لماذا يحدث كل هذا في اليمن ومن السبب؟.. موقع أمريكي يجيب
تقرير طويل “ترجمه يمن مونيتور” يثير الأطراف المتسببة في الحرب الحالية ومن يقف وراءها خارجيا في تحليل لأحداث العام يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
نشر موقع “ترامبيت” الإخباري الأمريكي تحليلاً واسعاً تحت عنوان “الحرب الأهلية المنسية في الشرق الأوسط” ويشرح فيه الأطراف المتسببة وفقاً لتسلسل الأحداث.
وقال الموقع الإخباري الأمريكي، إن من بين الدول العربية الـ6 التي شهدت الربيع العربي، كانت سوريا واليمن هما الدولتان الوحيدتان اللتان تطورت الأمور بهما لتصل إلى حرب أهلية شاملة، فقد أصبحت الدولتان أرض معركة لحربين بالوكالة تتورط فيها إيران، فالمحرض الرئيسي على الصراع في كلتا الدولتين هو إيران.
وأضاف الموقع: “وحكمت الحكومات الدينية الشيعية اليمن حتى أطيح بها في ثورة عام 1962، وأصبح اليمن هو الدولة الديمقراطية الوحيدة في شبه الجزيرة العربية”.
وفي العام 2004، ثار الحوثيون، وهم المجموعة المتمردة الأولى في اليمن، ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح، وكانت حكومة صالح بدأت تتعاون مع الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب، وقيل إن الحوثيين كانوا يشعرون بالاستياء من هذا التعاون. وكثيرا ما كانوا يوجهون نقدا لاذعا ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، وفي ذلك الوقت، اتهم نظام عبدالله صالح الحوثيين بمحاولة إعادة الحكم الديني الشيعي.
ووفقا لتقرير نشر في العام 2009 من قبل مؤسسة كارنيجي للسلام العالمي، فإن حكومة صالح اعتبرت أن الحوثيين “حركة انفصالية.. تمثل تهديدات لبقاء الدولة”، أكثر حتى من تنظيم القاعدة.
وأشار التقرير إلى أنه، خلال فترة الصراع، سعت الحكومة اليمنية إلى ربط التمرد بـ”الحرب ضد الإرهاب”، واتهمت الحكومة الإيرانية بدعم المسلحين “الشيعة”، وحتى الآن، ليس هناك دليل معلن يدعم مزاعم التدخل الإيراني، وقد يظهر الزمن أدلة علنية واضحة ومثيرة للقلق على التدخل الإيراني.
وقال ” ترامبيت”: “بدأ “الربيع العربي” في اليمن كانتفاضة ضد سوء الإدارة الاقتصادية وفساد حكم الرئيس صالح الذي استمر لـ3 عقود، بالنسبة للحوثيين، كانت الثورة نسخة سريعة الوتيرة لحركتهم المعارضة النظام. وتظاهر آلاف اليمنيين في الشوارع للمطالبة بتنحي عبدالله صالح، وأصبحت هذه الشوارع فيما بعد ساحات قتال دموية، حتى أن صالح نفسه أصيب بإصابات طفيفة خلال الصراع”.
وفي الفوضى التي تلت ذلك، أجبر مجلس التعاون الخليجي صالح على تمرير السلطة لنائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، في فبراير 2012، لكن عملية انتقال السلطة كانت فوضوية وأدت إلى إغراق اليمن في أزمة سياسية شديدة استمرت لعامين.
لقد حانت لحظة الحوثيين أخيراً.-يقول الموقع الأمريكي، ويضيف: “فيما أطلق عليه الحوثيون “ثورة 21 سبتمبر 2014،” استولت الجماعة المسلحة على العاصمة صنعاء، وكان دخول الحوثيين المدينة مصحوبًا بصيحات “الموت لأمريكا” و”الموت لليهود”؛ وهي اللعنات التي كثيرا ما تسمع من النظام الإيراني، كما كتب المقدم ميشيل سيجال لمركز القدس للشؤون العامة، 3 نوفمبر 2014.”
وفي الشهر نفسه الذي حدثت فيه ثورة الحوثيين، نقلت وكالة أنباء راسا المملوكة للدولة الإيرانية عن عضو إيراني في البرلمان ذي علاقات وثيقة بالقائد الأعلى آية الله علي خامنئي قوله، إن العواصم العربية الـ3 “بيروت ودمشق وبغداد”، وقعت في يد إيران وتنتمي للثورة الإسلامية الإيرانية، وقيل إنه كان يتفاخر بأن الرابعة هي صنعاء.
وبعد 4 أشهر، في يناير عام 2015، أجبر الحوثيون حكومة هادي على التنحي واستولوا على القصر الرئاسي.
تحالف السعودية ضد الحوثيين/ إيران
ويقول الموقع في نسخته الإنجليزية ونقله للعربية “يمن مونيتور”: “وضع الحوثيون الرئيس هادي تحت الإقامة الجبرية، ولكنه، في فبراير 2015، تمكن من الفرار إلى مدينة عدن اليمنية الساحلية، وتراجع عن تنحيه، وطالب بتدخل خارجي. وعقدت السعودية اتفاق شراكة مع أنصار الرئيس هادي، وأقامت تحالفا من الدول العربية في 25 مارس 2015، وحاولت إخراج الحوثيين من صنعاء”.
وعند تلك النقطة، أصبح الوضع في اليمن أكثر تعقيدا، فقد ازداد التدخل الإيراني والدعم الذي تقدمه إيران للحوثيين، واتحد الحوثيون مع أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، عدوهم السابق، للسيطرة على حكم اليمن، واستغلت التنظيمات الأخرى مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية حالة الفوضى واتخذوا ملاذات آمنة لهم في جنوب اليمن.
وينقل الموقع اشادة يارون فريدمان، المتخصص في الشؤون العربية بصحيفة “واي نت نيوز”، بالسعوديين؛ لأنهم أظهروا قدرة كبيرة على توحيد الدول السنية: “مصر والمغرب والأردن والسودان والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين”، موضحًا أن القدرة على الالتحام في قوة عملت على إبطاء الهجوم الحوثي قد يكون هو الإنجاز المؤثر الذي تحققه السعودية وحلفاؤها، وهذا من الأساس بسبب ارتكاب التحالف السعودي مخالفات يعتبرها الكثيرون تجاوزات لا تغتفر في الحروب الحديثة.
انخفاض ملحوظ في الدعم المقدم للسعودية
وفقا لمعهد الدراسات والتحليلات الدفاعية، فإن الحرب في اليمن ثبت أنها مكلفة جدا بالنسبة للاقتصاد السعودي الذي يواجه ضغوطا مالية خطيرة نتيجة انخفاض أسعار النفط.
وفقا لمنظمة العفو الدولية، فإن الجانبين على حد سواء انتهكا القوانين الإنسانية الدولية وحقوق الإنسان.
وقال الموقع: “في الفترة ما بين أبريل ونوفمبر، ذكر أن الحوثيين اعترضوا 34 قاربا من المساعدات الإنسانية في ميناء الحديدة اليمني، كما اتهموا أيضا باعتقال وقتل العاملين بالإغاثة إضافة إلى المدنيين، ويتلقى الحوثيون دعما من أكبر الدول الداعمة للإرهاب، والتحالف السعودي يتكون من حكومات حسنة النية تدعمها الولايات المتحدة”.
في بعض الجوانب، التحالف السعودي قد يكون ارتكب فظائع أسوأ. ويقال ان السعودية اطلقت قنابل عنقودية محظورة بموجب القانون الدولي.
في 8 أكتوبر، قصفت قوات التحالف السعودي مراسم جنازة والد سياسي في التحالف الحوثي /صالح. في البداية، نفت المملكة العربية السعودية مسؤوليتها عن الغارة الجوية، لكنها اعتذرت لاحقا عن الهجوم، قائلة انها نتجت عن معلومات خاطئة وعن انتهاك بروتوكول. الغارة الجوية قتلت 140 شخصا وإصابت أكثر من 500 آخرين. وكان أسوأ هجوم على مدنيين في اليمن.
وأوضح الموقع في التقرير الذي نقله “يمن مونيتور” إلى العربية: “أن بعض القبائل اليمنية التي كانت محايدة في الحرب قبل أن يصبح هجوم معاد تجاه قوات التحالف البرية السعودية وحرمتهم من المرور عبر أراضيها. وأشارت المونيتور في 25 اكتوبر ان هذا من المرجح نفى التحالف فرصة لالتقاط مديرية صرواح، حوالي 55 ميلا إلى الشرق من صنعاء. “السيطرة على صرواح، كان يمكن أن يكون الإنجاز العسكري لقوات التحالف التي تقودها السعودي بهدف محاصرة صنعاء من الشرق”.
الحوثيون: أقوى وأكثر جرأة
وفي 6 نوفمبر، تحدث جون كيري عن “لفتة إنسانية من جانب الحوثيين”، حيث أفرج المتمردون عن جندي أمريكي سابق بقوات المارينز أسر أكثر من عام ونصف.
ويبدو أن الحوثيين فاقوا التحالف الذي تقوده السعودية في فن اللفتات “الإيجابية” و”الإنسانية”، فأهم هجماتهم لم تحدث أي ضجة على المستوى الإنساني، ولكنهم فعلوا هذا بالتأكيد على المستوى الجيوسياسي.-يقول الموقع.
وتابع الموقع الأمريكي: “قبل أسبوع واحد من هجوم الجنازة، أطلق الحوثيون صاروخا صينيا من نوع سي – 802 على سفينة نقل إماراتية من نوع “إتش إس في – 2” بالقرب من ميناء المخا اليمني، ويعتقد خبراء أمنيون أن إيران قامت بشراء الصاروخ المضاد للسفن من الصين، ثم قامت بتغيير هندسته لتجعله من طراز نور الخاص بها”.
وأفاد موقع “ستراتفور”، في 5 أكتوبر، بأن مدى صواريخ “سي – 208” يصل إلى 75 ميلا، ما قد يجعل الحوثيين قادرين على السيطرة على مضيق باب المندب، وتمر نحو 7% من السفن في العالم عبر هذا الممر في البحر الأحمر، وهذا يشمل نحو 4.7 مليون برميل من النفط يوميا.
ووفقا لما قاله موقع “ستراتفور”، فإن الهجوم يشير إلى أن الحوثيين اكتسبوا قدرات جديدة، ما يثير تساؤلات حول الأمن الملاحي قبالة الساحل اليمني وفعالية حظر السلاح ضد الحوثيين، ويشير الهجوم إلى تكتيكات جديدة قد تهدد السفن في البحر الأحمر.
كما أطلق الحوثيون صاروخًا باليستيًا تجاه قاعدة الملك فهد السعودية، التي تبعد نحو 40 ميلا عن مكة، وهو المكان الذي يتمركز فيه المستشارون العسكريون الأمريكيون، وفي اليوم نفس، أطلقوا صاروخين على المدمرة الأمريكية “يو إس إس ميسون”، التي تعمل شمال مضيق باب المندب.
وتابع الموقع: “وبعد يومين، في 12 أكتوبر، في الذكرى الـ16 للهجوم الذي استهدف المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول” التي كانت متمركزة في ميناء عدن اليمني، استهدف الحوثيون مرة أخرى المدمرة ميسون، على الرغم من أن السفينة الحربية لم تتضرر، وردت الولايات المتحدة من خلال إطلاق صواريخ توماهوك كروز على بعض المنشآت العسكرية التابعة للحوثيين”.
اتصال الحوثيين بإيران ومشروعها في اليمن
وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، ماري هارف، للصحفيين في أبريل 2015، قائلة: “هناك تاريخ جيد التوثيق للدعم الإيراني للحوثيين، بما في ذلك في تقارير عديدة لوزارة الخارجية، المال والسلاح، دعم استمر لوقت طويل”.
ولم توثق طبيعة العلاقات الإيرانية مع وكلائها بشكل جيد، وقال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن علاقات الحوثيين بالجمهورية الإسلامية أكثر شبها بالعلاقة بين إيران وحماس أكثر من العلاقة بين إيران وحزب الله، وهذا يعني أن الحوثيين شركاء مستقلون يعملون عادة وفق مصالحهم الخاصة، على الرغم من أن هذا يتم عادة من خلال أسلحة إيرانية مهربة ومساعدات أخرى غير مباشرة.
وتابع الموقع الأمريكي القول: “خلال العام ونصف الماضيين، اعترضت السفن الحربية الأمريكية 5 شحنات من الأسلحة الإيرانية المرسلة للحوثيين في اليمن، وفي 20 أكتوبر، أفادت وكالة “رويترز” بأن إيران كانت تستخدم الجارة الشرقية لليمن، عمان، كمعبر لنقل الأسلحة المتطورة للحوثيين”.
ولا يستبعد الموقع الأمريكي أن إيران تدفع الحوثيين نحو الاستقلال الذاتي أو (الحكم الذاتي).
وفي 12 نوفمبر، ضربت الغارات الجوية للتحالف السعودي قاربين قادمين من إيران، كانا يحملان أسلحة للحوثيين في اليمن، وكان القاربان وصلا إلى ميناء الصليف اليمني، وفي 14 نوفمبر، اعترض التحالف السعودي قاربين محملين بالأسلحة ومعدات الاتصال.
وكتبت قناة العربية، أن عمليات المراقبة والتحقيق أظهرت أن الميليشيات تستخدم عددًا من الجزر، مثل جزيرتي زقر وحنيش، لتهريب الأسلحة والمعدات بمساعدة إيران.
وأشار معهد واشنطن في 6 أكتوبر إلى أن العداء الإيراني من خلال الحوثيين، كان يحدث في وقت أصبحت فيه الاستفزازات البحرية الإيرانية في مضيق هرمز أكثر من العادية، تقريبًا ضعف عددها في العام الماضي 2015″، وقال إن إيران “قد تكون تأمل في توسيع الحرب إلى الممرات الملاحية الدولية والمناطق الخارجية مثل إريتريا”.
حذّر رئيس تحرير ترومبيت، جيرالد فلوري في مقاله الذي نشر في أبريل 2015 تحت عنوان “إيران تسيطر على الشرق الأوسط”.
“إن استيلاء الحوثيين في اليمن يثبت أن إيران تنفذ استراتيجية جريئة للسيطرة على ممر بحري حيوي من المحيط الهندي إلى البحر الأبيض المتوسط”، وكتب السيد فلوري في كتابه 2015.
واختتم الموقع بالقول: “نحن بحاجة إلى فهم خطورة هذا الوضع الجديد في اليمن!” ▪
المصدر الرئيس
The Middle East’s Forgotten Civil War