قتل واختطاف وتعذيب.. (2016) العام الأسوأ في حياة الصحفيين باليمن
عام 2016 هو الأسوأ في حيا الصحفيين اليمنيين، مارس الحوثيون ضدهمالقتل والاختطاف والتعذيب والتهديد. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من محمد الشبيري
ما بين قتل واختطاف وتعذيب وتهديد، يتلخص واقع الصحفيين في اليمن خلال العام 2016، في ظل استمرار سيطرة الحوثيين والقوات الموالية لهم على العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى بقوة السلاح.
وشهد العام 2016 أحداثا مأساوية كبيرة ألقت بظلالها على حياة العديد من الصحفيين اليمنيين الذين تعرضوا لعمليات قتل واختطاف وتعذيب من قبل الحوثيين والقوات الموالية لهم؛ في الوقت الذي واصل تحالف الحرب الداخلية في اليمن سجن عدد منهم في العاصمة صنعاء، رغم المطالبات الدولية والمحلية الكبيرة بضرورة الإفراج عنهم.
وخلال العام 2016، أصدرت نقابة الصحفيين اليمنيين، والاتحاد الدولي للصحفيين، والأمم المتحدة، ومنظمات حقوقية أخرى، بيانات تندد باستمرار اختطاف الصحفيين في اليمن دون تهم أو محاكمات، وطالبت جماعة الحوثي المسلحة بسرعة الإفراج عنهم، دون أي جدوى.
وشهدت عدة محافظات يمنية أيضا العديد من الوقفات الاحتجاجية من بينها صنعاء وتعز ومأرب، طالبت المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين من أجل الإفراج عن 16 صحفيا لازالوا مختطفين في سجونهم، معظمهم اختطفوا منتصف العام 2016.
وتقول تقارير لمنظمات حقوقية، دولية ومحلية، إن الصحفيين في اليمن يعيشون أسوأ الأوضاع في العالم، في ظل سياسة تكميم الأفواه وتفشي ظاهرة الاختطافات في البلاد.
وأثرت الانتهاكات المرتكبة على أيدي الحوثيين بشكل كبير على ترتيب اليمن على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة للعام 2016 ، حيث احتلت البلاد المركز 170 من أصل 180 دولة.
وقال تقرير لمنظمة “مراسلون بلا حدود” الدولية المعنية بالحريات الإعلامية (مقرها باريس) في تقرير أصدرته نهاية الشهر الأخير من العام 2016، إن 5 صحفيين ومتعاونين إعلاميين قتلوا في اليمن هذا العام، معظمهم قتلوا على يد المتمردين الحوثيين.
وأضاف التقرير أن “الحركة الحوثية استولت على مباني القنوات التلفزيونية، بينما أقدمت على اختطاف العديد من الصحفيين، مشيرا إلى أن الحوثيين لا يتقبلون الانتقاد من وسائل الإعلام بأي شكل من الأشكال.
وتطرق التقرير أيضا إلى تهديد صريح من قبل زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، الذي أعلن حربا مفتوحة على الإعلاميين، الذين يُعتبرون في رأيه “أخطر من مقاتلي قوات التحالف العربي التي تقودها المملكة العربية السعودية”، في الصراع الذي تشهده اليمن حاليا.
وقال “نبيل الأسيدي”، رئيس لجنة التدريب والتأهيل بنقابة الصحفيين اليمنيين، إن الوسط الصحفي والعمل الصحفي برمته يمر بأسوأ حالاته منذ عشرات السنين، إذ أن هناك توحش وعداء منقطع النظير إزاء الصحفيين والصحافة، وكبت رهيب لحرية الرأي والتعبير وصل إلى حد القتل والاختطاف والاخفاء القسري والتغذيب وغيرها من الانتهاكات.
وأضاف “الأسيدي”، في حديث لـ(يمن مونيتور) أن “منذ سيطرة المليشيا الانقلابية على العاصمة صنعاء وبعض المدن في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، باتت اليمن من أخطر البلدان في العام على حياة الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي.
وحول جهود النقابة في الدفاع عن الصحافة والصحفيين، أشار الأسيدي إلى أنها “تبذل جهوداً في سياق الدفاع عن الصحفيين والوقوف ضد الانتهاكات رغم صعوبة الوضع في الداخل والاستيلاء على ميزانية النقابة وإيقاف الكثير من البرامج التدريبة والأنشطة التي كانت متواجدة في النقابة بسبب الأوضاع، وما يتعرض له الزملاء في مختلف المحافظات والتي قد تصل إلى انتهاكات يومية مما يحمل النقابة عبئا كبيرا”.
وتابع بالقول: “النقابة فقدت كادرها الاداري والوظيفي والمساعد جراء حالة الشتات والنزوح، وتعرض العديد من أعضاء مجلس النقابة للملاحقة، ما اضطرهم للنزوح خارج اليمن أو إلى القرى والأرياف.
وعلى الصعيد ذاته، يقول الصحفي حسين الصوفي رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين “صدى” (غير حكومية)، إن 2016 كان عام الحزن بالنسبة للوسط الصحفي اليمني، مشيرا إلى “أن رصاص الميليشيات (مسلحو الحوثي وقوات صالح) انتزعت منا أطهر الأرواح.
وأضاف “الصوفي” في حديث لــ”يمن مونيتور”، أن “العام 2016 قتل فيه كل من المصورين أحمد الشيباني ومحمد اليمني وأواب الزبيري في تعز، والصحفي مبارك العبادي في الجوف والصحفي عبد الكريم الجرباني في ميدي،إضافة إلى المغدور به في صنعاء الصحفي الاستقصائي، محمد العبسي.
وتابع الصوفي أن “الحزن هو المخيم على بلاط صاحبة الجلالة التي ما تزال تعيش آلام الفقد لمن دفنوا، وحزن مضاعف لمن لا يزالون في زنازين الحوثيين، وهي أشد وجعاً من الشهداء، وأشق جرحاً من آلام الجرحى”، حسب قوله .
واختتم بالقول، “ما تزال المواقع الالكترونية محجوبة ومؤسسات الصحافة الرسمية محتلة، فيما لا تزال النقابة مقفلة والصحفيون مشردون نازحون في الداخل والخارج، غير أن الأمل هو الحاضر الوحيد بأن يكون 2017 أقل وجعا”.
وفي ظل استمرار سيطرتهم على صنعاء وعدة محافظات في شمالي اليمن، يبدو أن الحوثيين مصرون على مواصلة تكميم الأفواه وعلى عدم الإفراج عن الصحفيين المختطفين لديهم ، وهو ما تؤكده تصريحات لوزير الإعلام في حكومة (الحوثي_صالح) أحمد حامد الذي وصف الإعلاميين المختطفين بـ”أنهم عملاء وجواسيس”.
وأوضح الوزير الحوثي في تصريحات لقناة “العالم” الفضائية الإيرانية نهاية ديسمبر من العام الجاري أنه “لا يوجد إعلاميين معتقلين لديهم، بل عملاء يعملون لصالح العدو”، حسب قوله، في إشارة للتحالف العربي الذي يساند الحكومة الشرعية.