يجب أن نوقف رجوع الزمن بأجسادنا في ساحات النضال بلا مبادرات أو سلام يكفل عودتنا للخلف بكل الرضى، والآن في كل خطوط القتال نوقف مدّ الزمن بأرواحنا، فلكي يتسنى لنا الحلم بمستقبل ينبغي ألا نعود لنعيش الماضي مرة أخرى. كل عام نقول مرّ عام، والأعوام باقية تتجدد ونحن من نمر ولا نعود.
كواكب من شباب الوطن قتلوا في هذا العام ككل عام، منذ أتى القتلة للحكم عبر الانقلاب.
منازل تهدمت فوق رؤوس قاطنيها، فكانت هي الكفن الأخير لأجسادهم وأرواحهم البريئة.
أطفال يذوون جوعا أمام سمع وبصر العالم، وكأنما لا ضير لو زاد عدد الجوعى في العالم ألف رقم.
ضياع للأمن والأمان وانحطاط للميري، حتى وصل موضع الأقدام بفعل مليشيا الجهالة القادمة من كهوف مران.
دمار محبط في مرافق الخدمات وفي ضمائر القائمين عليها.
تهاوي مخيف لصرح التعليم كأنه مبني من هلام لثلاثة وثلاثين عام.
تفشي للضغائن بين أبناء الوطن الواحد يذكيه جهل وخوف وبيع للذمم و العقول.
امتهان للكرامة يلاحق الأحرار، وانتهاكات لحقوق الإنسان في المعتقل والشارع والعمل وحتى المساجد وكل مكان.
تفجيرات مدبرة تنسف حلم المواطن البسيط في الحياة، ومن لم يمت في الحرب مات جوعا أو في انفجار لعبوة ناسفة.
كل انجازات هذا العام مقابر جديدة واسعة الأرجاء، ساكنها بلا هوية لا تدري هل هو الجلاد أم ضحية؟
أمثالنا ينبغي ألا يقولوا مرّ عام..
أمثالنا يجب أن يصرخوا ملء قلوبهم وأفواههم: لقد عدنا للوراء ألف عام.
ويجب أن نوقف رجوع الزمن بأجسادنا في ساحات النضال بلا مبادرات أو سلام يكفل عودتنا للخلف بكل الرضى.
الآن في كل خطوط القتال نوقف مدّ الزمن بأرواحنا، فلكي يتسنى لنا الحلم بمستقبل ينبغي ألا نعود لنعيش الماضي مرة أخرى.
نحن الذين مرّوا على أكتافنا وصنعوا من جلودنا سكناً لهم وأقبية يخفون فيها أموالنا.
نحن الذين قتلنا بالقصف وبالجوع والحصار ومروا علينا جثثاً، نحن الذين مررنا ومرّينا علقماً.
فأيّ عام مرّ على أبناء اليمن منذ وطأت أقدام الوحوش أرضهم.
لن يمروا.. لن يمروا لعام آخر ولن نبقى نيام.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.