واشنطن: الاستيطان يقود إسرائيل إلى احتلال أبدي
وجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري صفعة جديدة الى حكومة بنيامين نتانياهو وحملها مسؤولية قرار مجلس الأمن الذي أدان المستوطنات، كما وصفها بأنها «أكثر الحكومات يمينية ودعماً للاستيطان» يمن مونيتور/ واشنطن/ وكالات:
وجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري صفعة جديدة الى حكومة بنيامين نتانياهو وحملها مسؤولية قرار مجلس الأمن الذي أدان المستوطنات، كما وصفها بأنها «أكثر الحكومات يمينية ودعماً للاستيطان»، محذراً من أن أجندة المستوطنين تُهدد مستقبل إسرائيل وتقوّض السلام. وشدد في خطاب تضمن رؤية الإدارة الأميركية للتسوية في الشرق الأوسط، على أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين وإسرائيل، لكنه أضاف أن هذا الطريق مهدد، وأن البديل هو الدولة الواحدة واحتلال أبدي.
وسارع نتانياهو الى التنديد بخطاب كيري، واصفاً اياه بأنه «منحاز». وافاد بيان صادر عن مكتب نتانياهو: «على غرار قرار مجلس الامن الذي قدمه كيري الى الامم المتحدة، كان خطابه منحازاً ضد اسرائيل… ولأكثر من ساعة، تعامل كيري بشكل مهووس مع المستوطنات، وبالكاد تطرق الى أصل النزاع: معارضة الفلسطينيين لدولة يهودية ضمن اي حدود».
وكان كيري دافع عن امتناع الولايات المتحدة عن استخدام «حق النقض» (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يدين الاستيطان، وقال في خطاب متوازن شامل وطويل دام ساعة وعشر دقائق وبدا أنه موجه الى الرأي العام الإسرائيلي واليهود في أميركا، وركز في جزء كبير منه على الاستيطان، إن التصويت يهدف الى «الحفاظ على حل الدولتين» الذي قال إنه «في خطر شديد» بسبب غياب الحوار بين الفلسطينيين وإسرائيل، معتبراً أن خيار الدولتين هو «الطريق الوحيد لضمان مستقبل إسرائيل ومستقبل الفلسطينيين وكرامتهم، وهو الطريق الوحيد لضمان مصالح أميركا في المنطقة». وأضاف أن هذا التصويت «متسق مع قيمنا»، مشدداً على أن الولايات المتحدة كانت تدافع عن مصالحها، وأن «الصديق الذي ساند إسرائيل لا يمكن أن يكون صادقاً إذا سمح بتدمير حل الدولتين. مستقبل إسرائيل كدولة يهودية هو ما كنا نحاول حمايته لمصلحتهم ومصلحتنا».
وتابع: «لا يمكننا بضمير سليم أن نحمي العناصر الأكثر تطرفاً في حركة الاستيطان وهي تدمر حل الدولتين، ولا يمكننا بضمير سليم ان نتجاهل تحريض فلسطينيين على العنف. وموقفنا في مجلس الأمن لم يكن تحولاً عن مواقفنا السابقة او مواقف إدارات أميركية سابقة». وأضاف: «ليس هذا القرار هو ما يهدد إسرائيل، بل استمرار الاستيطان هو الذي يهدد السلام وحل الدولتين. وارفض الانتقادات له. لم يحمل القرار جديدا، بل أكد عدم قانونية المستوطنات التي أكدتها قرارات سابقة». وزاد: «لم نكن القوة المحركة وراء القرار» بل قادها المصريون والفلسطينيون.
واكد كيري ان «اجندة المستوطنين بصدد تحديد مستقبل إسرائيل. وهدفهم واضح: إنهم يؤمنون بدولة واحدة هي اسرائيل الكبرى». وحذر من هذا الخيار، قائلاً: «في حال اختيار دولة واحدة، سيكون امام اسرائيل ان تكون اما دولة يهودية او ديموقراطية، ولا يمكنها ان تكون الاثنين، كما انها لن تنعم ابداً حقيقة بالسلام».
وبعد أن استعرض مواقف إدارته من إسرائيل، خصوصاً منحها أكبر صفقة مساعدات مالية وعسكرية، وجه كيري اللوم الى نتانياهو، قائلاً: «طالبنا إسرائيل مراراً بوقف الاستيطان، ونصحت نتانياهو كثيراً من أن تصاعد الاستيطان سيؤدي الى تحرك في الأمم المتحدة»، مشيراً الى ان نتانياهو كان يعمل في السر عكس ما كان يقوله علناً عن سعيه الى السلام. وكرر مبادئ إدارته للسلام بدءاً بالاعتراف بحدود عام 1967 مع تبادل متفق عليه للأراضي، والقدس عاصمة للدولتين مع السماح بحرية الوصول الى الأماكن المقدسة للجميع، وتأمين الحاجات الأمنية لإسرائيل، ثم الإعلان عن نهاية الصراع والسلام الشامل وتطبيع العلاقات بين اسرائيل والدول العربية وفق مبادرة السلام العربية.
وكان الرئيس المنتخب دونالد ترامب استبق خطاب كيري بتعليق على «تويتر» قال فيه: «لا يمكن الاستمرار في التعامل بازدراء وعدم احترام اسرائيل، كان لهم اصدقاء جيدون في الولايات المتحدة، لكن ليس أكثر. بداية النهاية كانت الاتفاق النووي مع ايران، والآن الامم المتحدة. كوني قوية يا اسرائيل، 20 كانون الثاني سيصل قريباً». وأضاف: «سأبذل قصارى جهدي لتجاهل التصريحات والاضطرابات التي قام بها الرئيس اوباما، توقعت ان يكون تبادل السلطات سهلاً ويسير بسلاسة، لكنهم ليسوا كذلك».
من جانبها، استبقت إسرائيل خطاب كيري بالإعلان عن تجميد إقرار خطط استيطانية لمدنة أسبوعين، لكنها في المقابل أقرت بناء مبنى للمستوطنين في حي سلوان في القدس الشرقية، وفي الوقت نفسه رفضت منح تصاريح بناء للفلسطينيين في المدينة.
وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية أفادت ان إدارة الرئيس باراك أوباما في سباق مع الزمن لحماية ما تبقى من عملية السلام، وان «أوباما وحلفاءه يسعون الى عزل نتانياهو قبل تسلم ترامب السلطة».
إلى ذلك، قالت القناة العاشرة الإسرائيلية أمس إن المدعي العام أفيخاي ماندلبليت أمر الشرطة بفتح تحقيق جنائي في قضيتين لم يحددهما، لهما علاقة برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.