الغارديان: الربيع العربي يمكن أن يحدث مرة أخرى
علقت الغارديان في افتتاحيتها اليوم بأن هذا الشهر يناير/كانون الثاني يوافق مرور ست سنوات على بداية الربيع العربي، وما كانت فيه من أحداث متلاحقة انطلقت شرارتها من تونس وامتدت إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا، وكان من المفترض أن تكون نقطة تحول كبيرة في الشرق الأوسط. يمن مونيتور/ صنعاء/ متابعة:
علقت الغارديان في افتتاحيتها اليوم بأن هذا الشهر يناير/كانون الثاني يوافق مرور ست سنوات على بداية الربيع العربي، وما كانت فيه من أحداث متلاحقة انطلقت شرارتها من تونس وامتدت إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا، وكان من المفترض أن تكون نقطة تحول كبيرة في الشرق الأوسط.
ولكن بعد ست سنوات مرت كلمح البرق على تلك الأحلام التي صاحبت الربيع العربي انقلبت الأوضاع وأعادت ثورة مضادة في مصر استبداد العسكر الذي ظل جاثما على قلب شعبها على مدى ستة عقود، وتحولت ليبيا واليمن إلى أنقاض في حرب القوى الخارجية هي اللاعب الأساسي فيها، وهي على استعداد للقتال حتى فناء آخر مواطن عربي، أما سوريا فقد تحولت إلى أنقاض وأنهار من الدماء.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسباب الكامنة وراء الثورة لم تتلاش، وأن الظروف اليوم في نواح كثيرة أسرع للاشتعال من عام 2011، ذلك أن الحالة العربية أصبحت في أزمة في كل مكان تقريبا، حيث أدى تراجع أسعار النفط إلى حدوث فجوة في اقتصاد السعودية، وخلقت القيادة المعيبة في مصر أزمة تلو الأخرى، وكثر تدفق المهاجرين اليائسين إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل افتقدوها في بلادهم.
كذلك زادت أعداد جيل من الشباب الأفضل تعليما وتحضرا في تاريخ المنطقة، وأصبحوا أكثر تدينا من نظرائهم في أماكن أخرى من العالم، الأمر الذي رأى فيه حكام المنطقة قوة مزعزعة للاستقرار، فكان الرد حملة شديدة لسحق المعارضة وليس معالجة أسبابها.
ورأت الصحيفة أن هناك أسبابا واضحة لدورة أخرى من الاحتجاجات؛ منها أن العالم العربي مفعم اليوم بالأسلحة وليس أدوات التنمية، حيث بلغ الإنفاق السنوي على التسلح 75 مليار دولار خلال الربع الأخير من القرن الماضي، ونخبة متوارثة هي التي تحتكر السلطة، وقطاع الأعمال “الواسطة” دعامته الأساسية، والفساد الذي أدى إلى ضياع الموارد، حيث يشير تقرير للأمم المتحدة أن نحو تريليون دولار بُددت خلال نصف قرن بدلا من استثمارها في إيجاد الوظائف وتحسين الخدمات الأساسية.
وأضافت أن مخاطر هذه السياسات واضحة، وأنه إذا لم تكن هناك آليات للمشاركة والمساءلة تسمح بالاحتجاج السلمي، فقد يلجأ الساخطون إلى إجراءات عنيفة ومباشرة، وفي العالم العربي هذا الأمر يستلزم بعد نظر في الإسلام السياسي.