الأخبار الرئيسيةغير مصنف

التصعيد العسكري للقوات الحكومية في اليمن.. التوقيت والدلالة

مراقبون يرون أن انطلاق عمليات عسكرية واسعة للقوات اليمنية ضد الحوثيين مؤشر على انهيار ملف المفاوضات. يمن مونيتور/ خاص/ من عفاف الابارة
أطلق الجيش الوطني الموالي للشرعية، خلال اليومين الماضيين، عمليات عسكرية واسعة في عدد من الجبهات أهمها عملية تحرير ما تبقى من مديريات محافظتي شبوة ومأرب، إضافة إلى تصعيد العمليات العسكرية في جبهة نهم، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء.
وتستهدف العملية العسكرية في محافظة “شبوة” تحرير مديرتي “بيحان وعسيلان” من قبضة مسلحي الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
كما تهدف العملية العسكرية في محافظة مارب، والتي أطلقها الجيش الوطني، أمس الأربعاء، إلى تحرير منطقتي المخدرة وهيلان ومركز مديرية صرواح غربي المحافظة من الحوثيين.
ويرى مراقبون إلى أن العمليات العسكرية التي تخوضها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في عدد من الجبهات، جاءت بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، بالإضافة إلى حالة انتقال السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، وما لها من انعكاسات على العديد من قضايا الشرق الأوسط، ومنها الملف اليمني.
الظروف المحيطة
ويقول المحلل السياسي اليمني “محمد الغابري” إن قرار العمليات العسكرية للقوات الحكومية في جبهات القتال ينظر له من قراءة الظروف المحيطة بالحالة اليمنية.
وأشار الغابري في تصريح خاص لـ”يمن مونيتور” إلى أن هناك مجموعة من العوامل أدت إلى تصعيد العمليات العسكرية منها الجمود في عملية المفاوضات ووصولها إلى طرق مسدودة.
وأضاف أن فالخطط التي يطرحها المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ غير ممكنة إذ لا توجد خطة مرضية للطرفين، ما يؤكد حقيقة واحدة فحواها أن الأزمة اليمنية غير قابلة للحلول السلمية التفاوضية.
ويعتقد “الغابري” أن العامل الثاني هو حالة أنتقال السلطة في الولايات المتحدة والتي تحد من ممارسة الضغوط لإيقاف القتال وفرض حلول غير موضوعية” معتبراً أن العامل الثالث ثابت ويتمثل في مرجعيات الأزمة والتي أفشلت الكثير من الجهود لفرض حلول لا تتفق مع تلك المرجعيات.
ورجح “الغابري” أن تكون الأطراف المختلفة بما فيها التحالف العربي وصلا إلى نتيجة واحدة وهو أن الضغط العسكري والسيطرة على مواقع ومساحات جديدة سيدفع تحالف الحوثي صالح لخفض شروطهما ومن ثم فرض حلول تحت الضغط العسكري.
مؤشر انسداد التسوية السياسية
من جانبه أكد الباحث والمفكر اليمني “نبيل البكيري” أن العمليات العسكرية التي أطلقتها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في عدد من الجبهات هي مؤشر واضح على انسداد أي تسوية سياسية.
وأوضح “البكيري” في تصريح لـ”يمن مونيتور”، أن التواطؤ الدولي ومحاولته شرعنة الإنقلاب تحت لافتة التسوية والمفاوضات السياسية أوصلها إلى طريق مسدود، مشيراً إلى أن الحسم العسكري أصبح خيار الضرورة الذي لا خيار غيره.
واعتبر “البكيري” أي حديث قادم عن المرجعيات حديث خادع لن يتم الالتزام به، وإنما يراد به استدراج الشرعية لمربع التفاوض والاعتراف بالطرف الانقلابي كند للشرعية.
تحرير البلاد خيار لا رجعة عنه
ويصف الكاتب والصحفي “فهد سلطان” تواجد الرئيس والحكومة الشرعية في الداخل اليمني بـ”خطوة جيدة في عملية تثبيت الشرعية على الأرض”.
وقال سلطان لـ”يمن مونيتور ” إن المجتمع الدولي أصبح مقتنعاً أن الحوارات لم تعد مجدية، وأن تحرير البلاد بات خياراً لا رجعة عنه.
واستبعد “سلطان” ممارسة هادي للضغط العسكري من أجل الجانب السياسي، مشيراً إلى أن الأمر الآن تغير وباتت الشرعية مهددة بالكامل، وحسم الأمور واستعادة الدولة بات خياراً مصيرياً.
وأشار “سلطان” إلى أنه على المستوى الإقليمي يدرك الجميع اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن خيار إسقاط الحوثيين كقوة عسكرية هي المسار الصحيح لأي اتفاق قادم”.
تعزيز المواقف السياسية للشرعية
ويرى الخبير في الشؤون العسكرية “علي الذهب” أنه مما لاشك فيه أن الحرب امتداد للسياسة أو تواصل لها.
وقال “الذهب” لـ”يمن مونيتور”، إن ما يجري في الجبهات لا ينفك عن المبادرة المطروحة من قبل إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وأكد أن الجيش وقيادته  تسعى لتعزيز الموقف السياسي للشرعية التي تسير في مسارين متوازيين، الحسم العسكري أو الحل السلمي؛ أيهما أجدى نفعا.
ورجح “الذهب” على أن طريق الحسم يبدوا عسيرا ليس لعامل ضعف مادي ولكن لما تقوم به بعض القوى الدولية من أدوار لا تريد للحرب ان تنتهي وإن وصلت إلى هذه القناعة فلا بد ان لا يكون حلفاء الانقلاب هم الخاسرون في هذه الحرب”.
الحوثيون قوضوا فرص السلام
وكان وزير الخدمة المدنية “، عبد العزيز جباري قال في  تصريحات صحفية إن الانقلابيين قوضوا فرض السلام واختاروا الحرب وفرضوها.
وأضاف أن “قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية باتت على مقربة من اطراف العاصمة صنعاء، فيما انهارت المليشيا الانقلابية أخلاقياً قبل أن تنهار سياسياً وعسكرياً بفعل أعمالها التي لا تمت بصلة إلى القيم والأخلاق الانسانية”.
وفشلت ثلاث جولات من المشاورات في حسم الملف اليمني، في حين ازدادت وتيرة المعارك على جبهات القتال كافة، ما ينذر بانهيار عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة طمعاً في ايقاف الحرب المستعرة منذ نحو عامين.
ومنذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014، يخوض الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله، حروباً ضد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودين بقوات من التحالف العربي بقيادة السعودية، في ظل تقدم للأخيرين على حساب الحوثي و”صالح” الذين تتقلص مساحات سيطرتهم يوماً عن آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى