انحسار سيطرة الحوثيين و”القاعدة” في الخارطة العسكرية لليمن 2016م (تقرير سنوي)
انحسر الحوثيون وتنظيم القاعدة والحكومة اليمنية تعود لتبسط نفوذها، يشير التقرير إلى معارك الحدود، ومعارك مع القاعدة، إضافة إلى الغارات الأمريكية، واستهداف السفن في البحر الأحمر. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
قراءة الخارطة العسكرية لليمن خلال عام 2016م تشير بوضوح إلى انحسار رقعة سيطرة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق إلى جانب تنظيم القاعدة، مقابل توسيع القوات الحكومية من دائرة سيطرتها وتحريرها للبلدات في معظم المحافظات.
وتسيطر القوات الحكومية على 8 محافظات تمثل قرابة 80 بالمائة من الأراضي اليمنية، ويأتي صمود الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في اقامة دائمة بمدينة عدن الجنوبية، أحد أبرز الإنجازات العسكرية في مواجهة الحوثيين وتأكيد تأمينها من الهجمات الإرهابية.
وكما كانت بداية العام (2016) حرباً دامية على وقع تعثر عقد جولة جديدة من المشاورات في يناير/كانون الثاني كانت المواجهات أكثر دموية مع ليلة رأس السنة الميلادية لعام 2017م.
واستطاع الجيش والمقاومة الشعبية أن يوسعا خارطة سيطرتهما وإحراز تقدم نوعي في تخوم محافظة صنعاء من الجهة الشرقية والجنوبية، وحتى الساعات الأخيرة لعام 2016م كان الجيش اليمني يتقدم نحو نقيل بني غيلان أقرب المناطق إلى صنعاء العاصمة، في وقت عادت المواجهات الدامية في “صرواح” وجبهة “المخدرة” بمأرب في مسعى للتقدم نحو البلدات الجنوبية للعاصمة صنعاء، كما يأتي تحرير معظم محافظة الجوف من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في إطار حصار يجري التحضير له على محافظة صعدة معقل الحوثيين أقصى الشمال اليمني.
في يناير/كانون الثاني حررت القوات الحكومية ميناء ميدي من الحوثيين، وفي نهاية ديسمبر/كانون الأول 2016 حررت القوات الحكومية مواقع عسكرية ومعسكر 101 في صعدة، وفي نوفمبر/تشرين الثاني كانت القوات الحكومية تسيطر على أغلب بلدة “خب والشعف” في محافظة الجوف الحدودية مع صعدة، وتهدف هذه التحركات إلى حصار إمدادات الحوثيين المتجهة نحو صنعاء كما تسهل السيطرة على مركز محافظة صعدة.
يمثل عام 2016م تشعباً للصراع اليمني عسكرياً وسياسياً وتضاعفت فيه معاناة اليمنيين إنسانياً واقتصادياً.
توزيع السيطرة والنفوذ
لم يحقق الحوثيون تقدماً ملحوظاً طوال العام 2016م، فيما تمكنت القوات الحكومية من تحرير عشرات البلدات ومئات القرى من الحوثيين. لتصل إلى تخوم العاصمة اليمنية.
وجغرافياً، فالقوات الحكومية تسيطر في الجوف على عاصمة المحافظة الحزم، وكذلك الغيل والصفرى ونصف بلدة “المتون” ونصف “المصلوب” 85 بالمائة من “خب والشعف”، وهي أكبر بلدات المحافظة الواقعة على الحدود السعودية فيما يسيطر الحوثيون عل أنصاف بلدات “المتون” و”المصلوب” و15بالمائة من “خب والشعف”. وفي مأرب شنت المقاومة الشعبية والجيش اليمني قبل نهاية العام عملية عسكرية واسعة لتحرير ما تبقى من “صرواح” ومنطقة “المخدرة”، فيما تم تحرير أجزاء واسعة من آخر معاقل الحوثيين في “بيحان” و”عسيلان” في شبوة.
وفي البيضاء وسط البلاد فلا تزال المقاومة الشعبية من أبناء القبائل تقاوم الحوثيين الذين يسيطرون على غالبية المحافظة فيما يسيطر أبناء المحافظة في “قيفة رداع” و “الزاهر” وجرى تحرير “قمة جبل الكساد” في ديسمبر/كانون الأول، فيما تمكن رجال المقاومة من تحرير (10) مواقع في بلدة “ذي ناعم” في أغسطس/آب، وتحرير موقع الرحاب الاستراتيجي في سبتمبر/أيلول إلى جانب (جبل زمهر)، كما سيطر رجال المقاومة على (10) مواقع بين منطقتي الوهبية والعبدية، بين محافظتي مأرب والبيضاء.
وفي محافظة حجة تقدمت القوات الحكومية في بلدتي “ميدي” و”حرض” وسيطرت على المواقع الاستراتيجية مثل المنافذ الحدودية والميناء والمدينة في ميدي، وتحاول القوات فرض حصار على الحوثيين يشمل كل الشريط الساحلي الغربي لليمن. أما في محافظة صعدة معقل الحوثيين فقد افتتحت القوات الحكومية في اكتوبر/تشرين الأول جبهتين في “البقع وكتاف” و في بلدة “باقم” وسيطرت على أجزاء واسعة من تلك المواقع بما فيها معسكرين للحوثيين.
أما في تعز وسط البلاد، فهي أقوى الجبهات الداخلية وتسيطر القوات الحكومية والمقاومة على وسط المدينة وبلدات المواسط والمعافر والشمايتين في الحُجرية، و الصلو، وأجزاء من الأحكوم، ومشرعة وحدنان (جنوبا). فيما يسيطر الحوثيون على “موزع والمخا على الساحل الغربي، ومنطقة ذو باب حيث تتقاسم السيطرة مع القوات الحكومية، إضافة إلى حيفان وخدير والجند. فيما تأتي بلدات شرعب السلام وشرعب الرونة وماوية وسامع بعيدة عن المواجهات.
وخلال العام الماضي حررت القوات الحكومية في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، مركز بلدة المسراخ جنوب غربي المدينة، والمنفذ الغربي للمدينة: (الحصب – بير باشا – المطار القديم – الجامعة – اللواء 35)، إضافة إلى التلال (الأرانب – الخوعة – الأريل – الصقر – قاسم عقلان). وفي الشهر اللاحق تم “المكلكل وحسنات وأجزاء من منطقة صالة شرق المدينة”، وتحرير “التبة الخضراء الاستراتيجية” جنوب وبلدة الصراري و “تلة الحود” بالشقب جنوب المدينة، وفي الغرب جرى تحرير عدة مواقع خلال 2016م منها: “السجن المركزي” و”حدائق الصالح ” والمقهاية وتبة غراب وموقع عنصرة شمال اللواء 35 والسيطرة على قرية موكنة وتلال الموكنة بالربيعي. وكان لتحرير جبل هان الاستراتيجي وتأمين خط الضباب غرب المدينة، الأثر الأكبر في تصدع الحوثيين.
كما جرى خلال 2016، تحرير أجزاء وبلدات(جنوب تعز)، ومنها جبل الرضعة والهوبين ومدرسة الميثاق بمنطقة الخلل بالأقروض، و قرى الصافح والحود والعقبة ومنطقة الصيرتين وحمدة والموسطة وتلة الأريل بالصلو، تبة الخزان جبل سعد طه بالأحكوم، تطهير تلتي الشرف والمربوش، واستعادة قرن الشامي بجبهة بني عمر، وتلة الصالحين والمشهوث بالشقب وتحرير قرية المقاطرة، وفي شرق تعز جرى تحرير ثعبات و صالة و حي الدعوة والجحملية، والسيطرة على حي قريش والمستشفى العسكري. جنوب شرقي المدينة، ومن ثم السيطرة على تلة الدبعي جنوب تعز.
ومع نهاية العام تشير إحصاءيات للجيش اليمني في تعز: تحرير مركز التوفير بجبهة الكمب، وتطهير كثير من المباني جوار كلية الطب في حي الدعوة شرق المدينة، واستعادة التلة السوداء والخلوة والشجرة غرب المدينة، وتطهير قرن الشامي بالوازعية غرب تعز، والسيطرة على جبل عنعن والسلسلة الجبلية المطلة على سوق الربوع (خط تعز – عدن) جنوب تعز، ثم السيطرة على جبل ميراب مقبنة، غرب تعز، والسيطرة علي كثير من المباني في الجبهة الشرقية، وكان أهمها: صالة الملوك ومدارس الأمجاد ومدرسة جنة المعارف، ثم السيطرة علي مربع مصنع البلاستيك شرق المدينة، ثم السيطرة على مستشفي الكندي وعدد من المباني شرق المدينة، والوصول إلى محيط معسكر التشريفات والسيطرة عليه بالنيران شرق المدينة.
الحدود السعودية
وعلى الحدود السعودية تدور مواجهات عنيفة بين الحوثيين وحرس الحدود السعودي، وأطلق الحوثيون آلاف القذائف والصواريخ، وكان لصاروخ بالستي بمدى 800كم أثر بارز بعد أن اتهمت الرياض الحوثيين بإطلاقه ناحية مكة المكرمة في أغسطس/آب، فيما قال الحوثيون أنهم استهدفوا “جدة” السعودية. وقتل العشرات من الجنود السعوديين والمواطنين والمقيمين في المحافظات السعودية الحدودية مع مكة المكرمة.
في 9 مارس/آذار 2016 أُعلنت هدنة على الحدود اليمنية السعودية، بعد تبادل للأسرى حيث تسلمت السعودية عريف سعودي مقابل سبعة أسرى من الحوثيين، وفي الأحد 27 مارس 2016 جرى تبادل للأسرى هو الثاني من نوعه مع السعودية، حيث سلم الحوثيون تسعة أسرى سعوديون مقابل الإفراج عن 109 أسير من المقاتلين الحوثيين. ضمن تفاهمات أوصلت إلى اتفاق 10 ابريل/شباط (ماعرف باتفاق ظهران الجنوب)، وعلى أساس الاتفاق نزع الحوثيون ألغامهم على الحدود اليمنية السعودية وشهدت الحدود عدة أسابيع من الهدوء، لتعود مجدداً مع فشل مشاورات الكويت (أغسطس/آب).
وخلال هذا العام واجه التحالفُ بقيادة السعودية ضغوطا دولية واسعة على خلفية اخطاء قاتلة من مقاتلاته الحربية، خاصة تلك التي طالت مستشفى لأطباء بلا حدود في محافظة حجة، ومجلس عزاء في العاصمة صنعاء.
القاعدة والإرهاب
ابتداء من 18 فبراير/شباط 2016 بدأت قوات التحالف بشن غارات جوية على مواقع سيطر عليها التنظيم في محافظة أبين ومحافظة لحج ومحافظة شبوة ومحافظة حضرموت. وكان حدثٌ استعادة مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت في ابريل/ نيسان من قبضة تنظيم القاعدة، منعطفا هاما في مسار حرب دولية ضد الإرهاب، تبدو طويلة.
هذه الحرب الاجبارية ضد التنظيمات الجهادية في المحافظات الجنوبية، فتحت جحيما من الهجمات المروعة ضد قوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وعاشت عدن والمحافظات الجنوبية (لحج-شبوة – المهرة- حضرموت- أبين- الضالع) هجمات مستمرة فحسب إحصائية فبين فبراير/شباط وديسمبر/كانون الأول 2016 قٌتل أكثر من 140 جنديا بهجمات انتحارية نسبت معظمها لما يسمي نفسه تنظيم الدولة.
وفي محافظة أبين، القريبة من العاصمة المؤقتة عدن قادت القوات الحكومية اليمنية المسنودة من التحالف في 14 أغسطس/آب حملة لتحرير المحافظة ونجحت فيها، في وقت قالت مصادر إن التحالف استهدف التنظيم بما يزيد عن 28 غارة، وعدد غارات «الدرون الأمريكية» التي أمكن رصدها من قبل عسكريين بالمحافظة بين 13 إلى 17 غارة جوية.
كما شن طيران التحالف عدة غارات على مواقع للتنظيم في (لحج) وحضرموت، إلى جانب شن الطيران الأمريكي غارات عديدة على قيادات تنظيم القاعدة في الجوف ومأرب والبيضاء.
تهديد الملاحة الدولية
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول شهد تطورات أمنية عززت من المخاوف الإقليمية والدولية بتحول الحوثيين لخطر يهدد سلامة الملاحة البحرية في مضيق «باب المندب» بالبحر الأحمر، وهو ما برز بجلاء عندما استهدف الحوثيون سفينة نقل مساعدات إنسانية إماراتية، وبعدها بأيام استهدف الحوثيون بصواريخ “نور” الإيرانية مدمرة عسكرية أميركية ثلاث مرات.