تعز اليمنية تودع عاماً بائساً وتنتظر الأمل في 2017م
تعز هي من تتصدر هذا البؤس والألم مقارنة ببقية المدن اليمنية في وقت تنتظر وعود الأمل في العام الجاري 2017م. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
ودع العالم العام 2016، العام الأكثر بؤساً في حياة الشعوب خاصة شعوب الدول العربية. اليمنيون كغيرهم الذين كانوا أكثر بؤساً، في حين كانت مدينة تعز هي من تتصدر هذا البؤس والألم مقارنة ببقية المدن اليمنية في وقت تنتظر وعود الأمل في العام الجاري 2017م.
في ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة، الموافق 20 مارس/ آذار من العام المنصرم 2015 دخلت أولى تعزيزات المسلحين الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق إلى معسكر قوات الأمن الخاصة بمنطقة الحوبان شرقي مدينة تعز.
في السابع عشر من إبريل/ من العام الماضي، سقط أول قتيل من أفراد المقاومة الشعبية، بعد أن كانت المواجهات المسلحة غربي مدينة تعز قد بدأت تشتعل بشكل متقطع في بعض الأحياء.
في أواخر أيام العام 2016 امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بمئات التغريدات التي حاول أصحابها توصيف انطباعاتهم عن العام، وأبرز المحطات التي الجميلة والسيئة التي صادفتهم طيلة تلك الأيام، كما ينسوا التعبير فيها عن آمالهم في العام القادم.
الصحفي مازن عقلان، تعرض اثنين من أشقائه للإصابة في الحرب التي فرضت على مدينة تعز، ولسوء حالتهما، اضطر وأسرته للسفر إلى دولة الهند لعلاجهما، وقضى هناك ما يقارب العام.
يقول مازن في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “سينقضي عام قضيت كل لياليه في غرف المستشفيات إلى جانب شقيقاي، عام علقت فيه رائحة الأدوية والدم في أنفي واستقرت الجراحات التي أصحو على مجارحتها في عيني، ولا أضنها ستنخلع بسهولة”.
يواصل مازن شرح معاناته مع العام الذي وصفه بالبائس، “عام الليالي العامرة بالوحدة الموحشة لولا الكتب الالكترونية وهذه الثغرة الالكترونية التي نتنفس من خلالها -إشارة إلى موقع فيسبوك-، عام التجاسر على الجراحات، والمكابرة على الوجع والتصلب أمام الانهيارات الكبيرة داخل الروح”.
يضيف عقلان، “عام الصبر والمصابرة والغربة المفروضة، عام العثرة الكبيرة أمام قافلة الطموحات والأحلام الممتدة، عام التأجيل لكل ما هو جميل من التخرج الجامعي إلى الأعمال الوظيفية والكثير من المشاريع، عام الفرص المهدورة والمتخلى عنها، عام مليء بالمحن والامتحانات وفوهات البراكين الحارقة للقلب، عام الذكريات الأليمة لجميع اليمنيين سيرحل غير مأسوف عليه”.
لكنه في الوقت ذاته يحاول التفاؤل بالعام الجديد، يقول “عام لا يعوضنا عن بؤسه إلا الانتصار لجراحنا ومحاسبة والتخلص من كل الذين تسببوا بكل عذابات البلد إلى خارج التاريخ، وعسى أن يكون ذلك في العام القادم 2017م”.
أيمن المخلافي كان استيائه أيضا كبير من العام 2016، حيث عبر عن ذلك في تغريدة له على موقع فيسبوك، بقوله “ها هو العام الأكثر قهراً في عمري يطوي صفحاته الأخيرة دون أن أتمكن فيه من إحداث ثغرة في جدار القهر والفراق توصلني بوالدتي وعائلتي البعيدة عني منذ أكثر من عامين”.
يضيف أيمن، “مرّ العام الذي تجرعت فيه الألم والقهر والبُعد والفقد وما لم أعهده من مترادفات الوجع، وكما لم أتجرع ذلك طيلة حياتي، حينما غادرت أمي البلد بسبب الحرب بقيت وحيدا في تعز أقاوم المليشيا مثل جميع اليمنيين، معهم وبهم، غير أني بقيت أقاوم الوحشة والفراق بمفردي”.
لكنه أيضا عبر بإيجاز عن أمله الذي يرجوه من العام القادم، “لا شيء أتمناه في هذا العام الذي يدنو منا، سوى أن يمنحني ما عجز عنه العامين الماضيين، هي أمنية وحيدة ولا أخرى لها، أن ألتقى والدتي وأسترد بقربها روحي التائهة، وأستعيد نشاطي المفقود وابتسامتي المكلومة”.
طلاب الجامعات كان لهم حديث متصل بشأن العام الماضي، يقول الطالب في كلية الحقوق بجامعة تعز -كبرى جامعات المدينة- “واجهت صعوبات كثيرة أولها توقف الجامعة عن العمل ومعها توقفت دراستي وتأخر بسببها موعد تخرجي عام كامل بسبب الحرب والحصار الذي فرض على المدينة”.
وأضاف الحريبي في حديث لـ”يمن مونيتور”: “وعلى الرغم من عودة العملية التعليمية والحياة الجامعية، غير أن عوائق كثيرة لازالت تحول دون الاستفادة الكاملة من حضورنا إلى الجامعة، أهمها عدم تواجد عدد من الأكاديميين الذين غادروا المدينة في بداية الحرب، وبالتالي توقفنا عن دراسة المواد الخاصة بهم”.
وتابع بالقول: “هناك عوائق أخرى جعلت من العودة إلى قاعات الجامعة أمر فيه كثير من الصعوبة كتوقف صرف مرتبات أولياء أمور الطلاب، ما أجبر الكثيرين إلى عدم الحضور أو بحثهم عن مصادر رزق مؤقتة لهم وأسرهم”.
وعن طموحاته يقول أحمد: “مثلت الحرب عائقا كبيرا في مسيرة تحقيق أحلامي وطموحاتي العلمية، لكن الأمل في تحقيقها لايزال حيا”، في 2017 سأكمل مشواري التعليمي، في الوقت الذي سنظل نترقب فيه عملية التحرير الكاملة لمدينتنا ووطننا من مليشيات الحوثي وصالح التي دمرت كل شيء في البلد وحولت حال الشعب إلى مأساة”.