ازجرينا؛ فنحن لسنا أهلٌ أن نفيكِ حقوقكِ.. أن نصون كرامةً لك تمليكها.. أن نخوض غمار موتٍ في سبيل بقائكِ، وأن نوظّف فيكِ عقلاً صانعاً في الناس عقلا. أخبرينا أيتها الأرض الغالية، ما الذي يمكن فعله، أوما الذي يمكن أن نقوم به لنصل إلى الحد الذي نكونُ فيه أبناؤك نسباً وفعلا.
ازجرينا؛ فنحن لسنا أهلٌ أن نفيكِ حقوقكِ.. أن نصون كرامةً لك تمليكها.. أن نخوض غمار موتٍ في سبيل بقائكِ، وأن نوظّف فيكِ عقلاً صانعاً في الناس عقلا.
علمينا كيف نسمو بأنفسنا على الدناءات التي غزت مساحة كبيرة من أهداف الكثير منا، وكيف نسمو بكِ على أنفسنا ونفضُلكِ عليها وعلى المصالح التي غدت فينا الأبُ والأم والأولاد، وعلمينا الوفاء لك يا بلادي وأن نكون من العاشقين لك، وأن نغدو نصنعُ الأسباب للفوز برضاك في كل حين.
إننا حاليا نغرق حباً ليس فيك، وأصبح منا قادة قادرون أن يبطشوا بما يريدون دون أن يفكروا فيك، رغم أنف العالمين.. أنتِ لستِ إلاّ وسيلةً لنا كي نصل إلى المقصد السامي والمرام الجديد.
سيدتي اليمن، أعتذر كثيراً إن كنتُ قد أسأتُ إليكِ، إلى مشاعركِ، أو تجاوزتُ الحد بحديثي معكِ أو أنَّني أتيتُ لكِ من منطلق آخر، وأنتِ تعهدين من يتخاطبُ معكِ أنه يتحدث بلسان العاشق المستهام الذي قد أبرى حُبكِ جسدهُ، وسيطرت على عقله وحواسه؛ فلم يعد قادرا على الكلام ووصف المشاعر تجاهك.
إنكِ تعهدين من المتحدث معكِ أن يكون بتلك اللغة البليغة المفعمة بالمجاز.. المليئة بالبديع المسبوكة من أول حرفٍ فيها إلى آخر حرف.
لا أُخَطّئُ مشاعرهم سيدتي؛ ولكني أردتُ أن أتحدثَ بلسان حال أولئك الذين تخالفُ أقوالهم أفعالهم فيك وفي حبك المزعوم لديهم.. علميهم كيف تكون مطابقة الأقوال للأفعال.
أخبريهم عن ماهية العشق وقواعده وكيف يسمو العشق وتنمو جذوره في قلوب المخلصين ثم سليهم عن تلك المشاعر الصادقة التي نمت منذ الصغر على صدقها وأراحت ضمائر حامليها أين همُ منها، وسليهم عمن عهدتِ وتعهدين من أولئك الذين أخلصوا لكِ حباً وليس من وسيلةٍ لديهم للافصاح بها أفعالاً أين همُ منهم!
أين همُ من الذين كفوكِ الشرَ لكنهم أثخنوكِ جراحاً لاتندمل وأفقدوكِ أشياء لاتعوض ومنحوك مايمنحه العدو لعدوه.
سيدتي أردتُ أن أُخبركِ بهذا وأنا أُدرك جيداً أنّكِ تعلمينه؛ لكنك تقفي منهم موقف الأم الحنونة الداعية لأبنائها.
نسأل الله لك العافية والثبات ولهم الهداية والصلاحً.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.