أحدث الأدلة هي شحنة الأسلحة التي ضبطتها البحرية الأسترالية المرابطة في خليج عدن، على متن سفينة تهريب إيرانية، تضم أكثر من الفي نوع من الأسلحة قبل أن تصل إلى هدفها النهائي.
هناك العشرات من هذه الشحنات التي تمكنت من الوصول إلى الحوثيين طيلة الفترة الماضية، لكن يبدو أن التحول في المزاج الدولي تجاه إيران، هو الذي يفسر كيف ولماذا باتت إيران تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى، من زاوية تهديدها الخطير لأمن المنطقة، ودورها السيء في الأزمة اليمنية.
من المقرر أن يناقش مجلس الأمن الدولي تقريراً سرياً أعده الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، عن قيام إيران بخرق الحظر على السلاح، وإرساله الى مليشيا الحوثي في اليمن، و”حزب الله” في لبنان.
في الواقع لا يندرج النشاط الإيراني في إثارة الفوضى الطائفية سرياً،  بكل ما يستتبع هذا النشاط من تورط مادي مباشر في التسليح، فطهران تتباهى بدعم أذرعتها، وتتباها بما تقدمه من دعم لنظام بشار الأسد، وبدورها في هدم المدن السورية وتشريد الملايين من أهلها في أصقاع العالم.
علي خامنئ نفسه اعتبر أن وجود قواته في سورية منع اندلاع القتال في الأراضي الإيرانية، وحينما تمكن الحوثيون من إسقاط صنعاء في 21 سبتمبر 2014 بدعم من الجيش الموالي للمخلوع صالح اعتبر النظام الإيراني أن عاصمة عربية رابعة وقعت تحت النفوذ الإيراني.
لا أضيف جديداً إذا قلت إن أحد الدوافع الرئيسية لتدخل التحالف العربي عسكرياً في اليمن هو الخطر الإيراني المحتمل على الدول المجاورة لليمن، وعلى الأمن الإقليمي بشكل عام.
لكن علينا منذ اليوم أن نعي بأن نظرة المجتمع الدولي إلى اليمن ستتأثر إلى حد كبير بالدور الإيراني السيء، التوجه الجديد الذي تدعمه بريطانيا، بات اليوم يستهدف الدور الإيراني، أكثر من تركيزه على الأخطاء الجانبية لطيران التحالف، التي استغرقت اهتمام الإعلام الغربي، بفعل تأثير منظمات غربية عمدت إلى تشويه مهمة التحالف في اليمن، وكادت أن تحول العملية السياسية المدعومة دولياً إلى نوع من المكافآت غير المستحقة للحوثيين.
ليست الأسلحة وحدها من يشكل أحد مظاهر الخطر الذي تشكله إيران على أمن اليمن واستقراره وعلى أمن واستقرار المنطقة، ولكن أيضاً هذا الكيان الحوثي الموتور بالطائفية المستجلبة من إيران، والذي سيظل مصدر تهديد حقيقي لليمنيين إلى أن يتم اجتثاثه عبر تقويض الأرضية المادية التي يقف عليها، من أسلحة وبنى اقتصادية، والتجريم الدستوري لنشاطها الطائفي في اليمن.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى